-
الشرطي وآمره.. ومعاقبة الكورد
لا يختلف اثنان على أن الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي الحالي في العراق مؤقت ومخادع وهشّ ومعرض للانهيار في أية لحظة، بسبب الانقسامات الداخلية والبينية، وعدم الثقة السائدة بين الساسة العراقيين، وقائمة التهديدات الطويلة، وأطماع الآخرين ورغباتهم في الهيمنة والتدخل في شؤونه، وإشعال الفتن والصراعات فيما بين العراقيين. وبسبب محاصرة الحكومة الحالية من قبل الذين يعتبرون أنفسهم أعلى وأهم منها ومن الدستور، وبسبب أصحاب السلاح المنفلت والميليشيات التي تتلقى الأوامر من خارج الحدود وتمنع رئيسها من تنفيذ التزاماته القانونية وتعهداته دون أن يعرفوا أن الخروج عن الدستور والقانون والتعهدات والإتفاقات الموقعة والمعلنة في البرلمان العراقي هو خطأ استراتيجي، ومطلب يتمناه أعداء العراق والعراقيين، بل انتحار سياسي بطيء.
الجميع في توجس وفي انتظار تغيير يعيد المياه إلى مجاريها الطبيعية، والحصول على إجابات للأسئلة التي تتبادر إلى الاذهان، ومعرفة مواقعهم من المستجدات السياسية ومواقف الأحزاب السياسية الرئيسة من الأزمات، واستعداداتها لمواجهة المحن وتجنب الكوارث والتكيف مع الأحداث بعقلانية مطلقة، وقطع الطريق أمام كل من يحاول أن يمزق النسيج الإجتماعي، ولو استدعى الأمر تقديم بعض التنازلات لهذا الطرف أو ذاك حفاظاً على السلم الأهلي، لأن بعض التنازل في أيام المحن والمصائب تعقل وحرص وحكمة.
الأحاديث والمواقف التي طفت على السطح في الآونة الآخيرة بشأن ما حدث في كركوك وبسبب الاستحقاقات الدستورية والقانونية الكوردستانية في بغداد، ومراهنات ومهاترات بعض السياسيين السذج على كسب أصوات الناخبين في الانتخابات المقبلة، والتفسيرات المختلفة لبنود الدستور وفقرات قانون الموازنة الفدرالية والتعنت في تأخير تسديد رواتب موظفي إقليم كوردستان، عبر شروط جديدة وكثيرة تعلن كل يوم إرضاء للمعادين للكورد، أعادت إلى ذاكرتي قصة آمر مفرزة في شرطة المرور، كان يراقب أداء رجال المفرزة من بعيد.
أراد آمر المفرزة أن يسجل غرامة نقدية على سائق سيارة يكن له الحقد والعداء. حيث إنه وبمجرد توقف السائق، وبإشارة مقصودة وسريعة منه، فهم المنتسب (أي الشرطي) أن سيده يريد كتابة غرامة نقدية ضد السائق.
طلب الشرطي من السائق رخصة القيادة وبطاقة تسجيل السيارة لدى دائرة المرور، فأخرجهما وتاريخ نفاذهما ما زال بعيداً، ولا غش أو غبار عليهما، فطلب الشرطي مطفأة الحريق والمثلث الفسفوري، فمد السائق يده وأخرجهما.
بعدها طلب الشرطي من السائق إشعال الإنارات الأمامية والخلفية، وإشارات الإستدارة يميناً ويساراً، وضياء الضباب والسير نحو الوراء، فشاهدها تعمل دون نقص، داخ الشرطي ووقع في حيرة من أمره، فطلب من السائق ركن سيارته جانباً ريثما يذهب إلى سيده، آخذاً معه رخصة القيادة، فقال لسيده: سيدي لم أجد عذراً لأكتب على هذا السائق غرامة معقولة، فقال الآمر: يا أحمق اطلب منه أن يغني لك نشيداً وطنياً، وإن عرف الغناء وحفظ الكلمات واللحن، فاكتب له غرامة بسبب رداءة صوته.
وأخيراً نقول: شروط وطلبات بعض الفاعلين السياسيين في بغداد من الكورد، لا تنتهي لأن الآمر الخارجي يريد معاقبة الكوردي.
ليفانت - صبحي ساله يي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!