-
مريم رجوي توجه خطاباً لأنصارها في ذكرى "الثورة" على الشاه
ألقت مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، كلمة في الذكرى السنوية لـ "الثورة المناهضة للشاه" وبمناسبة الذكرى السنوية لـ«عاشوراء» مجاهدي خلق، ويوم "استشهاد أشرف رجوي" وموسى خياباني، وفق الموقع الرسمي التابع للقيادية الإيرانية المعارضة، والذي لم يبين مكان إلقائه.
وفيما يلي النص الكامل للكلمة:
أخواتي، إخواني!
أعضاء معاقل الانتفاضة!
أيها المواطنون الأعزاء!
بمناسبة الذكرى السنوية للثورة المناهضة للشاه وبمناسبة الذكرى السنوية لـ«عاشوراء» مجاهدي خلق، ويوم استشهاد أشرف رجوي وموسى خياباني، نرسل التحية والسلام وننحني للإرادة الفولاذية للشعب الإيراني البطل الذي أطاح في 11 فبراير بدكتاتورية كانت معتمدة على 700 ألف من القوات المسلحة ، وأظهر في 8 فبراير 1982 أنه لم ولن يستسلم لغاصبي حرية الشعب وسيادته من خلال التضحية بأشجع أبنائه.
ومنذ انتفاضة 11 فبراير 1979 حتى 20 يونيو 1981 والصباح الدموي في 8 فبراير1982، حيث انطلقت روح الانتفاضة والعصيان في مواجهة هجمة خميني، الذي نهب حصاد 70 عامًا من الدماء والمعاناة، أي سرق الثورة. ومنذ ذلك الحين فصاعدا حتى انتفاضات هذا العام، لا تزال إيران تعيش في خضم الزئير الحماسي والهيجان والعصيان من أجل الحرية.
نعم، - نحن الشعب الإيراني-، لقد تعرضنا للقمع والمذابح ألف مرة، لكننا نهضنا من رمادنا ألف مرة. لقد فشلنا ألف مرة، ولكننا انتفضنا ألف مرة ومرّة. وآخر انتفاضة لنا قادمة في الطريق في القريب العاجل لا محالة، لتكتب آخر يوم في حياة نظام الملالي المخزي.
نعم، إن الشعب الذي لم يتوقف قط عن الانتفاضة والثورة، ولا شك أنه سوف يسترد حريته وسيادته المسروقة.
تحية لمن فتحوا الطريق للجهاد وللقادة الحقيقيين للثورة المناهضة للشاه بداية من حنيف نجاد وسعيد محسن و علي اصغر بديع زادكان حتى مسعود أحمدزاده و امبربرويز بويان وبيجن جزني وحميد أشرف. ففي الحقيقة، كانوا حسبما قال الأب طالقاني هم من فتحوا الطريق للجهاد والإطاحة بالشاه؛ ومن دمائهم نشأت فيضانات (الانتفاضات).
وكما قال قائد المقاومة الإيرانية مسعود رجوي: «إن روح الشريرة للشيطان، أي خميني الدجّال المعادي للإنسان وأكبر لصوص القرن، سيطر على أجواء الثورة، ليذبح معنى ”الكلمة". والكلمة الأساسية في الثورة، هي كلمة الحرية وهذا هو جوهر الكلام. الحرية المباركة... التي يكرهها الشاه والملالي، ويستعيذون منها مثلما يستعيذون بقول بسم الله الرحمن الرحيم من الجن».
وقد بذل خميني وخامنئي قصارى جهدهما لتزوير وتشويه التاريخ المعاصر وتلويثه بقذارة الملالي . إلا أن روّاد الحرية والثورة ما زالوا يلهمون وينيرون الطريق. بداية من ”كوجك خان“ المعروف بقائد جنگل <غابات الشمال> حتى ”مدرّس“ و”عارف“ والدكتور أراني والعديد من أبناء إيران المستنيرين الأحرار المناضلين الذين قتلهم رضا خان <أبو الشاه> والعملاء والجلادون بقسوة وبربرية؛ حتى ”كريم بور شيرازي“، الذي أحرقه عناصر الشاه، والدكتور ”حسين فاطمي“ وزير الخارجية في حكومة الدكتور مصدق الذي أطلق جلادو الشاه النار عليه وهو مصاب بالحمّى، بالإضافة إلى صفوة من المفكرين والنخب الثورية مثل ”كتيرائي“ و”مفتاحي“ و”فراهاني“ و”رضائي“ و”باكري“ و”ميهن دوست“ و”ذو الأنوار“ و”جوان خوشدل“ و”كلسرخي“ و”فاطمة أميني“ و”أعظم روحي آهنكران“ و”مرضية أسكويي“. والرجل الثوري الكبير، المناضل ضد دكتاتوريتي الشاه والملالي، المجاهد ”محمد علي جابر زاده (قاسم)، الذي أوفى بعهده مع الله والشعب في 11 فبراير 2017.
وأخيرًا الرجل الثوري والمناضل الكبير الشهيد ”شكر الله باك نجاد“ الذي كان مغضوبًا لدى الشاه والملالي، وأعدمه خميني رميًا بالرصاص انتقامًا للشاه.
وفي الحقيقة، هم مَن زرعوا بذور الوعي واليقظة، وزرعوا فكرة الثورة بأرواحهم وقاموا بإروائها بدمائهم، ورسّخوا فكرة التغيير في ضمير وفكر المجتمع الإيراني.
كيف سرق خميني الثورة؟
أيها المواطنون الأعزاء،
إن خميني سرق الثورة المناهضة للشاه والكثير من رغبات وطموحات الشعب. لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما هي الظروف والخلفيات التي استغلها خميني ليسرق الثورة؟
الحقيقة هي أنها كانت ثورة وانتفاضة ضخمة شاملة وامتدادًا متطورًا للحركة التي بدأت منذ الثورة الدستورية. إنها كانت نتيجة دماء ومعاناة الشعب الإيراني؛ كانت نتيجة حركات الإيرانيين الفدائية المتلاحقة، مثل حركة جنگل (غابات الشمال)، وانتفاضات كل من ”خياباني“، و”بسيان“، و”التنكستانيين“، و”جاكوتاهيين“ والحركة الوطنية بقيادة الدكتور مصدق العظيم، وحركات عقد السبعينيات وتضحيات مجاهدي خلق و”فدائيي خلق“؛ وثمرة كل الدماء وعذابات قلوب عدد لا يحصى من المجاهدين والمناضلين الذين نالوا شرف الاستشهاد في ساحات القتال أو في زنازين ديكتاتورية الشاه ورضا شاه.
كان خميني الدجال من شجرة ملعونة مثل ”شيخ فضل الله نوري“ والملا كاشاني، اللذين كانا على الدوام متحالفين مع الاستبداد الحاكم ومنقذان له. لقد تحكم خميني ورفاقه الملالي في مصير الشعب الإيراني، وكانوا غرباء على هذا النضال وهذه المعاناة، فهم لم يعانوا من أجل حرية الشعب الإيراني ولم يؤمنوا أساسًا بالحرية والديمقراطية. والحقيقة هي أن استبداد الشاه وقمع الأحزاب الوطنية والحركات الثورية هما اللذان مهّدا الطريق لخميني لينتزع السلطة من الشعب.
وعلى الصعيد الدولي، فإن الدول الغربية ساعدت ودعمت أكبر لصوص القرن (خميني) بشكل صارخ لكي ينتزع السلطة من أصحابها الحقيقيين (الشعب).
فلو كان خميني رجلًا وفياً بروح الثورة والتطلعات الديمقراطية ومواكبًا لمؤسسي الانتفاضة قيد أنملة، لما دمّر الثورة على رأس الثوريين منذ بداية انتزاعه لسيادة الشعب.
ولو كان قد سمح للثورة أن تمضي قدمًا في مسارها الصحيح، لقد مكّن الشعب من اختيار من يريده بشكل طبيعي.
ولو لم يلجأ إلى قمع مجاهدي خلق من خلال عمليات الإعدام الجماعي والتعذيب الوحشي والتجسس المرعب والاغتيال والقمع لحصلت إيران على الحرية والديمقراطية الدائمة رغم ما تواجهه من صعود وهبوط.
وتعلمون أن العديد من الذين أُعدموا في الثمانينيات والمذابح التي ارتكبها الملالي في 1981 كانوا هم أنفسهم الشبان المتحمسين الذين كانوا روّاد الانتفاضات في عامي 1978 و 1979 ومنظّموها.
ويجب التأكيد أيضًا على أن سرقة قيادة الثورة، كانت أيضًا نتيجة لاتجاهات متخلّفة وطبقية في تخوم المجتمع الإيراني.
إن خميني والدجل الذي كان يمثّله لم يكن أمراً عابراً، بل هو كان يصوّر «سموم ورواسب في أعماق التاريخ الإيراني».
وقال قائد المقاومة مسعود رجوي في هذا المجال: «بقدر ما يتعلق الأمر بالأسس الاجتماعية لحكومة (خميني)، فإنها كانت تمثّل كل نقاط الضعف وعدم التنظيم والجهل والتخلف التاريخي في مجتمعنا، وأكثر من ذلك بكثير، إذ شوّه خميني كلمة الثورة وأفرغها من المضمون».
التعاون بين الشاه و الملالي
ومن سُخرية التاريخ أن الملالي كانوا متعاونين مع الشاه وجهاز سافاكه الجهنمي عندما كان الشاه يحكم البلاد. والآن بعد أن حكم الملالي، تقف فلول الشاه بجانب قوات حرس نظام الملالي الجهنمية، ويقولون علانية أنهم ينوون استقطاب قوات حرس نظام الملالي وأعضاء الباسيج.
وفي المقابل، فإن الملالي أيضًا، يؤججون الدعاية للملكية وحلم فلول الشاه في الفضاء المجازي بقدر ما يستطيعون لإعادة إيران إلى الماضي، وليحولوا بذلك دون تحقيق تطلع الشعب للحرية والديمقراطية.
وفي الحقيقة، يعلم الجميع أن عودة فاشية نظام الشاه التي أطاح بها ملايين الإيرانيين بثورة اجتاحت جميع أرجاء البلاد ورفع شعارات الموت للشاه، أمر مستحيل. حتى في أفغانستان والعراق حيث تمت الإطاحة بالملكية بالانقلاب وليس بالثورة، وبرغم رغبة القوى الأجنبية، فإن الملكية لم تجد أدنى فرصة للعودة.
ولكن بمناسبة الذكرى السنوية للثورة المناهضة للملكية، اسمحوا لي أن أؤكد على أن هذه الثورة العظيمة وكل المعاناة والتعذيب التي تحملها الشعب الإيراني من أجل انتصارها لم تنته ولم تدفن. فكل قطرة دم اريقت على الأرض من أجل هذه الثورة لم تذهب أدراج الرياح ولم تذهب هدرًا، بل حسبما يقول مسعود رجوي «إن هذه الدماء صعدت إلى السماء وتراكمت وأحيانًا تنزل كندى على الإيرانيين من جديد لتوعيتهم وتمكنيهم من تحديد الخطأ والصواب».
ولكن هل هذا الوعي شق طريقه تلقائيًا في قلب المجتمع الإيراني وضميره؟ هل كان رد فعل الشعب الإيراني على الظلامية والاستبداد الديني والذي تجسّد في المقاومة من أجل الحرية، من باب الصدفة؟
يا ترى، ماذا حدث لكي تصبح إيران واحة للنضالات والانتفاضات بدلًا من سراب اليأس والإحباط، بعد أن استقر حكم خميني بكل هذا القمع والخداع؟ ماذا حدث حتى لا يصبح المناخ السياسي والاجتماعي في إيران مثل مرحلة ما بعد انقلاب 19 أغسطس 1953 <ضد الدكتور مصدق>؟
وفيما يتعلق باختبار الشعب الإيراني في مصيره «نكون أو لا نكون» بعد سيطرة خميني على الحكم، قال مسعود رجوي ذات مرة: «قد يعتقد المرء من باب السذاجة أن كل شيء على ما يرام بدون خوض الاختبار ودفع الثمن، وأن كل ما علينا هو أن نحلم بالجنة وقطف الثمار والتمتع بشجرة الحرية. وفي هذه الحالة، من غير الواضح هل تقع على أكتافنا جميعًا – نحن فردًا فردًا وشعبنا- مسؤولية وواجب يجب أن نؤديه أم لا؟
ولكن إذا تخلينا عن التفسيرات الرومانسية والتوقعات الطفولية، سيتضح عندئذ أن هناك بليّة كبيرة لأسباب تاريخية واجتماعية وطبقية معينة، وعلى كل فرد وكل مجموعة وكل تيار معني بمواجهة هذه البليّة أن يحدد كيفية مواجهتها. فنجد أن هناك من يستسلم ومن يرضي بالحل الوسط ومن يقصّر ومن يتنهّد ويشكو، ولكن هناك من ينتفض ويقاوم ويناضل...».
منظمة مجاهدي خلق تجسّد روح المعارضة للشعب الايراني ضد خميني
ويشهد استعراض الأحداث على أنه منذ بداية حكم خميني، لعبت منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية وعلى وجه التحديد الدور القيادي التوجيهي لمسعود رجوي، دورًا ريادياً في قيام المجتمع الإيراني بالاحتجاج ضد خميني وتنظيم الانتفاضات.
وفي غضون هذه الفترة التي استمرت 28 شهرًا قبل 20 يونيو 1981 عندما كانت تتشكل حكومة خميني، كان مجاهدو خلق يجسّدون روح معارضة الشعب الإيراني.
لقد كانوا يمثلون الشعب الإيراني بأكمله في موقفه الحاسم والعاصي والرافض للاستبداد البربري الذي ظهر من قاع التاريخ.
هذا ورفض مجاهدو خلق أن يطلقوا على رجعية خميني اسم الثورة و«الثورة الإسلامية».
ورفضوا التصويت على دستور «ولاية الفقيه».
ورفضوا تأييد قمع المرأة وقوانين شريعة الملالي وقتل الحريات بحجة مكافحة الغرب والإمبريالية.
وبعد ذلك، رسموا الخط الفاصل بشكل حاسم بين جبهة الشعب الإيراني ونظام ولاية الفقيه بحراكهم يوم 20 يونيو 1981، ووضعوا الأساس لإسقاط نظام الملالي ووجهوا مسار التاريخ الإيراني نحو الحرية.
إذن، أين يمكن أن نرى تبلور وعي المجتمع الإيراني في هذا الصراع الدموي بعد مسك الملالي بالسلطة؟
نجده في مجاهدي خلق، وفي جيش التحرير الوطني، ومعاقل الانتفاضة وشباب الانتفاضة وفي الانتفاضات التي لا حصر لها في جميع أنحاء إيران.
ونرى هذا الوعي في انتشار الدعوة للمساواة، وخاصة بين الشباب.
هذا هو أهم إنجاز للمجتمع الإيراني في مقاومة نظام مناهض للمرأة. لأن مستقبل إيران سيقوم على أساس المساواة بين الرجل والمرأة.
ويمكن رؤية وعي المجتمع الإيراني في الاقبال العام على مبدأ الفصل بين الدين والدولة.
إن مستقبل إيران سيكون قطعًا في رفض الديكتاتورية الدينية والدين الإجباري.
نعم، نرى الوعي المجتمعي العميق في هزيمة الرجعية والتطرف. وفي رفع شعار انتفاضات الشعب الإيراني الذي يهتف بإسقاط مبدأ ولاية الفقيه.
كما يمكن أن نجد مظهر وعي ونضج المجتمع الإيراني في صمود البديل الديمقراطي، وهو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يرفع راية الإطاحة بنظام الملالي والمدافع الدائم عن أهم المبادئ والقيم في رسم الحد الفاصل مع هذا النظام وإقامة إيران حرة ديمقراطية غدًا.
البديل الذي أنشأه مسعود رجوي ليحل محل وحش الرجعية والاستبداد الديني، وبهمته تم سحق جبهة ولاية الفقيه ومؤيديها سياسيًا بسياسات ومواقف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المحكمة في النضال والمقاومة مهما كان الثمن وإصراره على تحقيق الحرية والديمقراطية للشعب الإيراني .
الانتفاضتان الأخيرتان تجسدان الاستعداد الملتهب للشعب لإسقاط نظام الملالي
أيها المواطنون الأعزاء!
إن الانتفاضتين العظيمتين اللتين اندلعتا خلال الأشهر الأخيرة تجسدان الاستعداد الملتهب للشعب للإطاحة بنظام الملالي برمته، والاستعداد لدفن هذا النظام بأكمله وكافة آثام الاستبداد الديني.
والاستعداد للقيام بقفزة سياسية واجتماعية كبيرة لبناء علاقات جديدة تقوم على أساس الحرية والديمقراطية.
إن خامنئي وقوات حرسه الشرسة قتلوا أكثر من 1500 شاب من الشباب الثائر .
الشهداء المضرّجون بالدماء الذين يبشّرون ببزوغ الفجر، مبشرين بيوم الحرية والإطاحة بالاستبداد.
وهم الأشخاص ذاتهم الذين أشعلت دماؤهم الطاهرة نيران انتفاضة يناير 2020 .
وهذه الانتفاضات الآن هي نار تحت الرماد، تتوهّج أكثر فأكثر في قلب المجتمع الإيراني.
وقدد أثبتت هذه الانتفاضات أن الإصرار على العصيان والانتفاضة راسخ في نسيج المجتمع الإيراني.
ويتجسد الإصرار على العصيان والنضال في معاقل الانتفاضة. حيث أن هذه المعاقل هي التي تمارس نشاطها حاليًا في جميع أنحاء إيران، وتمثّل شرارات نيران الانتفاضات، وأعضاء هذه المعاقل هم الذين يحملون شعلة هذه الانتفاضات ويرشدون الشباب الثائر في تنظيمها ضخمة ومصيرية.
لقد وجهت انتفاضتا نوفمبر ويناير الماضيين ضربة قاصمة لنظام الملالي لم ولن يفيق منها ويعالجها. ولا يمكنه أن يسترد استقراره وتوازنه المفقود.
ولايمكنه إيقاف وتيرة التساقط والانهيار داخل الحكومة وقوات حرس نظام الملالي والباسيج المناهض للشعب.
ولن يتمكن الملالي من احتواء شعلة الغضب الحارقة التي قد تتصاعد مرة أخري في أي لحظة.
خاصة وأن العراق اليوم لايزال يعيش حالة ثورية وحراكًا شعبيًا في كل أرجائه، ولم يعد خامنئي قادرًا على أن يستخدم العراق كغطاء و«العمق الاستراتيجي» لنظامه الفاشي المهترئ .
إن انتفاضة الشعب والشباب البطل في جارتنا العراق تمثل ضربة قاصمة أخرى كبيرة لنظام الملالي وأغلقت طريق فرار الملالي من السقوط.
الانتخابات المزورة للنظام محاولة لتأجيل انفجار الغضب الشعبي ضد نظام حكم الملالي
إن التوترات والضعف والتخبط السائد في مسرحية انتخابات مجلس شورى الملالي تأني ضمن نتائج هذه الانتفاضات التي هزّت الأرض تحت أقدام الملالي من بيروت وبغداد حتى طهران.
ومن المؤكد أنكم ترون هذه الأيام كيف تتراشق الزمر الحاكمة بعضها بعضا. فعلى سبيل المثال، نجد أن خامنئي ومجلس صيانة الدستور التابع له قاموا بتصفية معظم مرشحي الزمرة المنافسة، ومن بينهم 90 عضوًا في مجلس شورى الملالي الحالي، وألقوا بهم في القمامة. ومن جانبها، لم تدخر الزمرة المنافسة جهدًا في فضح الولي الفقيه ومسرحية الانتخابات.
هذا، وكشفت المقاومة الإيرانية أكثر من مرة عن عمليات التزوير في كل مسرحية انتخابية، وعن قيام وزارة داخلية النظام بإعلان نتائج كل مرحلة عدة مرات أكثر مما هو في الواقع. والآن جاء رئيس جمهورية نظام الملالي ليعترف بتزوير الأرقام عدة أضعاف في غرفة جمع الأصوات بوزارة الداخلية. وقال: «في النهاية عندما يريدون جمع الأصوات، فإن ما يحدث هو أنهم يواجهون صعوبة في غرفة التجميع، في الكثير من الانتخابات».
نعم، كثير من الانتخابات، وفي الواقع جميع التحايلات الانتخابية منذ 40 عامًا مضت حتى اليوم، ودون استثناء، تشهد تزويرًا في الأصوات وضرب الأرقام بأضعاف. لكن الهدف الرئيسي من هذه الاحتيالات والانتخابات المزورة هو التستر على غصب السيادة من الشعب. والهدف الرئيسي من الانتخابات المزورة هو محاولة تأجيل انفجار الغضب الشعبي ضد نظام حكم الملالي. والهدف الرئيسي من هذه المسرحية الانتخابية هو التستر على القمع والقتل والنهب الذي يرتكبه الملالي.
الهدف الرئيسي هو التستر على معاناة مواطنين معيشة غالبيتهم الساحقة هوت إلى تحت خط الفقر، وهناك 20 مليون ساكن في العشوائيات و10 ملايين عاطلين عن العمل.
إلا أن شعبنا الأبي يعلم جيدًا أن هذا المجلس وليد هذه الانتخابات الوهمية، وهو مجلس البربرية والكذب والسخافة. وأن تلك القوانين التي صدق عليها مجلس البرابرة خلال الـ 40 عامًا الماضية، لا هدف منها سوى مناهضة المرأة أو نهب المحرومين وهذه سلوكيات مناهضة للشعب بكل ما تحمل الكلمة من معنى وباطلة.
وجميع أعضاء هذا المجلس من بين زمرة المتورطين في جميع جرائم وخيانة الولي الفقيه.
هذا ويحاول خامنئي اليوم أن يزجّ بمنفذّي أوامرها بنسبة مائة في المائة في دورة مجلس شورى الملالي القادم. لأنه يرى تشكيل مجلس ونظام بلون واحد هو الحل الأمثل للأزمات الراهنة. ولكن سواء نجح بهذا الإجراء أو فشل، فإن نظام الملالي على أية حال لا مفر له للنجاة ولن يهرب من السقوط.
لقد أدلى الشعب الإيراني بصوته الحقيقي في انتفاضتي نوفمبر ويناير. وهذا التصويت هو شعار «فليسقط مبدأ ولاية الفقيه والموت لخامنئي والموت لروحاني»، ومن هذا المنطلق يقاطع هذا الشعب الأبي، بشكل غير مسبوق، انتخابات مجلس شورى الملالي غير المشروعة.
إذ إن مقاطعة الانتخابات المزيفة فريضة وطنية تجسّد الالتزام بعهد الشعب الإيراني مع الشهداء، وخاصة شهداء انتفاضة نوفمبر البالغ عددهم أكثر من 1500 شهيد. وتتماشى مقاطعة الانتخابات مع مطالب الشعب والطلاب المنتفضين في انتفاضة يناير 2020 للإطاحة بنظام ولاية الفقيه بأكمله ومحوه من على ظهر الدنيا.
نعم، إن الشعب الإيراني يصوت للإطاحة بهذا النظام الفاشي.
صوتنا هو الإطاحة بالديكتاتورية الدينية
الكلمة الأولى والأخيرة هي الإطاحة ثم الإطاحة ثم الإطاحة.
الانتفاضات الـ 5 التي اجتاحت جميع أنحاء البلاد أبرزت مبدأ لا للشاه ولا للملالي
أيها المواطنون الأعزاء!
يا مجاهدي خلق!
في عام 1979، سطرت مظاهرات الشعب الإيراني المستمرة في كافة المدن الإيرانية تحقيق عملية الإطاحة بالشاه.
والآن هذه الانتفاضات، التي ترفض التوقف، هي المحور الرئيسي للإطاحة بالولي الفقيه وأتباعه بمساعدة معاقل الانتفاضة وجيش التحرير، على الرغم من القمع الوحشي الذي ينتهجه نظام الملالي.
ولحسن الحظ، فإن المقاومة الإيرانية رسخت مبدأ لا للشاه ولا للملالي، بتقديم الكثير من التضحيات وتقديم 120 ألف شهيد من أبناء الشعب الأكثر خبرة ووعيًا من مجاهدي خلق والمناضلين الإيرانيين، وبهذه الطريقة وجهت السخط الاجتماعي المتفشي والاحتجاجات والعصيان العام نحو الإطاحة بنظام ولاية الفقيه.
والجدير بالذكر أن الانتفاضات الـ 5 التي اجتاحت جميع أنحاء البلاد منذ يناير 2018 حتى يناير 2020 أبرزت هذا الحد الفاصل بتحرك ونضال جماهير الشعب.
ففي يناير 2018 أعلن المتظاهرون عن نهاية لعبة فصائل نظام الملالي البربرية بدءًا من الإصلاحيين حتى الأصوليين، وفي نوفمبر 2019 صبّوا نيران غضب الشعب على نظام الملالي بأكمله، وفي يناير 2020 قالوا : لا للتاج ولا للعمامة. لا للشاه ولا للملالي، تحيا ثورة الشعب الإيراني الديمقراطية.
نعم للحرية، نعم للديمقراطية، نعم للمساواة.
لقد حان الوقت لإقامة إيران خالية من الديكتاتورية بكل أشكالها، خالية من التعذيب والإعدام والتمييز الديني والتمييز الجنسي.
لقد حان الوقت لإقامة جمهورية قائمة على أساس التصويت الحر للشعب، وعلى الفصل بين الدين والدولة، وعلى التعددية على أساس من العدالة والمساواة.
إخوتي وأخواتي!
وأختم حديثي بتقديم التحية لأعضاء مجاهدي خلق الـ 8 الذين نالوا شرف الاستشهاد أثناء الهجوم على معسكر ليبرتي بالصواريخ في 9 فبراير 2013 . لقد زرع مجاهدو خلق بذور الانتفاضة والثورة في جميع أنحاء إيران بتضحياتهم.
وهذه مقاومة وانتفاضة حتى النصر.
والآن هؤلاء الشباب المنتفضون ومعاقل الانتفاضة هم يترنمون مع مجاهدي درب الحرية ويعلون أصواتهم:
نحن رفاق على طريق واحد وزملاء النضال وعلى قلب رجل واحد
فلننتفض وأرواحنا على كفوفنا، فلننتفض والنصر حليفنا
مرحبا بالحرية
التحية لشهداء الحرية
التحية للشعب الإيراني البطل
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!