-
الأسلحة غير المستخدمة للنظام
سؤال يكاد أن يكون الجواب عليه واحداً:
هل ثمة أسلحة ما زالت متبقية في حوزة النظام الأسدي لم يستخدمها ضد الشعب السوري في حربه المجنونة المعلنة كردة فعل وحيدة له على مطالب شعبية سلمية رفعها متظاهرون في وجهه؟!. وهل إذا احتاج سلاحاً لا يمتلكه ضد شعبه يتوانى عن استقدامه بأي ثمن؟!.
هذه الحرب المعلنة على الشعب السوري منذ ثمانية أعوام ويزيد، وتحديداً بعد اندلاع الثورة الشعبية السلمية في سوريا ضد نظام الإجرام الأسدي، ولجوء النظام إلى ما أطلق عليه الخيار الأمني في مواجهة الشعب ومطالبه في الحرية والكرامة والعدالة وسيادة القانون، لم يكتف باستعمال كل أنواع الأسلحة ضد المواطنين المنتفضين المتظاهرين في الشوارع وساحات المدن والبلدات والأحياء: (الرصاص المطاطي / الرصاص الحي / القناصات التي نصبها فوق الأبنية السكنية / الدبابات / مدفعية الشيلكا المضادة للطيران / المدفعية بأنواعها / الهاون / مدفعية الميدان / طائرات الهيلوكوبتر / الطائرات الحربية / صواريخ السكود بعيدة المدى التي لم يستخدمها النظام مرة واحدة في تاريخه قبل الثورة / الأسلحة الكيماوية / النابالم / القنابل الفوسفورية / عدا عن سلاح القتل تحت التعذيب في السجون والمعتقلات السورية / سلاح الحصار والتجويع )، بل هو قام منذ الأشهر الأولى بالاستعانة بقوات الدول والأحزاب والميليشيات الداعمة له: (روسيا / إيران / حزب الله اللبناني / الميليشيات الطائفية الشيعية العراقية / المرتزقة الشيعة من باكستان وأفغانستان)، وما تمتلكه تلك القوى من خبرات قتالية واستخباراتية وظفها جميعاً في مواجهة الشعب.
بداية هذه الحرب المعلنة من طرف النظام، لم يكن يمتلك القدرة على الاعتراف العلني بهذا التدخل الخارجي الذي فرضه، ولا بالاستقدام العلني الذي لجأ إليه، فكان ينفي ويكذب ويداور كما هي عادته، وعادة وسائل إعلامه دائماً في التعامل مع الأخبار والأحداث التي تعصف بسوريا، وصولاً إلى اعترافه العلني والرسمي بكل تلك القوى، حتى أنه أطلق عليها تسمية رسمية تضفي عليها كامل الاعتراف من طرفه، ألا وهو تسمية: القوات الرديفة.
أكثر من كل هذا وذاك فإن النظام وبعد أن قام بعمليات أخلاء بعض المدن والبلدات السورية من سكانها الأصليين، وإجلائهم القسري عنها، وذلك ما يثبت عملية الديموغرافي شديدة الوضوح وما يشكله من خطر على مستقبل التركيبة السكانية في أراضي الجمهورية السورية، حيث أن كل من استهدفتهم سياسة التغيير الديموغرافي هم من أبناء الطائفة السنية التي تشكل الأغلبية السكانية في سوريا، وقام بالخطوة الخطيرة التالية لهذا التهجير، ألا وهي أحلال سكان أجانب بدلاً عنهم، وهؤلاء السكان الجدد (المحتلون)، لا يجمعهم سوى رابط واحد وهو الخلفية المذهبية الشيعية، إضافة إلى كونهم من العناصر والميليشيات والمرتزقة الذين حاربوا إلى جانب قوات النظام في معركته ضد الشعب السوري الثائر.
حتى أن مفهوم الوطن والمواطنة السورية طرأ عليه تعديل كارثي جاء على لسان رئيس النظام الذي قال بالفم الملآن: جميع من معي بغض النظر عن جنسياتهم هم سوريون، سواء كانوا إيرانيين أو لبنانيين أو أفغانيين.
من جهة ثانية لعب الإعلام السوري دوره منذ اللحظة الأولى في خدمة سيده النظام القاتل، ولم يتوقف لحظة عن بث الأكاذيب وتزوير الحقائق الساطعة التي تحدث على الأرض، وعندما فشل في كل مرة كذب فيها، فإنه لجأ بدوره إلى الاستعانة بالخبرات الإعلامية لأولئك الحلفاء له (الشركاء في قتل الشعب السوري إسوة بنظامه).
ما هي أوجه تلك الاستعانة بالقدرات الإعلامية لقوى الاحتلال والتدخل الروسية والإيرانية وتلك الميليشيات؟!.
أوضح مثال لنا على هذا التدخل، هو استخدام وسائل الإعلام الروسية والصحفيين الممولين من طرفها في هذه الحرب الشعواء ضد الشعب السوري وثورته، وهو ما أكده التقرير الصادر عن (الشبكة السورية لحقوق الإنسان SNHR) بعنوان: تجدد الهجمات ضد الشبكة السورية لحقوق الإنسان من قبل صحفيين موالين لروسيا وإخفاء جرائم الحرب.
لماذا هذه الهجمات على الشبكة السورية لحقوق الإنسان (على سبيل المثال لا الحصر)، باختصار لأنها كما تقول في البيان: (الشبكة السورية لحقوق الإنسان منذ تأسيسها في حزيران 2011 قد عملت على توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها المواطن والدولة السورية، وعبر سنوات من عمليات التوثيق اليومية تراكم لديها قاعدة بيانات واسعة لأنماط متعددة من الانتهاكات).
كما أضاف البيان: (إن تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان الذي صدر مؤخراً والذي كان قد تناول استهداف القوات الجوية الروسية والسورية للمراكز الطبية في شمال غرب سوريا على نحو غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، يبدو أنه قد لعب دوراً أساسياً في الهجمة الإعلامية الروسية التي تتعرض لها الشبكة).
كيف تتولى وسائل الإعلام الروسية قيادة مثل هذه الحملات؟!. يجيب بيان الشبكة السورية قائلاً: (التكتيك الذي عادة ما تتبعه روسيا في مثل هذه الحملات، عبر نشر تقارير تحتوي كماً سخيفاً من المغالطات والخداع في مواقع صفراء سوداء لا يكاد يعرفها أحد، ثم بالاقتباس منها في مواقع روسية أكثر انتشاراً كموقع روسيا اليوم، ووكالة الأنباء الروسية سبوتنيك، بهدف تعميم ونشر تلك الأكاذيب على مستوى أكبر).
إنه السلاح الأخير الذي لا يمتلكه النظام السوري لذلك نراه يهرع إلى الاستنجاد بمن يرى لديهم قدرات أكثر في الكذب والافتراء ومحاربة حقوق الشعوب في أبسط مطالبها كالحرية مثلاً.
---
كاتب وصحفي سوري – فرنسا
الأسلحة غير المستخدمة للنظام
الأسلحة غير المستخدمة للنظام
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!