-
العلاقة بين الصحة العقلية والفم والأسنان
تنكشف من خلال أسناننا عدداً مع المعلومات التي تتعرف عما يُخبئهُ لنا مُستقبلنا المجهول طبياً، لاسيما تلك المخاطر الصحية التي تُحدق بنا، وتنتظر فرصتها لتنقض علينا من البيئة المُحيطة، إذ تعتبر الاضطرابات النفسية ومشاكل الأسنان من أكثر المشاكل الصحية انتشاراً في العالم، والمصابون بالاضطرابات النفسية، مُعرضون لأمراض خطيرة، فيمكن للأسنان التنبؤ باضطرابات الصحة العقلية التي قد تُصيب الإنسان، مثل "الاكتئاب والقلق "Depression and anxiety" وانفصام الشخصية، لما تمثله من انعكاس واضح لما بداخل جسم الإنسان من أمراض واضطرابات وخلل في الأعضاء والأجهزة، لتكون بلا منازع مرآة لصحتنا، ومؤشّر جيد لمعرفة مدى تراجع الوضع الاجتماعيّ والاقتصادي، الذي يُعتبر من أكبر عوامل الخطر بالنسبة لتردّي الصحة العقلية عموماً، وها هي دراسة جديدة تؤكد ذلك وتُضيف أن الأسنان دليل قوي على الصحة العقلية، وأن الأسنان اللبنية (أو الأولية)، التي يفقدها الإنسان حين يكون عمره لا يتجاوز 6 سنوات، تكشف أسراراً كثيرة.. فكيف ذلك؟".
فمنذ سنوات الطفولة والمراهقة تعتبر الأسنان أحد مقومات المظهر الخارجي الذي يشكل شخصية الفرد، وبالتالي فإن إهمال التقويم في سن مبكرة أو عدم الاكتراث للتشوهات يؤدي للتأثير على معنويات الفرد وتقييمه لنفسه ونظرته لذاته، وبالتالي الثقة بالنفس.
وليس من المُستغرب أن تجد مريضاً بالفصام قد وصل الالتهاب عنده إلى كل الأسنان واللثة، وهو مازال في عقده الثالث، حيث تفيد الدراسات أن مراجعي عيادات الأسنان من نزلاء المصحات النفسية، هم نصف العدد مقارنة بباقي الناس، ليتطور إلى رهاب الأسنان، والذي قد يكون خوف من الإجراءات والأدوات، أو خوف من فكرة زيارة الطبيب الذي يُراجع أكثر من ثُلث المرضى لتنظيف الأسنان، كما أنه من الشائع في بعض المرضى أن يعتقدوا واهمين أن هناك أجهزة مزروعة في أسنانهم أو أن طبيب الأسنان قد زرعها وهي تصدر أشعة وسموم وأصوات، أو أنها تعمل مثل الكاميرا.
ولعل الدراسة التي أجرتها الطبيبة النفسية إيرين دان، من مستشفى ماساتشوستس العام الأمريكي، بإشراف فريق مكون من الأطباء وعلماء الأنثروبولوجيا، شملت 37 طفلاً في سن الــ 6 فما فوق في ولاية كاليفورنيا، وقد طلب منهم التبرع بأسنانهم اللبنية بعد سقوطها، ليتم تحديد العلاقة بين خصائص الأسنان والسلوكيات التي أبلغ عنها المعلمون وأولياء الأمور، واتّضح من النتائج البحثية وجود اختلافات في مستويات الصحة العقلية لديهم وفقاً لبنية أسنانهم وطريقة نموها. لما يملكون آي الأطفال طبقة مينا رقيقة، تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمشكلات بعينها، كالميل إلى العدوانية، وعدم الاهتمام، والاندفاع، والخصومة، لمحاولة علاج المعرّضين لتلك المشكلات منذ بدايتها وقبل أنْ تتطوّر، ففي حال معاناة الطفل من الإجهاد في سنواته الأولى، فإنه يمكن رؤية ذلك على أسنانه"، ولعل الإجهاد لا يعني فقط العمل الزائد في السن المبكر، بل أيضاً بعض المشاكل الأخرى، على غرار: طلاق الوالدين والضوضاء المستمرة أو الاستغلال الجسدي والنفسي، تجعل الجسم يُفرز الكثير من هرمون الإجهاد الكورتيزول، الذي يمكن قياس تركيزه في الدم واللعاب، وفق دراسة أخرى شملت 350 عائلة في منطقة خليج سان فرانسيسكو، أن الأطفال الذين يعانون من نقص الانتباه والسلوك الاجتماعي المضطرب، يكون المينا لديهم رقيقاً ولب السن صغيراً بالمقارنة مع بقية الأطفال.
لتخرج علينا المُتخصصة في الأمراض النفسية إيرين دان، بقول فصل أن عدة أمراض عقلية هي في معظم الأحيان غير وراثية، بل يصاب بها الشخص عن طريق التجارب، التي عاشها وخاصة في سنواته الأولى. ويدخل الإجهاد أيضاً ضمن هذه التجارب... ليكون السؤال المُلح علينا هل يُمكن أن يكون هناك منظومة صحية تُراعي تلك المشاكل في بيئاتنا المدرسية بالتعاون مع وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء وكل جهة أو هيئة لها علاقة؟!..
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!