-
العبرة في أفعال النظام الإيراني وليس أقواله
بقدر ما حرص ويحرص قادة النظام الإيراني على ضمان استمرار دورهم المشبوه في بلدان المنطقة والعالم وتوسيع دائرة نفوذهم، فإنهم حريصون أشد الحرص على إطلاق خطب وتصريحات متباينة يٶکدون من خلالها على حرصهم على أمن واستقرار والتأکيد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلدانها، مع ملاحظة إنهم يشفعون دائما تصريحاتهم وخطبهم هذه بالمطالبة بخروج القوات الأمريکية، خصوصاً من المنطقة والمطالبة بعدم التدخل فيها من أجل ضمان أمنها واستقرارها.
على مر العقود الثلاثة المنصرمة بشکل خاص فإن الدعوات التي انطلقت من جانب النظام الإيراني من أجل ضمان أمن واستقرار بلدان المنطقة وعدم المساس بأمنها وسيادتها الوطنية، فإن مراجعة بسيطة جدا بين ما قد طالب ودعا إليه قادة هذا النظام قولا وماقد قام به فعلا خلال العقود الثلاثة المذکورة، تبين تناقضا صارخا فيما بينها وإن تلك الدعوات والمطالب النظرية المنمقة والبراقة لم تکن سوى مجرد فقاعات أمام ماقد قاموا به إزاء ذلك، وإن حروب الخليج من تحرير الکويت الى احتلال العراق، تجسد ما قد ذکرناه بکل وضوح وتٶکد إن النظام الإيراني يفعل خلاف ما يقوله.
في مجال برنامجه النووي، فإن قادة النظام الإيراني أکدوا دوما على سلمية هذا البرنامج وعدم وجود أية جوانب عسکرية فيه وحتى إنهم لم يشککوا بل وحتى نددوا بالمعلومات التي کانت منظمة مجاهدي خلق قد أعلنتها بصدد الجوانب السرية ذات البعد العسکري في هذا البرنامج، ولکن ومع مرور الزمن، تبين مصداقية المعلومات التي أعلنتها مجاهدي خلق، ومن إن ما کان يقوله هذا النظام بشأن نواياه السلمية في برنامجه النووي، مجرد هواء في شبك!
في مجال انتهاکات حقوق الإنسان في إيران، والتي استندت في خطها العام على معلومات حصلت عليها مجاهدي خلق من شبکاتها الداخلية في إيران، وبموجبها تم إصدار 70 قرار إدانة دولية بحق هذا النظام لمواظبته على انتهاکات حقوق الإنسان وبصورة منهجية، فإن الذي يجب أن نشير إليه هنا هو إن هذا النظام قد حرص دائما على التأكيد في بياناته وأدبياته "النظرية"، على حرصه على حقوق الإنسان وعدم انتهاکها، ولکن ما قد حدث خلال الأعوام الأخيرة بشکل خاص من دون نسيان ماضيه الأسود في مجزرة السجناء السياسيين عام 1988، قد أثبتت وبصورة عملية کذب مزاعمه وأقواله الواهية بشأن حرصه على عدم انتهاك حقوق الإنسان.
أما في مجال تدخلاته في بلدان المنطقة فحدث ولاحرج، إذ إن الأمر قد خرج عن المألوف وصار بمثابة البديهية التي لا تحتاج الى برهان، والأنکى من ذلك أن النظام ما يزال يتهم هذا وذاك بالتدخلات في شٶون بلدان المنطقة ويطرح نفسه کعامل إيجابي من أجل ضمان أمن واستقرار بلدان المنطقة!
العبرة في أفعال النظام الإيراني وليس أقواله، وهذه هي الحقيقة التي يجب على بلدان المنطقة والعالم ليس الأخذ بها فقط بل وحتى العمل في ضوئها.
ليفانت: فرید ماهوتشي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!