-
مرح البقاعي تتحدث لليفانت عن الانتخابات الأمريكية.. ومستقبل الوجود الأمريكي بالشرق الأوسط
-
البقاعي تحلل السيناريوهات المحتملة للانتخابات الأمريكية وتتطرق إلى القضايا الرئيسية في الشرق الأوسط، وتدعو إلى حل دولي للأزمة السورية
في حوار خاص مع موقع صحيفة ليفانت اللندنية، تحدثت الأكاديمية السياسية الأمريكية-السورية مرح البقاعي عن أسباب انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من السباق الرئاسي، وتوقعاتها لنتائج الانتخابات بين دونالد ترامب وكامالا هاريس، ورؤيتها للوضع في الشرق الأوسط وسوريا.
وقالت البقاعي إن الدائرة المقربة للرئيس بايدن لم تكن تريد الانسحاب وعائلته ومستشاريه لم يكونوا يريدون له أن ينسحب أبداً، لكن إصابته بكوفيد 19، وضعته في حالة صعبة صحياً، وجاء انسحابه مباشرة بعد طلب من زعماء في الحزب الديمقراطي اجتمعوا معه اثناء فترة عزله من الكوفيد 19، في منزله بولاية ديلاوير، ويبدو أنهم وضعوه في الصورة أن الجميع يريدونه أن ينسحب، بمعنى آخر أنهم تخلوا عنه.
اقرأ أيضاً: السباق الرئاسي يشتعل: هاريس تتفوق على ترامب بفارق ضئيل
وأشارت البقاعي إلى أن ترامب جمهوري سينتخبه الجمهوريون حكماً، والآن كامالا هاريس التي جاءت بديلاً عن بايدن سينتخبها كل الديمقراطيون، والآن كل طرف سيركز على الولايات المتأرجحة التي لم يقم الناخب فيها بعد بتحديد من سينتخب، وهذا مبني على البرامج الانتخابية، وكل استطلاعات الرأي الآن تشير فيها الولايات المتأرجحة، إلى أن ترامب متقدم لأنه يركز على الاقتصاد، ويحتاج كلا المرشحين ترامب وهاريس أن يبتعدا عن النقد الشخصي لأن هذا الموضوع غير جيد.
وتحدثت البقاعي عن الوضع السوري، وقالت إنه معقد إلى درجة كبيرة، وأن أمريكا وحدها لا تستطيع أن تقدم كل ما يحتاجه السوريون الآن، وأن الوضع يحتاج إلى توافق دولي، ممكن أن تقوده أمريكا من أجل إنهاء هذه الحالة من الفوضى وعدم الاستقرار والتقاعس من قبل النظام السوري على الدخول في العملية السياسية التي أصبحت أمراً لازماً.
وأضافت أن هناك دول محتلة فعلياً ولديها مليشيات وجيوش في سوريا، هناك روسيا، هناك إيران، هناك تركيا، وأنه يجب التعامل الإقليمي بداية، والدولي من أجل تطبيق القرارات الدولية والاممية في سوريا، وتأمين انتقال سياسي سلس ضمن القوانين الملزمة التي وضعتها الأمم المتحدة للقضية السورية.
وفيما يلي نص الحوار كاملاً:
ليفانت: ما رأيكم في انسحاب الرئيس بايدن من السباق الرئاسي؟
البقاعي: "حقيقة، نحن نعلم، بأن الدائرة المقربة للرئيس بايدن إنه لم تكن تريد انسحابه وعائلته ومستشاروه لم يكونوا يريدون له أن ينسحب أبداً، لكن إصابته بكوفيد 19، وضعته في حالة صعبة صحياً أي تدهورت حالته الصحية، وجاء انسحابه مباشرة بعد طلب من زعماء في الحزب الديمقراطي اجتمعوا معه أثناء فترة عزله بسبب الكوفيد 19، في منزله بولاية ديلاوير، ويبدو أنهم وضعوه في الصورة أن الجميع يريدونه أن ينسحب، بمعنى آخر أنهم تخلوا عنه، مثلا، لم يتخلوا عن بلوسي عندما خسرت مجلس النواب في العام 2022، أعتقد أن انسحابه كان نتيجة تخلي الزعماء الديمقراطيين وعلى رأسهم أوباما".
ليفانت: ما هي توقعاتكم للانتخابات الأمريكية بين ترامب وهاريس؟
البقاعي: "لا أعتقد أن المقارنة تجوز لأن ترامب جمهوري وسينتخبه الجمهوريون حكماً، والآن كامالا هاريس التي جاءت بديلاً عن بايدن سينتخبها كل الديمقراطيون، الآن كل طرف سيركز على الولايات المتأرجحة التي لم يقم الناخب فيها بعد بتحديد من سينتخب، وهذا مبني على البرامج الانتخابية، كل استطلاعات الرأي تشير إلى أن ترامب متقدم لأنه يركز على الاقتصاد".
"يحتاج كلا المرشحين ترامب وهاريس أن يبتعدوا عن النقد الشخصي، نسمع نقد شخصي لترامب غير جيد أبدا، ونسمع نقد شخصي لكامالا هاريس أيضا لا يفيد، المفروض أن يركزوا على القضايا، كقضايا الإقتصاد، الهجرة، التضخم في أمريكا، السياسات الخارجية، الحدود، يجب الابتعاد عن النقد الشخصي، الذي هو طبعا تقليد في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن يفضل الأمريكيون دائماً أن يسمعوا برامج وقدرة المرشحين على وضع برامج سياسية مستقبلية يستفيد منها الشعب الأمريكي، ولا سيما أن الأقتصاد في حالة سيئة جدا، والأسعار في حالة ارتفاع، وأنا أتحدث هنا عن أسعار المواد الرئيسية، والغذاء والحاجات اليومية للمواطن الأمريكي، لا أتحدث عن المواد الكمالية، وهذا الشيء مقلق جداً، وهذا حصل في عهد بايدن بينما في عهد ترامب كان الوضع الاقتصادي ممتاز، رغم أنه في آخر سنتين، كان هناك وباء كوفيد 19، لكنه حافظ على اقتصاد ممتاز، وعلى فرص عمل وتضخم منخفض جدا".
ليفانت: ما هي نقاط الضعف والقوة لكل مرشح؟
البقاعي: "بالنسبة لترامب، هناك نقطة ضعف، وهي عمره، مقارنة بهاريس فهي في نهاية الخمسينات، وهو في نهاية السبعينات، وهناك جيلان بينهما، لكن في نفس الوقت، الحالة الصحية لترامب جيدة جداً، بمعنى أن حالته الصحية و الذهنية وقوته لا تتعلق بعمره ولا توجد أي نتائج سلبية نتيجة تقدمه في العمر على تركيزه، حضوره، قوته الجسدية، وهذا يحسب له".
"بالمقابل، هاريس أصغر لكنها لا تملك خبرة سياسية جيدة، وفي الأربع سنوات كان لها فرصة بان تثبت للشعب الأمريكي إنها نائبة رئيس ولها مواقف وحضور، وتحسن إدارة ملفات، لكنها لم تثبت هذا أبداً، حتى ملف الهجرة الذي تم تسليمه لها كان من أسوأ ما أدارت، حيث أدارته بطريقة عشوائية، ومرة سألها أحد المحاضرين في التلفزيون الأمريكي، وقال لها هل زرتي الحدود مع المكسيك حيث الهجرة غير الشرعية، قال له لا أم أزرها ولم أزر أوروبا، فكان جواباً غير منطقي، وغير ذكي أيضا، هي تفتقر إلى الذكاء السياسي وإلى الحضور".
"لكن نقاط القوة عند هاريس، هي أنها امرأة وتحاول أن تحصد أصوات النساء الأمريكيات، وأنها تأتي من الأقلية المهاجرة من أصحاب البشرة الملونة، وهذا أيضاً يساعدها في حصد أصوات الأقليات المهاجرة من أصحاب البشرة الملونة، لكنها ليست لامعة سياسياً، لكن دائماً هناك مفاجأة في الانتخابات".
ليفانت: ما هو مستقبل الشرق الأوسط في نظرة كل مرشح؟
البقاعي: "بالنسبة إلى الشرق الأوسط، أعتقد أن كلا المرشحين من الحزبين لديهما رؤية في الشرق الأوسط، بأنه يجب أن ينسحبوا كوجود فيزيائي، لكن كيف سيتركوا المنطقة، لأن الانسحاب على الطريقة الديمقراطية، وجدناه نموذجاً سيئاً جدا، كما شاهدناه في أفغانستان، حيث كان انسحاباً سيئاً جداً، وأيضاً انسحاب أوباما من العراق، حيث انسحب قبل أن يحقق الأمن اللازم، وقبل أن يساعد في الوصول إلى حكومة تمثل الشعب العراقي كله، لا فقط جزء واحد منه، والتمدد الإيراني في أقصاه في العراق، هذه هي الطريقة الديمقراطية، في الانسحاب من الشرق الأوسط، لكن الجمهوريين يريدون أيضاً الانسحاب من الشرق الأوسط، لكنهم يريدون أن يتركوا شراكات مع الدول المؤثرة، وأن يتركوا شرق أوسط آمن".
"بالنسبة للوضع السوري، الأخير معقد إلى درجة كبيرة، لا يكفي أن يكون لأمريكا وحدها دوراً في إنهاء معاناة الشعب السوري، وإيجاد حلول سياسية، وتحقيق التغيير الديمقراطي المطلوب، هناك دول محتلة فعليا ولديها مليشيات وجيوش في سوريا، هناك روسيا، هناك إيران، هناك تركيا، والوضع يحتاج إلى توافق دولي، ممكن أن تقوده أمريكا من أجل إنهاء هذه الحالة من الفوضى وعدم الاستقرار والتقاعس من قبل النظام السوري على الدخول في العملية السياسية التي أصبحت أمراً لازماً".
وختمت بالقول: "أمريكا وحدها لا تستطيع أن تقدم كل ما يحتاجه السوريون الآن، هي قدمت ما يجب أن تقدمه، لكن يجب التعامل الإقليمي بداية، والدولي من أجل تطبيق القرارات الدولية والاممية في سوريا، وتأمين انتقال سياسي سلس ضمن القوانين الملزمة التي وضعتها الأمم المتحدة للقضية السورية".
ليفانت-خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!