الوضع المظلم
الخميس ١٩ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
توتر بين واشنطن وأنقرة.. وبلينكن: تركيا شريك
أردوغان بايدن

بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على دخوله البيت الأبيض، لم يتصل الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن بنظيره التركي رجب طيب إردوغان حتى الآن، كما أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لم يتصل بنظيره التركي مولود تشاوش أوغلو.


ومن المؤكد أن الحوار بين واشنطن وأنقرة لم يكن بأفضل حالاته خلال السنوات الأربع الماضية، وقد شهد أزمات حادة وغير مسبوقة.


وإذا كان الترتيب الذي يتّصل به الرئيس الأميركي الجديد بنظرائه هو المرآة لحالة العلاقات الثنائية، فيفترض أن يشعر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالقلق.


وكان ترامب وإردوغان " تجمعهما علاقة شخصية حميمة"، بحسب الباحث ستيفن كوك من مجلس العلاقات الخارجية. وهي "صداقة" لم يكفّ الديموقراطيون عن توجيه اللوم بسببها إلى الملياردير الجمهوري.


بدوره، أثار بلينكن اهتمام العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين خلال جلسة تثبيته في منصب وزير الخارجية من خلال حديثه عن تركيا باعتبارها "شريكاً استراتيجياً مزعوماً لا يتصرف في نواح كثيرة كحليف".


بلينكن


ومنذ ثلاثة أسابيع، ضاعفت وزارة الخارجية الأميركية تحذيراتها القوية للسلطات التركية التي تواجه انتقادات على خلفية هجماتها الكلامية ضد الأقليات الجنسية واستمرار اعتقال رجل الأعمال عثمان كافالا لأسباب "واهية".


وبالفعل، يُنادي أعضاء الكونغرس من اليمين واليسار باعتماد خطّ أكثر تشددًا. وكتب 54 من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من جميع الأطياف إلى الرئيس بايدن هذا الأسبوع يدعونه إلى اعتماد نبرة اقوى مع نظيره التركي في ما يتعلق بملف حقوق الانسان.


كما حرصت الخارجية الأميركية على أن تنفي في بيان أيّ "تورّط" في المحاولة الانقلابية في تركيا عام 2016 والتي أُطلِقت على إثرها موجة غير مسبوقة من القمع ضد المجتمع المدني.


كان بايدن وصف في السابق نظام إردوغان بأنه "مستبد". إضافة الى ذلك فإن مصير المقاتلين الأكراد في سوريا، حلفاء واشنطن في محاربة الجهاديين والذين تصفهم انقرة ب"الإرهابيين" لا يزال معلّقا.


كما أن الإجراءات الجنائية الأميركية ضد "خلق بنك"، أحد أكبر المصارف التركية، لانتهاكه العقوبات المفروضة على إيران، لا تزال تشكل أيضًا عقبة امام تحسن العلاقات.


وأدت الأزمة التركية-اليونانية في شرق البحر المتوسط إلى توتر العلاقات بين تركيا وبقية دول حلف شمال الاطلسي.


لكنّ القضية الاستراتيجية الأكثر إلحاحًا تبقى مشكلة نظام الدفاع الروسي اس-400. وقد أشارت أنقرة التي تقول إنها تريد تحسين العلاقات، إلى أنها مستعدة في سياق المفاوضات لعدم تشغيل هذه الصواريخ المثيرة للجدل.


المزيد  تعليق زيارة اردوغان إلى أمريكا عقب تصويت الكونغرس لصالح إدانة تركيا بـ إبادة الارمن


وقالت الخارجية الأميركية إن صواريخ إس-400 تهدد أمن تكنولوجيا حلف شمال الأطلسي.


وقالت غونول تول، من معهد الشرق الأوسط في واشنطن "هذا موضوع صعب الحل" لأن "الرئيس إردوغان لا يستطيع التراجع" دون فقدان ماء الوجه.


وأضافت "لكنه إذا فعل ذلك، أعتقد أن حكومة الولايات المتحدة ستكون أقل استياء، وستتخذ مقاربة واقعية"، معتبرة أنّ بعض المقرّبين من بايدن قد يدفعونه إلى اتّخاذ موقف "أكثر مرونة" في حال تمكّنوا من "التعاون مع تركيا في الأمور التي تهمّ الأمن القومي".


ليفانت - فرانس برس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!