الوضع المظلم
الخميس ٠٧ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الإرهاب يضرب تونس مجددا ويضع الغنوشي وجماعته في مرمى النيران

الإرهاب يضرب تونس مجددا ويضع الغنوشي وجماعته في مرمى النيران
تونس

لم تكن المطالبة برحيل راشد الغنوشي وحلّ حركة النهضة الإخوانية أثناء تشييع جثمان ضحايا الحادث الإرهابي الذي استهدف البلاد الأحد الماضي، محض صدفة، بل ردٌُ شعبي بني على يقين بتورّط الغنوشي ورجاله في دعم العمليات الإرهاربية التي عادت تضرب تونس من جديد، بالتزامن مع مطالب شعبية وبرلمانية برحيل الزعيم الإخواني وجماعته.


وبالرغم من عدم الإعلان رسمياً، حتّى الآن، عن هوية منفذي الهجوم الذي استهدف محافظة سوسة، إلا أنّ إصبع الاتهام يشير إلى تورّط “النهضة” بشكل أساسي، معتبرين أنّ ما يحدث هو نتيجة طبيعية لخطاب الكراهية والتطرّف الذي تتبناه الحركة الإخوانية، غير أنّها المستفيد الأول من الحادث لشغل الرأي العام عنها والتغطية على جرائمها، بالتزامن مع فتح تحقيقات موسعة في ملفات فساد لعناصر بارزة داخل التنظيم بأمر من الرئيس التونسي، قيس سعيد.


النهضة المتّهم الأول


وأثناء تفقده موقع الحادث الإرهابي بسوسة، ألمح الرئيس التونسي، قيس سعيد، بتورّط حركة النهضة الإخوانية في الحادث قائلا:” الشرطة الفنية يجب أن تتوصل إلى من يقف وراء هؤلاء الإرهابيين، ربما يكون قد قاموا بالعملية منفردين، أو ربما يكون وراءهم تنظيم”، في إشارة فسرها مراقبون بأنّها تخصّ حركة النهضة الإخوانية، خاصة أنّها تتصل بتصريحاته السابقة خلال مراسم تنصيب الحكومة الجديدة، حيث وصف بعض الأحزاب البرلمانية بـ”الخونة وأذيال الاستعمار”.


وقال سعيد وقتها: “سيأتي اليوم الذي سيعرف فيه التونسيون جميع الحقائق والدسائس والمؤامرات التي حيكت في الغرف المظلمة لخيانة الوطن، بدون استثناء”.


وفي بيان رسمي، أدان الاتحاد العام التونسي للشغل خطاب الكراهية والتحريض الذي تمارسه أطراف سياسية، تستغلّ الديمقراطية للتجييش وبثّ الفتنة، وطالب بفتح تحقيق عاجل في بعض التصريحات التي تعتبر العملية الإرهابية عملية مخابراتية لتبييض الإرهاب وتبرير جرائم عصابات الإرهابيين.


وأكد “سعبد” أنّ الحرب على الإرهاب “ما زالت طويلة وتحتاج مزيداً من اليقظة والاستعداد وتوسيع مقاومته، لتشمل تفكيك الغطاء السياسي والحقوقي والمالي الذي يدعمه، والتصدّي إلى خطاب الكراهية، وأعرب عن رفضه لـ”سياسة التكفير والتخوين”، مشدداً على ضرورة “محاربة التطرّف وكل أشكال توظيف الدين” في السياسة.


ومن جانبها، اتهمت البرلمانية التونسية، عبير موسى، رئيس الحزب الدستوري الحر، جماعة الإخوان بمحاولة صناعة تنظيم “داعش” جديد لخدمة مصالحها داخل البلاد، وقالت إنّ بعض الأحزاب السياسية تسعى إلى تنفيذ ذلك، في إشارة واضحة لحركة النهضة.


وقالت موسى في ندوة صحفية على خلفية العملية الإرهابية، إنّ تنظيم الإخوان متورّط في تسهيل حركة الإرهابيين بين تونس وليبيا، عبر أئمة تشتغل في فلك التنظيم الدولي للإخوان وبتمويلات خارجية.


وبينت أنّ الإخوان يريدون إبعاد التهمة الإرهابية عنهم، مع أنّ العديد من المحامين التابعين لحركة النهضة يترافعون عن الإرهابيين ويشرعون للتكفير داخل مجلس نواب الشعب.


واتهم الداعية التونسي المنشق عن حركة النهضة، محمد الهنتاتي، النهضة بتنفيذ الحادث الإرهابي، قائلا: “هذه العملية نفذها الجناح العسكري السرّي لحركة النهضة باستعمال الأسلحة البيضاء كسلاح جديد في الإرهاب”.


وتابع في منشور عبر صفحته الرسمية، أنّ “راشد الغنوشي تاجر بالدين وبتونس من أجل البقاء في السلطة، يحرّكه في ذلك جنون البقاء وجنون الخلود وفيروس الخوف الذي يتملكه من كشف جرائمه طيلة السنوات الماضية”.


وأضاف أنّ حركة النهضة الإخوانية انطلقت في تجسيد مشروعها العسكري الإرهابي بأيادٍ سلفية تكفيرية، داعياً التونسيين إلى مزيد من اليقظة من الجناح العسكري للإخوان ومخططاته الإرهابية.


ارتباط تاريخي بالإرهاب


في مطلع فبراير/ شباط الماضي، أثبتت هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي (أكثر من 100 محامٍ)، علاقة الغنوشي الخاصة بأحد منفذي جريمة اغتيال بلعيد في 2013.


وكشفت الهيئة التي تركز على ملف اغتيال بلعيد منذ سنة 2018، عن العلاقة السرية بين فرعي الإخوان في تونس ومصر سنة 2012 لتبادل أجهزة تنصّت وترتيب ضربات استباقية لتصفية الخصوم السياسيين، مؤكدة أنّ الغنوشي هو رئيس التنظيم السري للإخوان في البلاد بمعية صهره عبدالعزيز الدغسني.


ولم يعلن إخوان تونس فك ارتباطهم عن التنظيم الأم المصنف إرهابياً في مصر وعدة دول عربية منذ عام 2013، وحضر راشد الغنوشي اجتماعات عدّة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان عُقدت في تركيا، كما أنّ عناصر قيادية من تونس تدير جمعيات دولية تمويلها مشبوه، وتدعم الإرهاب في العالم.


ويقول الباحث السياسي التونسي، باسل الترجمان، إنّ حركة النهضة الإخوانية تواجه اتهامات كثيرة بدعم الإرهاب والضلوع بتنفيذ وتمويل عمليات إرهابية لخدمة مصالحها في البلاد والتغطية على ملفات فسادها.


ويشير “الترجمان” في تصريح لـ”ليفانت”، أنّ النهضة مرتبطة بقيادات إرهابية، وتتبنّى خطاباً متطرّفاً يعد أهم أسباب الإرهاب وتقدم لهم الدعم المالي وتوفر لهم الحماية القانونية.


ويوضح الباحث التونسي، أنّ الضربة الإرهابية تغير الأولويات وتضع مكافحة الإرهاب كأولوية وضرورة قصوى أمام حكومة المشيشي، لأنّه ثمة تقاطع غريب بين الإرهاب وبين اللوبيات الفاسدة في الدولة المحمية من كيانات حزبية.


وأكد أنّ الأجهزة الأمنية في تونس تلقّت مجموعة بلاغات تفيد بتورّط حركة النهضة في العمليات الإرهابية التي وقعت في البلاد، مؤخراً، والتواصل مع عناصر إرهابية داخل السجون، وجاري التحقيق فيها، فضلاً عن البلاغات المقدمة من معارضيين للحركة تلقوا تهديدات بالقتل وتعرضوا للأذى، ومنهم عبير موسى، رئيسة الحزب الدستوري الحر.


ويعتبر “الترجمان” أنّ التراجع السياسي الذي لحق بحركة النهضة، مؤخراً، سيدفعها لدعم مزيد من العنف والتطرّف لمواجهته، خاصة أنّها تعمل لصالح أجندات خارجية، وليس لديها أي مشروع سياسي أو اقتصادي يمكن أن يعود بالمنفعة على التونسيين.


ووفق الإحصائيات الرسمية، فقدت حركة النهضة أكثر من مليون صوت منذ انتخابات 2011، حيث تدحرجت من مجموع مليون وأربعة مائة ألف صوت، إلى 400 ألف صوت فقط سنة 2019، من مجموع 8 مليون ناخب تونسي.


ليفانت – رشا عمار

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!