الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
فيروس كورونا، والإدارةالقطريّة
خالد الزعتر

عندما ننظر إلى الحالة القطرية في ضوء الأزمة الصحية التي تعصف بالعالم بأكمله في ظل انتشار "فيروس كورونا"، نجد أنّ قطر من الدول التي فشلت في إدارة أزمة كورونا بدليل تسجيل أعلى نسبة من الإصابات بهذا المرض على الصعيد الخليجي والعربي، حيث سجّلت الدوحة وفق آخر الإحصائيات مايقارب الـ470 إصابة جديدة وهو أعلى رقم خليجي وعربي، بينما لم تسجّل الدوحة أي حالة تماثلت للشفاء من هذا الفيروس، ما يعكس حالة من الفشل لدى الإدارة القطرية في التعامل مع "فيروس كورونا"، والتي فشلت في كبح جماح الفيروس والسيطرة عليه.


في ظلّ عدم تسجيل حالات تماثلت للشفاء، وسط ارتفاع عدد الإصابات ما جعل من إمارة قطر تعدّ الدولة الخليجية والعربية الأعلى في تسجيل نسبة الإصابات، فهذا يعكس إلى أي مدى أصبح "فيروس كورونا" في الداخل القطري خارج نطاق السيطرة وهو أمر بلا شكّ ينذر بالمزيد من الخطوة في الوضع الصحي في الداخل القطري، برغم محاولات النظام القطري التسويق بأنّ القطاع الصحي في دولة قطر حقّق  جملة من القفزات النوعية على صعيد زيادة السعة 27 مركزاً صحياً في خدمة سكان قطر العام الجاري والخطة 30 مركزاً مع 2030، إلا أنّ حالة التفشّي المتسارع لمرض فيروس كورونا بلا شك يفضح زيف الدعاية القطرية، وبلا شكّ يؤكّد تردّي حالة الخدمات الصحية في الداخل القطري.

من الأسباب التي قادت إلى حالة التفشّي المتسارع لمرض فيروس كورونا في الداخل القطري، نجد إنّ الجانب السياسي كان عاملاً مساهماً في ذلك، فالتأخير القطري في وقف الرحلات إلى إيران والتي تعدّ إيران بؤرة "فيروس كورونا" وهي العنصر المشترك لجميع الإصابات التي سجلتها الدول الخليجية، فهذا التهاون القطري وتغليب المصلحة السياسية بالحفاظ على عدم اتّخاذ خطوات متسارعة قد تهدّد التحالف القطري_ الإيراني على المصلحة الشعبية والصحيّة كان عاملاً مساهماً في العبث بالصحة العامة في قطر، وأيضاً وجود أنباء تؤكّد إنّ قطر لم توقف الرحلات إلى إيران برغم حالات تفشّي لفيروس كورونا في إيران ، وبرغم الإعلان القطري عن وقف هذا الرحلات وخاصة لإيران فهذا يعني استمرارية الاستهتار من قبل النظام القطري الغير مبالي بأرواح الشعب القطري.

الأمر الآخر والذي قاد إلى خروج فيروس كورونا عن السيطرة في الداخل القطري، وسط ارتفاع لحالات الإصابة بهذا الفيروس، هو الحالة الصحية المتردّية التي يعيشها العمال في قطر، وبخاصة القائمين على الأعمال الإنشائية لمشروعات الدوحة لاستضافة كأس العالم، فالدوحة تعاملت مع العمالة من منطلق "الاستعباد" وغياب أدنى مقومات الحياة الكريمة، وهو بالتالي ما قاد لأن يجعل من العمالة في الدوحة عرضة للإصابة بهذا الوباء "فيروس كورونا" وغيره من الأمراض.

جاء فيروس كورونا ليثقل كاهل النظام القطري ليس فقط على المستوى الصحي في ظلّ الأزمة الاقتصادية المتصاعدة التي يعيشها النظام القطري، بل على المستوى السياسي، فقد خلق فيروس كورونا المزيد من الضغوط السياسية والحقوقية على النظام القطري، وكان هذا الفيروس اختباراً حقيقياً لاستراتيجية الدوحة للاعتماد على شركات العلاقات العامة لتبييض صفحتها، وعند النظر إلى تصريحات الخارجية الأمريكية، ومنظمة العفو الدولية في الآونة الأخيرة عن وضع العمالة في قطر نجد إنّ ما كانت تراهن عليه قطر في السابق من استمرارية حالة الصمت الدولي قد انهار ، فهذا التغيير في اللهجة لدى الخارجية الأمريكية ومنظمة العفو الدولية تجاه سجل قطر بشأن أوضاع العمالة يؤكد إنّ الاستراتيجية القطرية التي تسعى للاتكاء عليها والاعتماد عليها وهي صرف الأموال لأجل تبييض صفحتها استراتيجية "هشّة" انهارت مع أول اختبار لها.


خالد الزعتر / كاتب ومحلل سياسي ( مؤلف كتاب إيران الخميني ، شرطي الغرب ) وكتاب ( الدويلات العربية ودولة إسرائيل الكبرى ) وكتاب ( التنظيم القطري ، التراكمات التاريخية وعقدة المساحة والبحث عن الزعامة ) .


ليفانت - خالد الزعتر

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!