-
الأرض تتخطى «يوم تجاوز مواردها».. المنظمات غير الحكومية تدق ناقوس الخطر
هذا الخميس، يمر على البشرية يوم مهم ومقلق: يوم تجاوز موارد الأرض ويعرف بـ "يوم الدَيْن البيئي"، هو التاريخ الذي استخدمت فيه البشرية جميع الموارد البيولوجية المستدامة التي تجددها الأرض خلال العام كُلََّه. لقد حذرت المنظمات غير الحكومية من أن بقية عام 2022 سيكون هناك في عجزاً في الموارد.
يمثل التاريخ الذي أطلق عليه اسم «يوم تجاوز الأرض» - نقطة تحول عندما استهلك الناس «كل ما يمكن للنظم البيئية تجديده في عام واحد»، وفقاً لشبكة البصمة العالمية والصندوق العالمي للطبيعة. وهو اليوم الذي بلغ فيه عمليا الضغط البشري على كوكب الأرض أقصاه.
وتدير المنظمة أيضا حملة "#MoveTheDate"، التي تبحث عن حلول من خلال أربعة مجالات رئيسية وهي الغذاء والمدن والسكان والطاقة. عند النظر إليها من خلال منظور اقتصادي، يمثل يوم تجاوز الأرض اليوم الذي تدخل فيه البشرية الإنفاق على العجز البيئي.
يُحسب يوم تجاوز الأرض بتقسيم القدرة البيولوجية العالمية (كمية الموارد الطبيعية التي تولدها الأرض في ذلك العام)، وبصمة البيئة العالمية (استهلاك البشرية للموارد الطبيعية للأرض في ذلك العام)، وضربه في 365، عدد الأيام في السنة.
توضح الشواهد البيئية إن البشر يفرطون في الإنتاج وفي الاستهلاك على حد سواء (ننتج ما لا نحتاج ونستهلك ما لا نحتاج فعلياً وبكميات هائلة) وأن أنماط الحياة تأتي على حساب الكوكب الذي لا يمكن أن يتجدد بالسرعة الكافية.
ويُحسب "يوم تجاوز موارد الأرض" من قبل "Global Footprint Network"، وهي منظمة بحوث دولية تراقب استخدام البشرية للموارد الطبيعية بالإضافة إلى الضرر البيئي الذي ينجم عن ذلك.
يصادف يوم تجاوز موارد الأرض التاريخ الذي تستخدم فيه الإنسانية موارد طبيعية أكثر مما يمكن لكوكبنا تجديده في ذلك العام بأكمله. وكلما ازداد استخدام البشر للموارد الطبيعية للأرض، أصبح موعد إحياء هذا اليوم أقرب من العام السابق، حيث كان يوم تجاوز الأرض في العام 2018 1 أغسطس، وقبله 2 أغسطس ووصلنا اليوم إلى 28 حزيران.
إذا، نبدأ اليوم الخميس 28 تموز/يوليو في استهلاك احتياطات الأرض أي "رأس المال الطبيعي والضروري للحفاظ على الحياة"، على حد تعبير الصندوق العالمي للحياة البرية الذي يشعر بالقلق من أن يوم تجاوز الأرض تقدم بمقدار شهرين خلال 20 عاماً فقط.
"من 1 يناير إلى 28 يوليو، استخدمت البشرية من الطبيعة نفس القدر الذي يمكن أن يجدده الكوكب في عام كامل. قال ماتيس واكرناجيل، رئيس شبكة البصمة العالمية، «هذا هو السبب في أن 28 يوليو هو يوم تجاوز الأرض».
"تحتوي الأرض على الكثير من المخزون، لذلك يمكننا استنزاف الأرض لبعض الوقت ولكن لا يمكننا الإفراط في استخدامها إلى الأبد. إن الأمر مثل المال؛ يمكننا أن ننفق أكثر مما نكسبه لبعض الوقت حتى نفلس".
سيستغرق الأمر 1.75 من كوكب الأرض لتوفير احتياجات سكان العالم اليوم بطريقة مستدامة، وفقاً لهذا الإجراء الذي أنشأه الباحثون في أوائل التسعينيات. صرحت شبكة Global Footprint Network بأن يوم تجاوز الأرض هذا العام قد جاء في وقت أقرب مما كان عليه في الخمسين عاماً الماضية.
في عام 2020، عاد التاريخ ثلاثة أسابيع بسبب جائحة كورونا، قبل العودة إلى مستويات ما قبل الجائحة. لا يوزع العبء بالتساوي.
قال واكرناجيل إذا عاش الجميع مثل الأمريكيين، لكان التاريخ قد وقع قبل ذلك، في 13 مارس. تشير المنظمتان غير الحكوميتين اللوم إلى نظام إنتاج الغذاء وبصماته البيئية "الكبيرة".
وقالت المنظمتان غير الحكوميتين: "إجمالاً، يُستخدم أكثر من نصف القدرة البيولوجية للكوكب (55 في المئة) لإطعام البشرية". قال بيير كانيت من الصندوق العالمي للطبيعة في فرنسا: "يشتخدم جزء كبير من المواد الغذائية والمواد الخام لإطعام الحيوانات" التي "يستهلكها البشر بعد ذلك".
وأضاف: "إن 63 في المئة من الأراضي الصالحة للزراعة" في الاتحاد الأوروبي ترتبط ارتباطاً مباشراً بـ "الإنتاج الحيواني".
وأضافت المنظمات غير الحكومية أن "الزراعة تساهم في إزالة الغابات وتغير المناخ عن طريق انبعاث غازات الدفيئة وفقدان التنوع البيولوجي وتدهور النظم البيئية، مع استخدام حصة كبيرة من المياه العذبة".
بناء على المشورة العلمية، يدعون إلى الحد من استهلاك اللحوم في البلدان الغنية، وقالت ليتيتيا مايلز من شبكة البصمة العالمية:" إذا تمكنا من خفض استهلاك اللحوم بمقدار النصف، فيمكننا نقل تاريخ التجاوز بمقدار 17 يوما".
اقرأ المزيد: أوروبا.. الأعلى بين إصابات جدري القردة
وخلصت إلى أن" الحد من هدر الطعام من شأنه أن يدفع التاريخ إلى الوراء لمدة 13 يوما "، وهو" ليس ضئيلا " بينما يضيع ثلث الغذاء في العالم. وتظهر الحسابات أن بلدان العالم ليست متساوية في قيمة "ديونها" البيئية وإنها لا تساهم بنفس النسبة في استلام موارد الأرض السريع.
ويؤكد الصندوق العالمي للطبيعة في عام 2022 على نظام الغذاء العالمي الذي "يقوم على تدمير الطبيعة والوقود الأحفوري"، ويقدر أن 55٪ من القدرة البيولوجية في العالم تستخدم لإطعام البشرية"، حيث إن السلسلة الغذائية بأكملها مسؤولة عن أكثر من ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، بينما تمثل الزراعة 70٪ من استخدام المياه العذبة.
ليفانت نيوز _ مواقع/متابعات
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!