-
إيران، واللعب عالمكشوف
تتسارع الأحداث على الساحة السوريّة بشكل ملفت للنظر بعد تحوّل الصراع في سوريا وعلى سوريا إلى مايشبه تهديد كبير يهدّد مسألة الأمن والسلم العالميين والذي قد ينذر بنشوب صراعات إقليمية ودولية في أي لحظة خلل في منظومة القيادة العالمية.والتي تسعى دوما لضبط إيقاع الصراعات وإدارتها في الفترة التي تسبق الرغبة في حلّ أيّ صراع أو نزاع قائم في أي منطقة من هذا العالم. إيران، واللعب عالمكشوف
-وفي خضم مايحدث من تداعيات التدخل الاقليمي والدولي في المسأله السورية يبدو واضحاً الدور التخريبي والهدّام للتدخل الإيراني وأدواته في سوريا، والذي أصبحت دوافعه وأسبابه ونتائجه الكارثية جليّة وواضحه.
وكانت أساليب هذا التدخل هي الأكثر فتكاً ببنية الشعب السوريّ ومثّلت الخطر الأكبر على سوريا وشعبها وتعدّى هذا التأثير ليشمل شعوب المنطقه برمّتها.
ويؤثر على حالة الاستقرار النسبي الذي شهدته منطقة الشرق الأوسط خلال العقود السابقة تلك الأساليب التي تعدّدت واتّخذت أشكالاً مختلفة تمّ تغطيتها بأقنعة مزيّفه وشعارات عفنة كالمقاومة والممانعة وغيرها من مصطلحات اعتمدها نظام الملالي في طهران وسوّقت له أدواته من تنظيمات سوداء عمياء كحزب الله والإخوان المسلمين وصولاً للقاعدة ومشتقاتها والتنظيمات المرتبطة بفيلق القدس الإرهابي كحركة حماس الإخوانيّة والميليشيات الشيعية المرتبطة بالحرس الثوري.
ولعلّ أبرز تلك الأساليب التي استخدمها نظام الملالي للسيطرة على سوريا وإدخالها ضمن المشروع الإيراني ذو الإيديولوجية الفارسية التي تسعى لاستعادة مافاتها منذ مئات السنين،
●وينحصر هذا التدخل المرضي الوبائي في عدة أشكال هي:
_الاندماج العسكري وتشكيل قوة عسكرية ضخمة صاحبة نفوذ تخترق التشكيلات العسكرية لجيش النظام السوري يصعب فيها التمييز بين هذه العناصر المدمجه وبين عناصر وقيادات التشكيلات النظامية السورية، والاستئثار بالقرار العسكري بجيش النظام وتوجيهه بما يخدم المشروع الإيراني وأحكام السيطرة على البنية العميقة لجيش النظام بحيث يصعب الحدّ من تأثير هذا التدخل في حال تغير النظام القائم الحالي في سوريا بما يكفل بقاء هذا الشكل متماسك ويخدم المشروع الإيراني ويربط المؤسسه العسكرية السورية بها.
-وتجلّت أساليب هذا المشروع الخبيث بوسائل أكثر خطورة تقوم على التغيير الديمغرافي للمناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانيّة وتوابعها وأذرعها عن طريق تهجير السكان الأصليين وإحلال عناصر وعائلات هذه الميليشيات مكانهم وتشكيل بؤر استيطانيّة في كل محافظة سورية كما يحدث حالياً في حيّ السيدة زينب بدمشق وريف دير الزور لتحويل هذه المستوطنات الى مايشبه نموذج مستوطنة الضاحية الجنوبية في لبنان. إيران، واللعب عالمكشوف
بالإضافة لنشر المذهب الشيعي خدمة لهذا المشروع عن طريق مراكز استخباراتيّة إيرانية تتخذ من مراكز دعويّة لجمعيات مدعومة من إيران مقرّات لها كمركز الإمام المهدي ومركز الفرات للسلام العالمي وجمعيات البستان والمرتضى التي تقدّم السمّ الزعاف للسوريين في إطار ديني يقوم على الشحن الطائفي المبني على ترّهات عفى عنها الزمن لزيادة التفكّك في النسيج السوري الإثني المتماسك لحدٍّ ما والقائم منذ مئات السنيين على التسامح والعيش المشترك.
وتعدّت أساليب هذا المشروع البغيض لتمتدّ إلى ميدان التربية والتعليم والإشراف على مدارس خاصة تعمل على إنشاء جيل جديد في مناطق سيطرة الميليشيات الشيعيّة يكون نواة لاستمرارية هذا المشروع الظلامي في سوريا.
-القناع الزائف سقط عن وجه هذا المشروع وبدأت الدول المعنية بالشأن السوري تستشعر الخطر الكبير الذي يحدق بسوريا وبمصالح هذه الدول في سوريا.
وتعدّى ذلك ليشمل الدول التي تعتبرها إيران حليفة لها في الشأن السوري والعراقي، ونتحدّث عن الروس الذين بدؤوا باستشعار خطر المشروع الإيراني على المصالح الروسيّة ليس في سوريا فحسب وإنما في منطقة الشرق الأوسط وهذا مايفسّر الاتفاقيّات التي قام الروس بعقدها مع جهات إقليميّة ودوليّة تعادي التمدّد الإيراني وتستشعر خطره، من خلال غضّ الطرف عن استهداف الميليشيات الإرهابيه الإيرانيّة في سوريا، ومن خلال الحدّ من سيطرة القوة الإيرانيّة ضمن مؤسسات النظام السياسية والعسكرية والاقتصادية والجميع يعلم عمق الخلاف والصراعات بين أذرع شركاء الجبهة الواحده في حلب ودمشق، ومحاولة الروس الحدّ من سيطرة الميليشيات الإيرانيّة على مدن الشمال السوري حلب وعلى جنوب سوريا ومرافقها الحيوية من مطارات ومنشآت وغيرها. فاللعب عالمكشوف إن جاز التعبير.
جميع أطراف الصراع في سوريا بدأت مؤخّراً تتفق على تحييد هذا الخطر، وإيران وقيادتها وملاليها يدركون تماماً إنّ السلام في سوريا قادم، وإنّ السلام في سوريا هو الخطر الكبير على مشروعها فلذلك ستسعى جاهدة لإعادة تأجيج الصراع مستخدمة أدواتها القديمة والجديدة.
-بالتأكيد ستكون المرحلة القادمة على صعيد تشكيل تحالف دولي يسعى لإنهاء وتحييد هذا الخطر وهذا المشروع الذي بات كارثة تهدّد السلم والأمن ا لدوليين، وبات التخلّص منه ضرورة ستتحقق بتظافر الجهود الدوليّة والإقليمية للحدّ من أخطاره وإنهائه وإعادة الحرية والسلم لشعوب المنطقه.
ليفانت - عبد العزيز مطر
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!