-
تصاعد التوتر.. بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية حول مستقبل سوريا

تجددت التوترات بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية بعد أسابيع قليلة من توقيع اتفاق بين الطرفين، حيث تطفو إلى السطح خلافات جذرية تتعلق بمفهوم وحدة البلاد ومستقبل شمال شرق سوريا.
في بيان رسمي، أكدت الرئاسة السورية أن التصريحات الأخيرة من قوات سوريا الديمقراطية، التي تدعو إلى الفيدرالية أو الانفصال، تتناقض مع مضمون الاتفاق الذي أبرم مع الرئيس أحمد الشرع. وأشارت إلى أن وحدة سوريا "خط أحمر" لن تُسمح بتجاوازه، محذرةً من أي مشاريع تهدد الهوية الوطنية أو تعزز مسارات التقسيم.
من جانبه، أوضح الأكاديمي والباحث السياسي مؤيد غزلان في مداخلة على "سكاي نيوز عربية" أن هناك إحياءً لحس وطني عام، يعزز فكرة الهوية الوطنية الجامعة، التي تفوق الانتماءات المكوناتية. وأضاف أن المؤتمر الوطني الكردي أصدر بيانًا ختاميًا يقدّرونه كـ"إعلان دستوري"، مستهجنًا تهميشه للأغلبية العربية وسط الجزيرة السورية.
وحذر غزلان من أن مطالب قسد بإنشاء "وحدة سياسية متكاملة" للأكراد في سوريا قد تفتح الطريق نحو إقامة "كيان دولة داخل دولة"، معتبرًا أن ذلك يعد تجاوزًا لفكرة اللامركزية.
اقرأ المزيد: أحمد الشرع يحذر من مخاطر "الواقع التقسيمي" في سوريا
أما الكاتب والباحث السياسي رستم محمود، فقد نفى الاتهامات الموجهة للأكراد بالسعي نحو الانفصال، مشددًا على أن مطالبهم تندرج ضمن إطار حقوقهم القومية والثقافية والسياسية ضمن الدولة السورية الموحدة. وأكد أن الاتفاق بين الرئيس الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي كان محصورًا في إعادة دمج المؤسسات العسكرية والأمنية، وأن المسألة الكردية تتطلب مزيدًا من التفاوض.
في الجهة المقابلة، أشار غزلان إلى أن قسد لم تطبق فعليًا اللامركزية في المناطق التي تسيطر عليها، حيث سيطرت على القرار المركزي ومنعت القوى الأخرى من الحكم المحلي، مما أثار الشكوك حول جدية مطالبها.
وحذر غزلان من تشابه تجربة قسد مع إقليم كردستان العراق في عام 2017، مقترحًا على دمشق تنظيم مؤتمر للأغلبية العربية في الجزيرة السورية، الذي يشكل أكثر من 80% من السكان، لتقديم رؤيتهم.
في ختام النقاش، أكد محمود على أهمية حماية حقوق الأقليات كجزء من مفهوم الديمقراطية، مشددًا على ضرورة أن يكون الدستور عقدًا اجتماعيًا توافقياً بين كافة المكونات، وليس فقط حكماً للأغلبية.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!