-
مليون نازح من ريفي حماة وإدلب يصلون المخيمات الحدودية
بسام الرحال - إدلب
تواصل طائرات النظام السوري وروسيا قصفها لمدن وبلدات ريفي حماة وإدلب متسببة بسقوط المزيد من القتلى والجرحى، ويواصل مئات الآلاف من السكان النزوح باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا والتي تخطت أعدادهم المليون شخص، في أكبر موجة نزوح تشهدها مناطق شمالي سوريا منذ عام 2011، وسط ظروف إنسانية متردية لمعظمهم وعجز من فرق الاستجابة الطارئة على مساعدتهم بسبب الأعداد الهائلة التي تأتي تباعاً بشكل يومي.
مليون نازح منذ اتفاق "سوتشي"
وقال المهندس "محمد حلاج" مدير فريق منسقو استجابة سوريا في حديثه مع "ليفانت": إن "مجموع أعداد النازحين في الشمال السوري منذ توقيع اتفاق (سوتشي) وحتى شهر آب الحالي بلغ (1004985 نسمة)، وذلك بعد ثلاث حملات عسكرية على المنطقة، بدأت في شهر تشرين الأول 2018، ثم تبعتها الحملة الثانية في شهر كانون الأول 2018، بالإضافة إلى الحملة الأخيرة المستمرة منذ شهر شباط الفائت والتي أفضت لسيطرة النظام على مدن وبلدات عدة في ريفي حماة وإدلب أبرزها مدينة خان شيخون".
وأضاف "حلاج"، أن "أعداد النازحين بازدياد مستمر من المناطق الساخنة في حماة وإدلب، حيث وثق الفريق نزوح أكثر من (131ألف عائلة) في الفترة بين شباط الماضي وآب الحالي، حيث أن جزء من هذه العائلات وهي قليلة جداً وجدت لنفسها مأوى عن طريق استئجار منازل في ريف إدلب الشمالي، في حين توجه قسم آخر إلى مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات في ريف حلب، أما القسم الأكبر لا يزال في العراء تحت أشجار الزيتون وفي المخيمات الحدودية التي باتت تغص بالنازحين، ومن خلال رصد عمليات النزوح فإن عمليات النزوح تزداد يومياً مع كل هجوم أو قصف على منطقة من قبل الطيران الحربي الروسي والسوري".
عائلات تفترش العراء
"محمد الحسن" من مدينة مورك في ريف حماة الشمالي، نزح مع عائلته المكونة من 6 أطفال قبل شهرين، ومنذ ذلك الحين يقيمون في مدرسة في قرية كفردريان شمالي إدلب مع عشرات العائلات النازحة، حسبما قاله لـ "ليفانت".
وأضاف، أنه "لم نحصل على المساعدة من أي جهة، وأعداد العائلات تزداد بشكل يومي وأصبح الوضع لا يطاق، فالمكان ضيق ومزدحم، وهذا يتسبب لنا بالإحراج، وخصوصاً عند دخول الحمامات، بالإضافة إلى أصوات بكاء الأطفال ليلاً وانتشار الحشرات الزاحفة والطائرة بين الصفوف، كما نضطر في بعض الأحيان إلى فصل الرجال عن النساء في النوم لتوفير مساحة للعائلات القادمة حديثاً".
أما "مهيب العلي" وهو نازح من بلدة حيش في ريف إدلب، حيث يفترش مع عائلته العراء، ويقطنون تحت أشجار الزيتون في إحدى الأراضي الزراعية بجانب بلدة عقربات الحدودية، كما أكده لنا، مضيفاً أن "المساعدات اقتصرت على محاولات فردية بسيطة من أهالي المنطقة، مع غياب تام للمنظمات الإنسانية، فلا يوجد خيم ولا ماء نظيفة، ولا أي شيء يعيننا على مشقة النزوح، لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة".
الدفاع المدني يحذر
بدوره، حذر الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" في بيان، من استمرار عمليات القصف الجوي على طول الأطراف الشمالية والغربية والجنوبية في حماة وإدلب، مؤكداً أن "المدنيين السوريين الآن في خطر المجهول مع انعدام أدنى ظروف الحياة، خصوصا أن معظمهم قد واجه النزوح لمرتين أو ثلاث على أقل تقدير".
وأوضح أن طائرات النظام السوري وروسيا مسؤولة بشكل عن هذه المآسي من خلال قصف المشافي والنقاط الطبية ومراكز الدعم والإنقاذ التابعة للدفاع المدني السوري، وكان أخرها مشفى الرحمة بقرية تلمنس الذي تعرض لقصف مباشر أخرجه عن الخدمة.
كما دعا الدفاع المدني في بيانه، كل المنظمات الدولية مرة أخرى للوقوف عند مسؤولياتها، والمطالبة بإيقاف استهداف المدنيين ومنشآتهم الحيوية".
ووصل إلى الشمال السوري عشرات آلاف المدنيين المهجرين قسرياً من قبل نظام السوري وروسيا، من مناطق الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي وبلدات جنوب العاصمة دمشق ومحافظتي درعا والقنيطرة، كما سبق كل ذلك نزوح مئات آلاف المدنيين من ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، عقب تقدم قوات النظام في المنطقة في أواخر العام المنصرم وبداية العام الجاري.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!