الوضع المظلم
الإثنين ٠٨ / يوليو / ٢٠٢٤
Logo
الشهر الرابع من الانتفاضة والنصر المٶزر
فريد ماهوتشي 

لم يواجه نظام ولاية الفقيه الاستبدادي القمعي أي تحدّ نوعي غير مسبوق منذ تأسيسه مثل الذي يواجهه مع الانتفاضة الشعبية العارمة التي دخلت شهرها الرابع وقد تمکنت من مواجهة کافة مخططات ودسائس ومٶامرات النظام وتجاوزها.

وبذلك فقد لفت الشعب الإيراني أنظار العالم إليه مرة أخرى وهو ينتفض مرة أخرى من أجل إسقاط الدکتاتورية الدينية المتطرفة التي حلت محل الدکتاتورية الشاه، وهذا ما جعل العالم کله، ولاسيما قوى الحرية والسلام والديمقراطية، تنظر بعين الاحترام والتقدير للشعب الايراني، وهو الأمر الذي أقض مضجع قادة النظام وجعلهم في حالة خوف وقلق مستمر، لا سيما وهم يرون أن الشعب الإيراني يکرر ما قد قام به وأنجزه في 11 شباط 1979، بإسقاط النظام الشاه.

طوال الـ43 عاماً المنصرمة، عمل هذا النظام بکل جد من أجل إيجاد مختلف السبل التي تعمل على ترسيخ حکمه وقد جعل من مواجهة کل من يدعو الى الحرية والتغيير بمثابة العدو الذي لا يمکن المغفرة له وإعطاء الأولوية من أجل درء خطره وتهديده، وحتى إن قانون "الحرابة" المعروف لدى المختصين بالشأن الإيراني بأنه قانون قرووسطائي قلباً وقالباً، وليس له أي علاقة بهذا العصر، هذا القانون تم وضعه خصيصاً ليس من أجل إباحة قتل وتصفية المنادين والمناضلين من أجل الحرية فقط، بل حتى منح بعد مقدس لعملية إبادتهم، ومن المفيد جداً هنا التذکير بمذبحة صيف عام 1988، عندما أمر خميني بإبادة 30 ألف سجين سياسي أکثر من 90% منهم أعزاء في منظمة مجاهدي خلق، لمجرد کونهم يٶمنون بالحرية ويرفضون الديکتاتورية ولا يقبلون بها، حيث إن عملية الإبادة الجماعية هذه کانت تحت غطاء ديني مخادع ومفتعل، وهذا هو سر رفض الشعب لنظام ولاية الفقيه وإصرارهم على المضي قدما في انتفاضتهم حتى إسقاطه.

الانتفاضة بعد دخولها شهرها الرابع واکتسابها بعداً وعمقاً دولياً، حيث صار العالم کله على تواصل مع ما يجري من عمليات قتل وقمع واعتقال تعسفي للمنتفضين، حتى إن تزامن صدور ثلاثة قرارات دولية نوعية ضد هذا النظام، أحدهما صادر عن المحکمة الدستورية البلجيکية بتعليق الإفراج عن الإرهابي أسد الله أسدي، والثاني بخصوص طرد النظام الإيراني من لجنة المرأة التابع للأمم المتحدة، وکذلك صدور القرار الـ69 عن الأمم المتحدة، والخاص بإدنة انتهاکات النظام الإيراني في مجال حقوق الانسان، وهذه القرارات عند التمعن والتدقيق فيها نجد أن المقاومة الايرانية من کانت قد هيأت الأجواء المناسبة لها من خلال معلوماتها الد‌قيقة عن النظام الإيراني، وبطبيعة الحال فإن إصدار هکذا قرارات غير عادية في هکذا مرحلة حساسة من النضال الذي يخوضه الشعب الإيراني من أجل الحرية من خلال انتفاضته الشجاعة، تعتبر بمثابة دعم معنوي هائل له وفي نفس الوقت بمثابة ثلاث ضربات قوية وموجعة للنظام، وفي کل الأحوال فإن دخول الانتفاضة الشعبية شهرها الرابع في هکذا أجواء، يعطي المزيد والمزيد من الثقة والأمل بنصرها الحتمي المٶزر.

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!