الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • مجلة بريطانية تعيد التحركات التركية في ليبيا لإحياء "العثمانية"

مجلة بريطانية تعيد التحركات التركية في ليبيا لإحياء
العثمانية الجديدة

يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإحياء مشروع "الإمبراطورية العثمانية" وتوسيع نفوذ أنقرة في منطقة البحر المتوسط واقتسام ثرواتها عبر التدخل في ليبيا رغم المخاطر التي ينطوي عليها الأمر، وما يمثله من تهديدات إقليمية.


وضمن مقال تحليلي نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية، تساءل روجر بويز محرر الشؤون الدبلوماسية كيف انتهى المطاف بالبحر المتوسط -مهد العديد من الحضارات- ليتحول لنقطة عسكرية تعج شواطئه بتوتر القوى العظمى.


ونوّه إلى أن اكتشاف احتياطيات كبيرة من الهيدروكربونات الموجودة تحت سطح البحر وتوقعات الرخاء المشترك يفسح المجال أمام تشكيل تكتلات وتحالفات إقليمية جديدة، لا سيما أن عمليات الاستكشاف والتنقيب عن الغاز تحتاج مياها آمنة، ما دفع عدة دول لإجراء مناورات جوية وبحرية مشتركة.


ورجح بويز أنه لا يوجد وقت أفضل من هذا لتركيا، مع قرب نهاية اللعبة السورية وأولوية الوصول إلى شرق المتوسط، وفي ظل التوترات في لبنان، حيث تتواجد مليشيات "حزب الله" القوة التي تخوض حروباً بالوكالة نيابة عن إيران.


وشدد أن تركيا تشكل مصدر إزعاج كبير، حيث تحاول الوصول عبر المياه الإقليمية إلى ليبيا، بهدف إحياء فكرة الإمبراطورية العثمانية القديمة أو ما يعرف بـ"الوطن الأزرق" من خلال إظهار القوة البحرية التركية في البحار الثلاثة إيجة والبحر الأسود وشرق البحر المتوسط.


وأشار إلى أنه في العام الماضي، أجرت أنقرة مناورات بحرية كبيرة بالتزامن مع عمليات التنقيب عن الغاز، والآن أبرمت صفقة مع حكومة فايز السراج في طرابلس، تخلق ممراً استراتيجياً رمزياً بين "دالامان" على الساحل الجنوبي الغربي لتركيا و"درنة" على الساحل الشمالي الشرقي لليبيا.


ويعتقد أن الاتفاق يعكس مطامع أردوغان رغم أن حليفه الجديد، أو ما يسمى حكومة الوفاق، لا يسيطر حتى على تلك الشريحة من الساحل الليبي، لكن الرسالة كانت واضحة، وهي مشاركة أنقرة في تقسيم البحر الأبيض المتوسط.


ولتنفيذ هذه الغاية، تعهد أردوغان بتقديم الدعم العسكري لحكومة طرابلس الضعيفة، ما يعني تورط أنقرة عضو "الناتو" في واحدة من مواجهة دموية بالشرق الأوسط، وفقاً للكاتب الذي لفت إلى أن أردوغان وقطر هما الحماة الوحيدون لحكومة طرابلس.


ورجح أن أردوغان ربما ينشر مرتزقة سوريين من أصل تركماني للقتال بالوكالة عن أنقرة، كما تختبر تركيا أيضا طائرات مسيّرة محلية الصنع كسلاح جديد، ما يذكر في بعض النواحي بالمراحل الأولى من الحرب السورية، ويمكن أن ينتهي بمزيد من الفوضى، ستفضي إلى سفك الكثير من الدماء.


وأشار أنه في حال تفكك ليبيا، ستتسارع وتيرة انقسامها إلى كيانات قبلية، ما يثير تساؤلاً وحيداً سيطرحه أي شخص بشأن مستقبلها، وهو من يمكن الوثوق به للسيطرة على تدفق نفطها الثمين، ونوّه إلى أن طموح أردوغان أوسع من ذلك، حيث يعلم أن تركيا تم تهميشها بعد أن كانت فيما مضى قوة مهيمنة في الشرق الأوسط، وهذا يعزى جزئياً إلى افتقاره للبصيرة.


ويرى أنه ربما يسعى إلى إنقاذ موقفه من خلال مساومة الاتحاد الأوروبي على استعداده لإيواء نحو 3.5 مليون لاجئ من سوريا وشمال أفريقيا كانوا سيغمرون أوروبا لولا ذلك، وختم بالقول، إنه في حال زاد نفوذ تركيا في ليبيا، فإن نقطة الانطلاق الكبيرة القادمة للهجرة الجماعية إلى أوروبا ستكون تحت سيطرة أردوغان، الذي يسعى لاستعادة ميزة جيوسياسية، من خلال التهديد المتمثل في فتح صنابير موجة جديدة من المهاجرين واستغلال البحر المتوسط لكسب نفوذ سياسي.


ليفانت-وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!