الوضع المظلم
الأربعاء ٠٣ / يوليو / ٢٠٢٤
Logo
  • مهزلة الانتخابات وتنافس مرشحي خامنئي على الولاء في ظل الاجتماع الكبير للمقاومة الإيرانية 

مهزلة الانتخابات وتنافس مرشحي خامنئي على الولاء في ظل الاجتماع الكبير للمقاومة الإيرانية 
ضياء قدور

في مساحة موسعة على موقع X، حضرها وشارك فيها مجموعة متألقة من الصحفيين والمفكرين والمثقفين العرب والإيرانيين، تم تسليط الضوء على قضية الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومناقشة اللون الواحد لمختلف المرشحين الرئاسيين من التيارات السياسية، وسعهيم للتأكيد على السير في ذات الخط المتشدد للرئيس السابق رئيسي، ومحاولة استقراء مستقبل النظام الحاكم في ظل هذه الظروف الحساسية للمقاطعة الشعبية الواسعة للانتخابات والاجتماع الموسع القادم لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية في 29 يونيو، والنشاط المتزايد لوحداتها المقاومة في الداخل. 


مصطفى النعيمي، كاتب وباحث مختص في الشؤون الإيرانية،النظام الحاكم في طهران يمارس أعلى مستويات الدكتاتورية في إيران، ويتخذ منهجاً استراتيجياً في عملية الانتخابات تهدف لتحقيق تكليف مطلق من قبل المرشد الأعلى.
وأشار السيد مصطفى النعيمي لما وصفه بمهزلة الانتخابات السابقة التي أفضت لصعود رئيسي قبل مقتله مؤكداً أن الجميع بمن فيهم الشعب الإيراني بات يدرك أنه لا توجد انتخابات حقيقية في إيران التي يحكمها الملالي، 
ووصف السيد النعيمي أن كل ما يهدف في الانتخابات الإيرانية سواء البرلمانية أو الرئاسية عبارة عن وهم لتضليل المجتمع الدولي والشعب الإيراني والادعاء بوجود انتخابات.


وفي مداخلتها قالت الدكتورة نغم الحافظ، صحفية وسياسية سورية، أن الضربة التي تلقاها خامنئي بموت رئيسي المفاجئ كانت كبيرة ولم يستعد لها وأربكت كل خططه المعدة مسبقاً. 
وفي ظل هذه الظروف الحساسة التي طالب بها خامنئي مرشحي الرئاسة المنتقين بعدم التراشق الكلامي والابتعاد عن الفضح الجارح، ترى الدكتورة نغم الحافظ أن اجتماع المقاومة الإيرانية المقبل في 29 يونيو ونشاطات وحداتها المقاومة داخل إيران يأتي ككابوس بالنسبة للنظام الحاكم. 


ووصفت السيدة الحافظ الانتخابات التي تجري في إيران بالدكتاتورية المقنعة.وبين السيد شريف عبد الحميد، رئيس مركز الخليج للدراسات الإيرانية، إن ما يريده خامنئي يحدده من قبل مرشحه الأكثر تفضيلاً وبقية المرشحين ليسوا سوى ممثلين في مسرحية مفضوحة لإعطاء الانتخابات نوع من الزخم وتسخين العرض الانتخابي. 
وإجابة على سؤال حول مدى تأثير الاجتماع السنوي الكبير القادم للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في 29 يونيو الجاري، دعا السيد شريف عبد الحميد إلى توحيد كافة الجهود والحركات المعارضة من مجاهدي خلق إلى المعارضة الكردية والبلوشية والعربية لإسقاط هذا النظام وفضح جرائمه وإيصال صوت الشعب الإيراني.


وأكد السيد عثمان الظفيري، الصحفي والكاتب والعراقي، على أنه ليس هناك قيمة للرئيس القادم أو مناقشة الانتخابات طالما أن الشخص القادم سيكون مختاراً من قبل خامنئي بدقة، مشيراً للتاريخ الإجرامي والفاسد لأغلب الشخصيات السياسية الإيرانية المترشحة.
وأوضح الس الظفيري أن مجاهدي خلق هي أكثر منظمة إيرانية لها تأثير دولي ومقبولة شعبية واسعة في الداخل، وموقفها إيجابية حول العالم العربي الذي تمتلك فيه العديد من الأنصار لقضيتها المحقة. 
وأكد السيد الظفيري على أن مجاهدي خلق تمتلك آلاف الوحدات المقاومة التي نفذت آلاف النشاطات المناهضة للنظام خلال السنوات الماضية، موضحاً أنه من المقرر تنفيذ أكثر من 10 آلاف نشاط مناهض للكبت والقمع الحكومي من قبل هذه الوحدات في الاجتماع المقبل.
وفي حديثه المطول والغني بالمعلومات القيمة، أشار الاستاذ موسى شريفي، الصحفي والسياسي الإيراني من الأهواز، إلى أن الطريقة المثيرة للاشمئزاز التي يتصرف بها نظام الملالي منذ تأسيسه إلى يومنا هذا، جعلت آلامنا مشتركة مع كل إخواننا العرب، في العراق، في لبنان، في اليمن، في سوريا 
ولهذا السبب، بحسب السيد موسى شريفي، تجد جميع هذه المكونات التي تضررت من هذا النظام من شعوب تلجأ اليوم في خندق واحد، مع المعارضة الإيرانية من المعارضة السورية، إلى المعارضة العراقية، والشباب اليمنيين المتنورين.
وتطرق السيد شريفي لحقيقة خوف النظام من مجاهدي خلق أكثر من كل التيارات السياسية الأخرى، مبرراً ذلك بأن مجاهدي خلق هم المعارضة الإيرانية الرئيسية الأكثر تنظيماً التي تعمل بشكل شامل كل محافظات إيران.
وأضاف: مجاهدي خلق هم أكبر معارضة وقفت بوجه النظام، وأكبر تحدي شكلته للنظام هي مجاهدي خلق، واعتقد أن الكثير ممن يطالع التاريخ الإيراني المعاصر يعرف ذلك. 
وأشار السيد شريفي إلى أن مجاهدي خلق هم أول وأنجح من أفشى رياء النظام وكذب النظام بالإسلام الثوري، وفضحوا تعريف النظام المزيف للإسلام وعارضوا دستور الخميني وولاية الفقيه، وتبنوا الإسلام الصحيح، الإسلام المعتدل، الإسلام الذي يمثل الهوية لكل منطقة الشرق الأوسط، وسحبوا البساط من تحت أقدام رجال النظام، بحسب وصفه.
وذهب السيد شريفي للاستنتاج أن توجه وخطاب مجاهدي خلق المعتدل الذي يحتوي النخبة والشباب والجامعات، هو خطاب لا يوجد به أي عنصرية أو معاداة للعرب أو غير العرب، ويعبر عن التعريف الصحيح للهوية الإيرانية التي تحمل الإسلام والوطنية الإيرانية.
وكإيراني من أصول عربية قال شريفي: كان لدي أقارب من مجاهدي خلق، وعندما كنت أزور السجن، كانوا يسمحون فقط للأم والأب والأخت بزيارة السجناء. كنت أرى كمًا هائلًا من العرب ومن قوميات أخرى من قيادات مجاهدي خلق. 
وأكد السيد شريفي أن قواعد مجاهدي خلق تحتوي على قيادات متنوعة من البلوش والعرب والأذربيجانيين واللور والفارس، وأنها المنظمة التي كانت بداية الثورة تضم الكثير من كل القوميات في إيران، ولهذا ينظر النظام لها بصفتها التحدي الأكبر. 
وحول سياسة التضليل الدولية التي اتبعها نظام ولاية الفقيه خلال عهد خاتمي من الادعاء بوجود فصيل معتدل داخل السلطة، بين شريفي أن النظام سعى للضغط على المجتمع الدولي من خلال رافعة الاعتدال لإبقاء مجاهدي خلق على قوائم الإرهاب، مؤكداً أن مجاهدي خلق نجحت بالخروج منتصرة من هذه التهمة بعد جهود قوية ونشاط مكثف في المحاكم الأوروبية، والمحكمة الجنائية الدولية.
وأوضح السيد شريفي أن أعظم شرف نالته مجاهدي خلق عندما فضحت البرنامج النووي لنظام ولاية الفقيه، في الوقت الذي كان النظام بتستر عليه وعيون المفتشين غافلة عنه.
وشدد السيد شريفي على أن مجاهدي خلق يشكلون أكبر رقم بالمعادلة السياسية داخل إيران، وإذا كسبوا ما كسبوا فعلياً الدعم الدولي لابد أن يصبحوا ال الرقم الصعب ويغدون الخطر الأكبر على النظام الإيراني.
وكعربي من عرب الأهواز، تمنى السيد شريفي أن تقوم منظمة مجاهدي خلق بعقد مؤتمر يجمع كل أطياف المعارضة الإيرانية، وتعمل على تأسيس نوع من الائتلاف الذي يعبر عن رسالة موحدة لكل من يريد دعم الشعب الإيراني لإسقاط النظام.
وعن الخطاب الإيراني المناهض للعرب، يرى شريفي أن خطاب مجاهدي خلق خال من العنصرية والمعاداة للعرب، من أعلی مسؤول فیهم إلی ادنی مؤید لهم.
وبين السيد شريفي أن تعريف مجاهدي خلق للهوية الإيرانية يختلف عن التعريف الشوفيني الذي كان يسود إيران في عهد حكم الشاه، ويختلف كلياً عن خطاب أتباع الشاه، الذين ينظرون لمعاداة العرب كركيزة رئيسية. 
وخلافاً لكل هذه التيارات الشوفينية هي خطابها، بحسب وصفه، يرى شريفي أن خطاب مجاهدي خلق ودود مع العرب، وأن تعريفها للهوية الإيرانية تنسجم تماماً مع التعريف العربي للهوية الإيرانية. 
وأضاف: هناك لا يقل عن عشرة ملایین عربي داخل إيران، أكبر مكون بعد الأذربيجانيين والأكراد، ولو كانت هناك دولة حليمة وعاقلة تحكم إيران من المفروض أن تكون إيران عضو بالجامعة العربية، تمثل هؤلاء العرب داخل إيران، 
وفي ختام حديثه، أكد السيد شريفي على نقطة مهمة وهي أن مجاهدي خلق نجحوا في التعامل بعقلانية مع كل النقاط والإخفاقات بالخطاب الإيراني المعاصر منذ تأسيس الدولة المعاصرة الإيرانية لحد اليوم، وسدوا كل هذه الفجوات.

ليفانت:  ضياء قدور
 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!