الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • القمة العربية.. خلافات بينية واضطرابات سياسية اقتصادية في المحيط

  • أبو الغيط: إنني من أشد أنصار تعريب حلول وتسويات الأزمات التي تواجه بعض دولنا
القمة العربية.. خلافات بينية واضطرابات سياسية اقتصادية في المحيط
القمة العربية في الجزائر 1-2 نوفمبر 2022/ ليفانت نيوز

جاءت القمة العربية في الجزائر التي تعقد على يومين، 1و2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، بعنوان: "قمة لمّ الشمل العربي" في وقت تشهد فيه المنطقة ومحيطها المزيد من التوترات والتضخم الاقتصادي وتغير في أسعار الصرف للعملات المحلية مقابل الدولار الأمريكي. وتقارير استخباراتية سعودية تشير إلى تهديدات إيرانية بضرب منشآت حيوية داخل المملكة.

وفي كلمة الافتتاح للأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط (حصلت ليفانت على نسخة منها)، قال فيها: "إن المنطقة العربية، شئنا أم أبينا، تقع في قلب الأزمات.. فهي، من ناحية، ركيزةٌ أساسية في معادلة إمدادات الطاقة وأسعارها العالمية.. ومن ناحية أخرى، هي ضحية أولى للتغير المناخي وآثاره المُدمرة، من حيث الجفاف وغيره.. ومن ناحية ثالثة، تُعاني المنطقة من تهديد خطير لأمنها الغذائي، كما تقع غالبية دولُها في نطاق الفقر المائي.. فضلاً عما تواجهه بعض دولها من تصرفات غير قانونية من جانب جيرانها من شأنها تعريض أمنها المائي للخطر".

اقرأ المزيد: القمة العربية والتطورات الإقليمية والدولية

وأضاف أبو الغيط "إن هذه الثلاثية الخطيرة.. الغذاء والطاقة والمناخ.. تُمثل حلقة متصلة، ومنظومة مترابطة.. فإنتاج الغذاء يعتمد على أسعار الطاقة واستقرار المناخ.. والتغير المناخي يتأثر في الأساس بالانبعاثات المتولدة عن انتاج الطاقة.. والعناصر الثلاثة صارت عنواناً للأزمة العالمية التي نشهدها حالياً.. بكل تبعاتها الاقتصادية والإنسانية التي تتحملها الشعوب، والتي قد تشتد وطأتها في هذا الشتاء.. ولا شك أننا نتابع جميعاً الآثار المزدوجة للجائحة والحرب في أوكرانيا.. وما أفرزته وما تزال من تبعاتٍ اقتصادية سلبية.. صار واضحاً أن العالم أجمع سيضطر للتعامل معها لفترةٍ طويلة قادمة.

تعريب الأزمات

وفيما يتعلق بالقضايا العربية، قال الأمين العام للجامعة العربية: "إنني من أشد أنصار تعريب حلول وتسويات الأزمات التي تواجه بعض دولنا.. صحيحٌ أن المشكلات معقدة وتتشابك فيها المصالح والأيدي الإقليمية والدولية.. لكن يبقى أننا كعرب نفهم بعضنا، ونعرف حدود مصالحنا أكثر من أي طرف خارج منظومتنا.. وهذه دعوةٌ لتكثيف الانخراط العربي في تسوية المشكلات والأزمات العربية.. نأمل أن تُفضي إلى تحقيق نتائج إيجابية".

وفي استعراضه لقضايا وأزمات المنطقة العربية، بدأ أبو الغيط حديثه بالقضية السورية والانسداد السياسي الذي تشهده بسبب كثرة التدخلات الإقليمية والدولية وتعارض مصالح المتداخلين فيها.

وبيّن أبو الغيط، أن "التطورات في سوريا تحتاج إلى جهد عربي رائد ومبادر يضع البصمة العربية على خارطة تسوية الوضع المأزوم في هذا البلد العربي المهم.. ويحتاج الأمر إلى إبداء المرونة من جميع الأطراف المعنية حتى يُمكن تبديد ظلمة الانهيار الاقتصادي والانسداد السياسي وغلق صفحة الماضي بآلامها، والسعي نحو وضع جديد يُتيح انخراط سوريا في محيطها العربي الطبيعي، وفي جامعتها العربية التي هي من دولها المؤسسة".

ولم يخفِ الأمين العام، أهمية تذليل العقبات في ليبيا ولجم الحوثيين في اليمن الذين يعرقلون عمل الحكومة الشرعية بنقضهم للهدنة وتأثرهم بالدول الإقليمية.

كما أنه أكد على ضرورة حل الدولتين كسبيل لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

خلافات عربية

اقتصر الحضور الخليجي في القمة المنعقدة في الجزائر على مناصب ما دون الملوك والسلاطين والأمراء باستثناء حضور أمير دولة قطر بشخصه، وكذلك الأمر بالنسبة للمغرب، فقد مثلها "ناصر بوريطة" وزير الخارجية والتعاون الأفريقي، بسبب الخلافات التي تعترض البلدين المستضيف والمملكة المغربية.

اقرأ أيضاً: وزراء الخارجية العرب يحققون اختراقاً بإدانة تدخلات تركيا وإيران

كما أن الخلافات التي سبقت القمة في الجزائر، انعكست على التمثيل، وخصيصاً التقارب الذي بدأت تنكشف أساريره بين الدول المضيفة الجزائر والنظام الإيراني الذي تعيث ميليشياته فساداً وقتلاً وتهجيراً في دول عربية عديدة، مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتدخله مؤخراً بالخلافات الداخلية المغربية بدعمه لـ"جبهة البوليساريو"، التي تطالب بانفصال الصحراء الغربية عن المملكة المغربية.

وكان حذر السفير المغربي الدائم في الأمم المتحدة، عمر هلال، من مدّ إيران للانفصاليين "البوليساريو" بالطائرات المسيرّة، لكن هناك إصرار من قبل النظام الجزائري بالإضافة إلى حركة مجتمع السلم الجزائرية حمس (الإخوان المسلمون) التي أيدت وتماهت مع نظام الجنرالات في بلادها بالتقارب من إيران وتركيا.

وبدأت الخلافات العربية من لحظة دعوة الجزائر الدول العربية لإعادة مقعد سوريا إلى نظام الأسد، الأمر الذي اعترضت عليه المملكة العربية السعودية وقطر الجمهورية العربية المصرية.

روسيا تخترق القمة

استغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، انعقاد القمة في دولة حليفة لنظامه، ليوجه رسالة إلى القمة والزعماء الممثلين لبلادهم، قال فيها، إن بلاده على استعداد "لتطوير التعامل بشكل كامل مع جامعة الدول العربية وجميع أعضائها بهدف توطيد الأمن على الصعيدين الإقليمي والعالمي".

وأضاف "يجب تسوية القضايا العسكرية والسياسية في الشرق الأوسط، بما في ذلك الأزمات في ليبيا وسوريا والصراع في اليمن، على أساس القانون الدولي المعترف به، ومع الاحترام الكامل لسيادة الدول وسلامتها الإقليمية".

وأعرب الرئيس الروسي عن اعتقاده بأن تصحيح الوضع الدولي "يحتاج إلى جهود مشتركة ومنسقة مما يجعل دور منظمات مثل جامعة الدول العربية أكثر أهمية".

اقرأ المزيد: الرفض العربي يتصاعد.. البرلمان ورئيس الجامعة العربية ينددان بالقصف التركي

ومالم يكن إخفاؤه هو أن التحديات التي تعترض القمة التي عُقدت بعد 3 سنوات، تخللها جائحة كورونا والتطبيع بين عدد من الدول العربية وإسرائيل، إضافة إلى الحرب الأوكرانية والتضخم العالمي والتغيير المناخي، ومؤخراً قرار أعضاء التحالف النفطي "أوبك بلس" بشأن تخفيض انتاج النفط، الذي لاقى اعتراضاً أمريكياً شديداً عليه. قد أصابت بعض الدول العربية وأثرت عليها بشكل مباشر، ما يستدعي لتظافر الجهود واتخاذ مواقف حيادية "عدم الانحياز" في ظل تسابق عالمي بين الأقطاب الكبرى لنزع شيء من الهيمنة الأمريكية على العالم.

واستناداً إلى ما سبق، من المرجح أن تكون التحالفات الجديدة على أساس المصلحة النفعية في العلاقات الاقتصادية البحتة، وليس على ما يجمع العرب ودول المنطقة من ثقافة وصلة أخوية وعلاقات تاريخية تمتد لآلاف السنيين.

ليفانت – خاص

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!