الوضع المظلم
الجمعة ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • كييف تصعد هجماتها: صواريخ كروز تضرب عمق الأراضــي الروسية

  • تعكس دقة الضربة الأوكرانية وحجم الدمار الناتج عنها تحسنًا ملحوظًا في المعلومات الاستخباراتية والتكنولوجيا العسكرية المتاحة لكييف، مما يشير إلى احتمال تلقيها دعمًا متزايدًا من حلفائها الغربيين في مجال
كييف تصعد هجماتها: صواريخ كروز تضرب عمق الأراضــي الروسية
صاروخ كروز أمريكي. © military.com

نفذت القوات الأوكرانية هجومًا جويًا جريئًا وغير مسبوق على الأراضي الروسية، مستهدفة مستودعًا ضخمًا للذخيرة قرب بلدة توروبتس في منطقة تفير، على بعد حوالي 500 كيلومتر شمال الحدود الأوكرانية، وفقًا لما أوردته صحيفة "لوموند" الفرنسية.

وأسفر الهجوم، الذي وقع فجر يوم الأربعاء، عن تدمير هائل للترسانة رقم 107 التابعة للجيش الروسي، والتي كانت تخزن ما يقرب من 240 طنًا من الذخيرة. وقد استخدمت القوات الأوكرانية في هذه العملية صواريخ كروز جديدة، مما يشير إلى تطور ملحوظ في قدراتها العسكرية.

وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنجاح العملية في خطاب مصور، قائلاً: "حُقِّقَت نتيجة مهمة للغاية الليلة الماضية على الأراضي الروسية... هذه الدقة ملهمة حقًّا". وتعكس هذه التصريحات ثقة متزايدة لدى القيادة الأوكرانية في قدراتها على توجيه ضربات موجعة للقوات الروسية.

اقرأ أيضاً: روسيا ترفع قوام جيشها لـ1.5 مليون جندي.. وتتجاوز الولايات المتحدة بعديدهم

ووثقت وسائل الإعلام الدولية حجم الدمار الناتج عن الهجوم. فقد نشرت مجلة "نيوزويك" صورًا تظهر كرة ضخمة من اللهب وسلسلة من الانفجارات اللاحقة في موقع الهجوم. كما أكدت "لوموند" أن قوة الانفجارات كانت كبيرة لدرجة أنها رُصِدَت بواسطة أنظمة رصد الزلازل، حيث سُجِّلَت الهزات الأولى بقوة 2.8 على مقياس ريختر.

وأشارت وكالة "رويترز" إلى أن أقمار ناسا الصناعية التقطت مصادر حرارة شديدة تنبعث من منطقة تبلغ مساحتها نحو 14 كيلومترًا مربعًا في موقع الانفجار خلال الساعات الأولى من الصباح، مما يؤكد حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمنشأة العسكرية الروسية.

وفي تصريح لصحيفة "كييف إندبندنت"، كشف مصدر في جهاز الأمن الأوكراني أن الطائرات المسيرة الأوكرانية "مسحت حرفيًّا عن وجه الأرض مستودعًا كبيرًا لقسم الصواريخ والمدفعية الرئيس" الذي يستخدمه الروس، وأشار المصدر إلى وجود خطط لهجمات مماثلة على منشآت عسكرية روسية أخرى، مما يشير إلى احتمال تصعيد الصراع في المستقبل القريب.

ورغم أن السلطات الروسية أفادت بإصابة 17 شخصًا فقط، إلا أن مقاطع فيديو صورها السكان المحليون أظهرت حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة المحيطة، حيث تحطمت نوافذ عشرات المنازل على بعد كيلومترات من موقع الانفجار.

يأتي هذا الهجوم في وقت تتصاعد فيه حدة المواجهات بين روسيا وأوكرانيا، ويمكن اعتباره نقطة تحول محتملة في مسار الحرب، فقد أظهرت أوكرانيا قدرة غير متوقعة على ضرب أهداف استراتيجية في عمق الأراضي الروسية، مما قد يجبر موسكو على إعادة النظر في استراتيجياتها العسكرية وتعزيز دفاعاتها الداخلية.

ومع ذلك، يثير هذا التطور مخاوف من احتمال تصعيد الصراع وتوسيع نطاقه، خاصة مع تزايد الدعم الغربي لأوكرانيا في مجال الأسلحة المتطورة. ويبقى المجتمع الدولي في حالة ترقب لردود الفعل الروسية المحتملة وتداعيات هذا الهجوم على مستقبل الحرب في أوكرانيا.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!