-
قادت تحولات إستراتيجية في جميع المجالات
-
المملكة محط أنظار العالم "سياسيا و اقتصادياً وثقافيا
أكد كتاب وباحثون أن المملكة العربية السعودية، قادت منذ تأسيسها تحولات إستراتيجية في جميع المجالات، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، جعلتها من أهم وأبرز الدول، ووجهت أنظار العالم لها، وأوضحوا لـ «اليوم» بمناسبة ذكرى «يوم التأسيس»، أن التحركات السياسية للمملكة باتت أكثر مرونة في ظل البدائل السياسية الممكنة والمتاحة، وعبر قدراتها وإمكانياتها الذاتية المستقلة، لا سيما أدوارها الخارجية مع القوى الكبرى والشراكات المتعددة مع الحلفاء الإقليميين والدوليين.
الانفتاح أحدث تكاملا بين الخليج والعالم:
أشار الكاتب سعد الحامد إلى أنــه في ظــل عــواصــف الأحـــداث الـدولـيـة والمـتـغـيـرات المـتـلاحـقـة تبقى مواقف المملكة السياسية
المـتـزنـة ونـهـج قـيـادتـهـا الحكيمة شــامــخــا مــســتــمــرا مـــن خــلال الـتـعـاطـي بـواقـعـيـة ومـوضـوعـيـة كـــبـــيـــرة مــــع تـــلـــك الــتــغــيــرات والـتـحـولات، ولـعـل متابعة واقـع الأحداث الدولية وقراءة أحداثه بشكل مستمر ومهم والاستفادة القصوى من اختلالات التوازنات الدولية ومن ثم تطويعها لخدمة قضايانا ودرء الأخطار المتوقعة التي قد تحيط بالمنطقة بشكل عـــام، وكــذلــك تـوثـيـق الـعـلاقـات بالمجتمع الـدولـي وتـعـزيـز سبل الـتـعـاون والـتـكـامـل في العلاقات الخليجية والإسلامية والعربية.
ودعـــم قــضــايــاهــا، بــل وتحـقـيـق الازدهار المنشود لشعوب المنطقة، وذلـك هو امتداد لمواقف المملكة الــراســخــة والحـكـيـمـة عـلـى مـر الـــســـنـــوات، حــيــث إن انــتــهــاج المـمـلـكـة سـيـاسـة الانــفــتــاح على الـدول المحيطة كـان له أثـر بالغ في إحــداث تكامل أكـبـر بـين دول الخــلــيــج وتــنــســيــق الــســيــاســات الخــارجــيــة، وتــوحــيــد المــواقــف حـيـال المـلـفـات الساخنة وإيـجـاد صيغ مقبولة لاتفاقيات أمنية تــخــدم دول الخـلـيـج واســتــقــرار شعوبها وحل المشكلات الحدودية.
بل دعـم العمل العربي المشترك لـعـودة الـتـضـامـن الـعـربـي بشكل أكـبـر حـيـال قـضـايـانـا المـصـيـريـة كالقضية الفلسطينية وتنفيذ مـبـادرة الـسـلام الـعـربـيـة لإيـجـاد حل عادل للقضية الفلسطينية وتنقية العلاقات من أي شوائب بــســيــطــة تــعــتــريــهــا كــمــا حــدث في المــصــالحــة الخـلـيـجـيـة مـثـلا وتــفــعــيــل الـــعـــلاقـــات الــتــركــيــة الـــســـعـــوديـــة ومـــحـــاولـــة جـمـع الفرقاء في السودان على طاولة للحل، وكـذلـك ليبيا والـوصـول إلـــى حــكــومــة شــرعــيــة مــوحــدة مـعـتـرف بـهـا دولــيــا والـتـمـسـك بـــزمـــام الأمــــــور لـــعـــودة لـيـبـيـا وتـــقـــديم جـــهـــود وســـاطـــة بـين الأطـــراف المـخـتـلـفـة في الـعــراق لتسوية الأوضاع وتجاوز مرحلة الاحــتــقــان الــســيــاســي الـسـابـق.
ودعـم جهود الحكومة الجديدة في لبنان، وكذلك تقديم العديد مـن المــبــادرات لإنـهـاء الحــرب في الــيــمــن ونجــــاح إقــامــة تـشـكـيـل مجلس رئـاسـي متفق عليه من أبــنــاء الـشـعـب الـيـمـنـي وإقــامــة هــدنــة خـفـفـت مــن أعــبــاء هـذه الحـرب لفترة، وما زالـت الجهود الــدولــيــة قـائـمـة لإحـيـائـهـا من جــديــد رغـــم تــعــنــت الحــوثــيــين لــتــخــريــب كـــل فــــرص الــســلام انــطــلاقــا مـــن أهـــــداف خــدمــة أجندات خارجية لا تخدم أبناء هــذا الـبـلـد الــذي مـزقـتـه أيــادي الحوثيين دعما لطهران، ولابـد أن نشير امتدادا لسياسة المملكة الحكيمة إلى ما تقدمه وقدمته مــن دعـــم مــعــنــوي ومــــادي عـبـر مـركـز المـلـك سـلـمـان للعديد مــن الــــدول الإســلامــيــة والـعـربـيـة الـتـي أنهكتها الــــصــــراعــــات والــــــدول الــفــقــيــرة الــتــي تــواجــه أزمــــــات طــبــيــعــيــة أو كوارث.
تحولات إستراتيجية وإمكانيات سياسية عميقة:
قــال الـكـاتـب والـصـحـفـي شـيـار خليل، مدير تحرير جريدة ليفانت اللندنية، إن الـتـحـولات تـؤشـر إلــى إمـكـانـيـات سياسية َ عميقة، الأمـر الـذي يظهر على مستويين الأول ممـثـل في الـعـقـد الاجـتـمـاعـي الـذي شــرعــت الــريــاض في تحـقـيـقـه بـوسـائـط عــديــدة لـلاسـتـفـادة مــن الـتـنـمـيـة والـتـي تمـتـد مـن الاقـتـصـاد للثقافة و«الـتـرفـيـه» إلى الجوانب السياسية والمجتمعية، وهذه الدرجة من الانفتاح التي جرى تعميمها ضـمـن رؤيــة شمولية تـتـحـرك وفــق آلـيـات سياسية منظمة.
وأضـــاف إن الامــتــيــازات الــتــي منحت لــلــمــواطــنــين في الـــريـــاض تــعــد مــقــاربــة عملية للمشاركة السياسية والمواطنية في
السعودية والتي بـدأت تخرج من نطاقات العمل السياسي التقليدي إلى مرحلة ما بعد الاعتماد على النفط، ولذلك يمكن رؤية كيف أن الرياض تتحول إلى محطة سـيـاحـيـة عـالمـيـة، كـمـا أطـلـق ولــي الـعـهـد مـجـمـوعـة مــن الإصـــلاحـــات المـجـتـمـعـيـة والقانونية مثل الإستراتيجية الوطنية الـصـنـاعـيـة، حـيـث إن الـقـطـاع الـصـنـاعـي هــو ضـمـن رؤيـــة 2030 وأحـــد المــرتــكــزات الــتــنــافــســيــة، وقــــد تــضــاعــفــت المــنــشــآت الـصـنـاعـيـة الـتـي تم تـدشـيـنـهـا عـلـى مـدار أربعة عقود بصورة واضحة.
ً وقـال: تبعا لهذه الرؤية فإن التحركات السياسية للمملكة بـاتـت أكـثـر مـرونـة في ظـل الـبـدائـل السياسية الممكنة والمـتـاحـة وعــبــر قــدراتــهــا وإمــكــانــيــاتــهــا الــذاتــيــة المـسـتـقـلـة، لا سـيـمـا أدوارهـــــا الخـارجـيـة مــع الــقــوى الـكـبـرى والــشــراكــات المـتـعـددة مـع الحلفاء الإقليميين والـدولـيـين، وقد قـام الـرئـيـس الأمـريـكـي جـو بـايـدن بـزيـارة شخصية إلــى الـسـعـوديـة في يـولـيـو الـعـام الماضي، رغم التحفظات التي كان يثيرها بعض الأطــراف المـعـارضـة داخـل الـولايـات المــتــحــدة بـيـنـمـا حــاولــت تــوظــيــف بـعـض الملفات وتسييسها لانحيازات مؤقتة.
وأكمل حديثه: يمكن اعتبار أن الثابت في سياسات السعودية ما زال قائما، حيث إنها تعتمد تمتين علاقاتها مع محيطها الإقليمي والانفتاح على المجتمع الدولي غير أن أدواتها هي التي تتطور باستمرار الأمـــر الـــذي يـدفـع بـقـدراتـهـا في المـلـفـات الإقليمية والدولية إلـى منحى تصاعدي أكثر فاعلية كما هو الحال في اليمن.
وأشـــار إلــى أن في المـلـف الأخـيـر تظهر طاقة الرياض في إدارة ملفاتها الخارجية مـن عـدة نـواح سياسية واقتصادية أمنية وعسكرية فضلا عن الجانب الإنساني.
لاعب مؤثر في الكثير من الأحداث الدولية:
ذكـــرت الـكـاتـبـة والـبـاحـثـة الـسـيـاسـيـة هـــديـــل عـــويـــس، أن وزيـــــر الخــارجــيــة الأمريكي السابق مايك بومبيو قـال في
كتابه المنشور مؤخرا، «لا تتنازل عن رأيك، القتال من أجل أمريكا التي أحـب» حذر من مخاطرة الإعـلام الأمريكي بالتأثير على الـعـلاقـة الأمريكية - السعودية في ً وقت قطعت فيه السعودية شوطا ً كبيرا في الإصلاح والانفتاح على قطاعات جديدة أضافت إلى الثقل والأهمية الدولية التي ّ تتمتع بها السعودية.
وأضافت: لفتت الإصلاحات السعودية، بشقيها الـسـيـاسـي والاقــتــصــادي أنـظـار الــعــالــم، لا ســيــمــا المــهــتــمــين بــالــشــأن الـسـيـاسـي في واشـنـطـن، مـا دفــع الكثير مــن الأصــــوات المــخــضــرمــة في الـسـاحـة الأمريكية مثل بومبيو والرئيس السابق
ّ جورج بوش إلى التمسك بالعلاقة مــع الـسـعـوديـة في وقـــــت باتت فيه السعودية لاعبا مؤثرا في الكثير مـن الأحــداث الدولية لا سيما التنافس بين المحورين الصيني والأمريكي، فعمل الــســعــوديــة في الــســنــوات الأخــيــرة عـلـى تـنـويـع مــصــادرهــا لـلـدخـل وفــتــح الـبـلاد لــلاســتــثــمــارات الأجــنــبــيــة في قـطـاعـات جـديـدة لـم تسبرها الـسـعـوديـة مـن قبل، جـــاء بــالــتــزامــن مــع تــنــويــع الـسـعـوديـةّ علاقاتها الدولية؛ ما أعطاها قوة ومنعة سياسية وقـدرة أكبر على المناورة لتثبيت مكانتها الدولية الهامة.
ّ ومــع كـل مـتـغـيـر جـديـد عـلـى الـسـاحـة الـدولـيـة، تثبت السعودية صحة وصـواب رؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بــن سـلـمـان ولــي الـعـهـد رئــيــس مجلس الوزراء، فحرب أوكرانيا وفترة التعافي من وباء «كوفيد» التي زادت من أهمية الطاقة ورفعت أسعارها منحت السعودية هامشا جديدا ومـوارد أكبر للمضي بتنفيذ رؤية 2030 وتمـويـل القطاعات غير النفطية عبر الاستفادة من عائدات الطاقة.
وفي وقــت تـعـانـي فـيـه الـكـثـيـر مـن دول الإقــلــيــم مـــن ضــبــابــيــة الـــرؤيـــة، وعـــدم اليقين من كيفية التعامل مع المشكلات
الاقتصادية والمناخية والصحية التي قد تهدد مستقبل البشرية، تعيش السعودية أبــهــى عــصــورهــا لـتـبـهـر الــعــالــم كــل يـوم
بقدرتها على الصمود في أصعب الظروف الاقتصادية العالمية.
وبينما تفشل حكومات دول مـجـاورة، منها نفطية كالعراق وإيــران، في إيصال الـتـيـار الـكـهـربـائـي لمـواطـنـيـهـا، تمـكـن من
الــنــهــوض بمــدنــهــا وإيــصــالــهــا لـلـعـالمـيـة لتجذب الاستثمارات والأحـداث الدولية والـوجـوه الرياضية والفنية الأبـرز عربيا
ً وعالميا.
سعودية اليوم لا تكف عن لفت أنظار الـعـالـم بـأحـداثـهـا الـسـعـيـدة وتجـربـتـهـا الــرائــدة الـتـي بـدأتـهـا في وقــت عـانـى فيه
الـعـالـم مـن وبــاء «كـوفـيـد» الـقـاتـل وأزمــة ركود اقتصادي كبير.
وأضــافــت إن الـسـعـوديـة الـتـي اتجـهـت نـحـو تـعـزيـز دور الـتـكـنـولـوجـيـا ووسـائـل ّ الحـداثـة، سجلت أفـضـل الأرقــام العالمية
في قدرتها على التعامل مع وباء «كوفيد» والتعافي منه، فكانت الأدوية وسبل العلاج وأدوات الوقاية والفحص واللقاح متوفرة
ّ في السعودية بينما عانت من شحها أكبر وأثرى مدن العالم مثل «نيويورك».
لا ينكر إيجابية التغيير والإصـلاح في الـسـعـوديـة إلا جـاحـد أو حـاقـد، فـالـرؤيـة الشاملة الـتـي تنفذها الـسـعـوديـة تترك بــصــمــة وأثـــــرا ً إيــجــابــيــا مــن الــنــواحــي الاقـتـصـاديـة والاجـتـمـاعـيـة والـسـيـاسـيـة على كل مواطن سعودي وعربي ومسلم.
ّ لا يمـكـن لأي مـحـب للنجاح والتميز وثقافة التسامح والـسـعـادة إلا أن يبدي احـتـرامـه لـشـجـاعـة الـتـغـيـيـر الــذي قـاده الأمير محمد بن سلمان، لأنه نقطة ضوء وتجربة واعـدة في عالم تغرق فيه الكثير مــن الـــدول في ظــلام الـفـسـاد والـرجـعـيـة وانـهـيـار الـبـنـى التحتية وغـيـاب الحـلـول لمشكلات المستقبل، فالسعودية بمكانتها ً المـتـمـيـزة إســلامــيــا ً وعــربــيــا ً واقـتـصـاديـا، وبــيــنــمــا تــقــود الــيــوم رؤيــــة مـتـسـامـحـة للعلاقة بين الأديان وشعوب العالم، قادرة عـلـى نـقـل الـتـجـربـة وتعميمها عـلـى دول أخــرى لا تــزال تمـزقـهـا الحــروب الأهلية والاقتتالات الطائفية.
المصدر: جريدة اليوم السعودية
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!