-
اغتيالات إيران بأيدٍ محلية أم خارجية؟
-
مسلسل الاغتيالات في إيران لم يتوقف منذ أربعين عاماً.. والحرس الثوري أبرز معالمه
شكلّت السياسات العدائية للنظام الإيراني والميلشيات الحليفة الموالية له، عداءً مع دول المنطقة الشرق أوسطية، ولا سيّما في لبنان والعراق وسوريا، حيث تقوم تلك المليشيات بالتخطيط مع فيلق القدس، المسؤول عن مخطط إيران التوسعي خارج حدودها، باغتيال كل من يعارضهم، سواء من الشيعة السياسية أو من القوميات والطوائف الأخرى.
وتاريخ النظام الإيراني حافل بالاغتيالات منذ ثمانينيات القرن الماضي، وكان أهم الشخصيات التي قام باغتيالها مع حليفه اللبناني حزب الله، رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، والناشط السياسي الشيعي لقمان سليم؛ وخصيصاً في لبنان القائمة تطول.
كذلك الأمر في سوريا، فهناك من أشار إلى أن تفجير خلية الأزمة، تموز 2012، كان بتخطيط إيراني وتنفيذ ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة، وشقيق رأس النظام، قتل حينها ضباطاً ومسؤولين رفيعين في النظام بينهم صهر الأسد، آصف شوكت؛ يقال إنهم كانوا رافضين لاستخدام العنف المفرط تجاه المتظاهرين السلميين بالمناطق الثائرة في سوريا.
اقرأ المزيد: الاستخبارات الإيرانية: جواسيس مرتبطون بإسرائيل اغتالوا ضابط الحرس
وتشير المعلومات في العراق، أنه منذ عام 2003 اغتيل نحو 180 طياراً و400 ضابط في الجيش، شارك معظمهم في الحرب ضد إيران، بحسب إحصائيات غير رسمية، عدا عن قتل الناشطين الرافضين لبسط إيران سيطرتها على العراق، فقد كان آخرهم الباحث هشام الهاشمي.
لكن في العقد الأخير تصاعدت الاغتيالات داخل إيران وخارجها تزداد، كان أهمها قتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس في العراق، وكذلك عالم الذرة، محسن فخري زادة، وسط طهران.
اغتيال العقيد خدايي
اغتيل، الأحد الماضي، العقيد بالحرس الثوري الإيراني حسن صياد خدايي، في طهران، من قبل شخصين يستقلان دراجة نارية أطلقا خمس رصاصات تجاهه وهو أمام منزله. وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية إن خدايي كان في سيارته عندما أطلقت عليه النار، وقد أصيب برصاصات في الرأس واليد.
ووصف "الحرس الثوري الإيراني"، في بيان، عملية الاغتيال، بأنها "إجراء إرهابي معاد للثورة نفذه عناصر مرتبطون بالاستكبار العالمي"، مبيناً أن "الإجراءات اللازمة مستمرة للوصول إلى المهاجم أو المهاجمين والقبض عليهم".
يوم الاثنين الفائت، أفاد المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارجي، أن التحقيقات جارية لبحث أبعاد اغتيال العقيد في "الحرس الثوري"، حسن صياد خدايي، وملابساته، مضيفاً، وفق ما أورده التلفزيون الإيراني، أن نتيجة التحقيقات ستعلن لاحقاً، متهماً إسرائيل والولايات المتحدة بـ "الوقوف وراء هذه الأعمال الإرهابية في العالم".
وأضاف أن "الاغتيال ليس نجاحاً لأعداء الثورة الإسلامية، وإنما هزيمة لهم"، وفق وصفه.
وهدد المتحدث باسم "الحرس الثوري الإيراني"، العميد رمضان شريف، الجهات المنفذة لاغتيال صياد خدايي "بدفع ثمن عملها الإجرامي"، مبيناً أن الاغتيال "سيزيد من عزم وإرادة الحرس في الدفاع عن أمن البلاد واستقلالها ومصالحها الوطنية ومواجهة أعدائها، وخاصة الكيان الأميركي الإرهابي والكيان الصهيوني المزور والمؤقت".
وأوضح شريف، وفق ما نقلته وكالة "سباه نيوز" التابعة للحرس، أن "العدو لن يحقق شيئاً من خلال ارتكابه هذه الأعمال الإجرامية". فيما أكد أمين مجلس أمن الدولة، مجيد مير أحمدي، أن اغتيال خدايي كان "حتماً من قبل الكيان الصهيوني"، متوعداً "المجرمين بتلقي صفعة صعبة من إيران"، حسب ما نقلته وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.
اقرأ أيضاً: مقتل ضابط إيراني شارك في الحرب السورية
وقبيل توجهه إلى مسقط، الاثنين الفائت، اتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في مطار طهران، قوى "الاستكبار" بالوقوف وراءها. وتوعد بالثأر لمقتل خدايي الذي أكد الحرس أنه قاتل في سوريا وكان من "المدافعين عن الحرم"، واصفاً ما حدث بـ "الجريمة".
وشكّلت عملية اغتيال العقيد خدايي سابقة، كأول اغتيال لشخصية عسكرية إيرانية داخل البلاد، حيث سبق أن وقعت عدة عمليات اغتيال لكبار العلماء النوويين الإيرانيين.
مسلسل الاغتيالات الإيرانية
يعتبر اغتيال محسن فخري زادة، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، أبرز الاغتيالات بين العلماء النوويين الإيرانيين، والخامس من بين العلماء الذين اغتيلوا بعد بدء موجة عمليات اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين عام 2010، أثناء المفاوضات النووية التي كانت تخوضها إيران مع المجموعة الدولية، المؤدية إلى الاتفاق النووي المبرم مع طهران يوم 14 يوليو/ تموز 2015.
وكان قتل، في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، أبو البرنامج الصاروخي الإيراني، العميد حسن طهراني مقدم، في انفجار داخل موقع عسكري على بعد 50 كيلومتراً من غرب العاصمة طهران. وقالت السلطات الإيرانية، حينها، إن الانفجار وقع خلال نقل العتاد العسكري وإجراء تجربة صاروخية، لكن الكاتب الإسرائيلي رونين بيرغمن وجه أصابع الاتهام لـ "الموساد" الإسرائيلي، وذلك في كتابه الصادر عام 2018 بعنوان "أسرع واقتله".
حينها وجهت إيران أصابع الاتهام للمخابرات الإسرائيلية، وأعلنت عن اعتقال عملاء، فيما أعدمت عناصر قالت إنهم مرتبطون بهذه الاغتيالات.
وفي 22 يناير/ كانون الثاني 2010، اغتيل العالم الإيراني مسعود علي محمدي، أستاذ الفيزياء بجامعة طهران، أثناء خروجه من بيته عبر قنبلة فُجّرت عن بعد، شمالي طهران.
وكذلك اغتيل العالم النووي الثاني وأستاذ الفيزياء بجامعة "الشهيد بهشتي" في طهران، مجيد شهرياري، يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2010، بعدما ألصق راكب دراجة نارية قنبلة على سيارته في العاصمة طهران.
إضافة إلى اغتيال العالم النووي الثالث داريوش رضائي نجاد، يوم 23 يوليو/ تموز 2011، بخمسة طلقات نارية أمام منزله في طهران. وكان رضائي نجاد طالب الدكتوراه في الهندسة الكهربائية في جامعة "خواجة نصير الدين الطوسي" الصناعية.
ولم يتوقف الأمر عند تلك الأسماء، فقد اغتيل العالم النووي الرابع مصطفى أحمدي روشن، أحد مدراء منشأة "نطنز"، أكبر المنشآت النووية الإيرانية وأهمها في تخصيب اليورانيوم، يوم 11 يناير/ كانون الثاني 2012، برفقة أحد موظفي هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، وذلك بعد خروجه من بيته، إذ قام راكب دراجة نارية بإلصاق قنبلة مغناطيسية بسيارته.
ليفانت - خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!