الوضع المظلم
الأربعاء ١٥ / يناير / ٢٠٢٥
Logo
نواف سلام: ضوء لبنان الجديد في نهاية النفق
ماريا معلوف

في ما يبدو بداية جديدة للمشهد السياسي في لبنان، تم تعيين نواف سلام رئيسًا جديدًا للوزراء. ويأتي هذا في وقت يواجه فيه لبنان أزمات مالية، وانقسامات سياسية، وضغوطات خارجية. وقد تم اختياره بعد مناقشات واسعة بين النواب اللبنانيين، مما يوحي بإمكانية اتجاه جديد لقيادة البلاد، رغم التعقيدات الإقليمية.

ينحدر سلام من عائلة عريقة في السياسة اللبنانية. فجدّه كان شخصية بارزة في البرلمان العثماني، وعمّه شغل عدة مرات منصب رئيس الوزراء. لقد شكل هذا الخلفية الأساسية لمسيرة سلام السياسية. فهو ليس وريثًا سياسيًا فحسب؛ بل هو أيضًا أكاديمي بارع، حاصل على شهادات من مؤسسات مرموقة مثل "ساينس بوا" في باريس، وكلية الحقوق بجامعة هارفارد، وجامعة السوربون، مما يمنحه فهمًا واسعًا وعميقًا للمشاهدتين السياسية والقانونية.

قبل توليه هذا المنصب، كان سلام مرتبطًا بشدة بالديبلوماسية والقانون. شغل منصب سفير لبنان لدى الأمم المتحدة لعقد من الزمن، حيث تولى أدوارًا هامة بما في ذلك رئاسة مجلس الأمن. كان عمله مركَّزًا على استقرار لبنان، خصوصًا في الجنوب الذي يعاني من النزاعات. وفي خطوة مهمة مؤخرًا، تم انتخابه رئيسًا لمحكمة العدل الدولية في عام 2024، حيث سيقود حتى عام 2027، مما يجعله أول لبناني يشغل هذا المنصب، وقد شارك في نزاعات قانونية دولية حاسمة.

تتباين ردود الفعل العامة حيال تعيين سلام. تشير خلفيته الأكاديمية وملفه الدولي إلى أنه قد يكون الإصلاح الذي يحتاجه لبنان. ومع ذلك، فإن تصريحاته السابقة، لا سيما بشأن إسرائيل، أشعلت جدلًا. ويعكس اختياره ضد تفضيل حزب الله لنجيب ميقاتي تحولًا سياسيًا كبيرًا داخل لبنان.

التحديات التي تواجه سلام هائلة. فلبنان يمر بأحد أسوأ أزماته الاقتصادية، مع تراجع العملة المحلية وارتفاع معدلات الفقر. وقد ترك الركود السياسي البلاد في حالة من الفراغ الحكومي. تشمل أجندة سلام تشكيل الحكومة، وإحياء الاقتصاد، واتخاذ تدابير لمكافحة الفساد، وإعادة إعمار الوطن بعد الصراع.

يبدو أن رؤية سلام تركز على الشفافية، والإصلاح، واستعادة ثقة الجمهور في المؤسسات. وبفضل خلفيته القانونية والدبلوماسية، قد يسلط الضوء على الإصلاحات القانونية، والتعاون الدولي، ومكافحة الفساد. كما يمكنه السعي للاستفادة من اتصالاته العالمية لتأمين المساعدات والاستثمارات من أجل تعافي لبنان.

يمثل بروز نواف سلام كرئيس وزراء للبنان رمزًا للأمل في أمة تتقاطع فيها الطرق. إن مزيجه من الخبرة والتعليم والتراث السياسي يقدم منارة للتغيير. ومع ذلك، فإن نجاحه يعتمد على التنقل عبر السياسة الطائفية المعقدة في لبنان، ودفع الانتعاش الاقتصادي، وتوحيد الفصائل السياسية المتنوعة. بينما يبدأ لبنان هذا الفصل الجديد، تتابع العالم بقلق لمعرفة ما إذا كان سلام قادرًا على توجيه البلاد نحو الاستقرار والازدهار.

ليفانت: ماريا معلوف

كاريكاتير

لن نسمح بوجود الارهاب على...

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!