-
عن غلق المرکز الاسلامي في هامبورغ وطرد رئيسه
الحديث عن النشاطات المشبوهة للنظام الايراني ولاسيما من حيث دوره في تصدير التطرف والارهاب، ليس بذلك الحديث الجديد والطارئ بل إنه حديث قديم يجري منذ تأسيس هذا النظام، والملفت للنظر إن هذا النظام وإن کان قد رکز بصورة مباشرة على بلدان المنطقة، لکنه لم يستثن بلدان العالم الاخرى ولاسيما الغربية منها، ولأنه الطريقة والاسلوب الذي قام بإستخدامه للتدخل في بلدان المنطقة لا يصلح بالمرة في البلدان الغربية، فإنه إستعاض بها بالمراکز الثقافية والدينية التي واجهتها وظاهرها شئ وباطنها وحقيقة أمرها شئ آخر.
في هذا السياق تحدثت نيكي هيلي، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة، عن تجربتها خلال حملتها الرئاسية، قائلة: «عندما كنت أدير حملتي الرئاسية، عقد مكتب التحقيقات الفيدرالي اجتماعًا منفصلاً معي لإبلاغي بأن النظام الإيراني كان يتدخل في انتخاباتنا ويسعى للتأثير على العملية من خلال حملتنا.»
كما أشارت هيلي إلى مؤامرات الاغتيال التي استهدفها النظام منذ فترة طويلة، مضيفة: «أنتم على دراية بمؤامرة الاغتيال التي تم ذكر اسمي فيها، وكانت من قبل النظام الإيراني. هذا الأمر مستمر منذ فترة طويلة، ويجب أن يستيقظ الأمريكيون.»
وفي تقرير آخر من *وول ستريت جورنال*، تم الكشف عن أن ما لا يقل عن ثلاثة بنوك عراقية استخدمت نظامًا أنشأته الولايات المتحدة لتحويل عشرات المليارات من الدولارات إلى النظام الإيراني. ووفقًا للتقرير، فإن ما يقدر بـ 80% من البنوك العراقية كانت متورطة، حيث تجاوزت بعض التحويلات 250 مليون دولار يوميًا. ووصل جزء من هذه الأموال إلى الحرس الثوري والميليشيات التي يدعمها النظام.
دور النظام في نشر التطرف والارهاب في المنطقة والعالم، والذي حرص عليه ولم يتوقف عنه ولو ليوم واحد، کان ولازال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية"المعارضة الرئيسية في إيران بوجه النظام"، أکثر من حذر منه ودعا للعمل من أجل الوقوف بوجهه لما يمثله من خطر وتهديد على أمن وإستقرار بلدان المنطقة والعالم، ومن المفيد جدا هنا التنويه بذلك الکتاب الذي ألفه السيد"محمد محدثين"، القيادي البارز في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في أواسط التسعينيات من الالفية الماضية والذي هو بعنوان"التطرف الاسلامي..التهديد العالمي الجديد"وحذر فيه من المخطط الفکري الذي يقوم بتنفيذه نظام ولاية الفقيه في إيران في المنطقة والعالم، وتحذير محدثين قد سبق النفوذ الايراني في العراق و اليمن وسوريا وکذلك تناميه في المنطقة والعالم، وقطعا فإنه ومن دون التصدي لهذا السلاح الخبيث وبکل الطرق المتاحة فإن الخطر الايراني سيظل محدقا بالسلام والامن والاستقرار على مستوى العالم کله وليس المنطقة فقط.
الملاحظة الاخرى التي من المفيد جدا أخذها بنظر الاعتبار والاهمية، هي أن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، قد حرص أيضا من التحذير من نشاطات المراکز والمٶسسات الثقافية بل وحتى من سفارات النظام الايراني وقنصلياته في بلدان العالم ولاسيما الغربية منها، من حيث ما تمثله من تهديد على الامنين القومي والاجتماعي فيها، بل وحتى إن هذا التحذير جاء بصورة تحديد المراکز والمٶسسات الثقافية المعنية(حتى لا يحترق الاخضر بسعر اليابس)، وقد کانت واحدة من هذه المراکز التي حذر منها هذا المجلس"المركز الإسلامي في هامبورغ"(IZH)، في ألمانيا الذي بادر السلطات الالمانية وبسبب من نشاطاته ودوره المشبوه، الى حظره قبل خمسة أسابيع.
ولم تکتف السلطات الالمانية بغلق المرکز بل إنها قامت بالعمل على طرد محمد هادي مفتاح، رئيس هذا المرکز من ألمانيا إذ ووفقا لتقارير من صحيفة Bild، اليومية واسعة الانتشار، تلقى مفتاح أمرا بمغادرة البلاد في غضون 14 يوما، مع انتهاء الفترة المحددة في 11 سبتمبر.
خطوة غلق هذا المرکز، جاءت بعد توصيات من مكتب حماية الدستور في هامبورغ، الذي أكد أن مفتاح كان نائبا رسميا للزعيم علي خامنئي، في ألمانيا حتى لحظة طرده. ووفقا لموقعT-Online،وصفت السلطات الألمانية وجود "مصلحة جدية بوجه خاص في الطرد"، وذلك نظرا لدور مفتاح كأعلى ممثل ديني للنظام الإيراني في ألمانيا.
ليفانت: محمود حكميان
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!