-
عارٌ في سلة واحدة.. وثرثرةٌ متفقٌ عليها
في الامتحان يُكرم المرء أو يُهان.. قالها أهل الحكمة والقيم، ولا أعتقد أنه بالإمكان استخدام هكذا تعابير والعمل بها في زمن الخداع والصعلكة الذي نعيشه اليوم حيث يتصدر الكثير من الإمعات واجهات الشعوب والحياة المعاصرة، ومما لا شك فيه يبقى الرقي الإنساني قائماً ومقياساً للتعامل وتقييم البشرِ؛ من ترفع منهم ومن خسف بنفسه إلى هاوية الوحل.
إن الكثير من الأشخاص الذين يفتقرون إلى الأخلاق والقيم يتصدرون اليوم واجهات الواقع في المجتمع المعاصر؛ إذ أصبحت الأخلاق والقيم أقل أهمية في الواقع المُعاش اليوم، وبالتالي أصبح مَن لا يلتزمون بها هم الأكثر مكانة في المجتمع، ومن بينهم الأشخاص الذين يستغلون الآخرين من أجل مصلحتهم الشخصية، وأولئك الذين يتلاعبون بالآخرين من أجل تحقيق أهدافهم، ولا يهتمون سوى بأنفسهم فقط وما الآخرين بالنسبة لهم إلا وسائل يتسلقون عليها من أجل بلوغ غاياتهم.
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى انتشار تلك الفئات المتردية في المجتمع المعاصر، ومنها:
- التغيرات الاجتماعية والاقتصادية: أدت التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي حدثت في العالم في القرنين الماضيين إلى ظهور نمطيات جديدة أبعد ماتكون عن القيم مثل الفردية والاستهلاكية، والتي قد تؤدي بالضرورة إلى زيادة هذه الفئات البشرية.
- وسائل التواصل الاجتماعي: إسهام وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار سلوك التفاخر والتباهي وهو ما أسهم في تعزيز وجود وتصدر تلك الفئات البشرية.
- الافتقار إلى التربية والتعليم: التربية والتعليم عاملاً هاماً في بلورة سلوك الفرد والمجتمع ويلعب دوراً هاماً في تنمية الأخلاق والقيم لدى الأفراد والمجتمعات لذلك فإن تردي التربية والتعليم كان سببا مباشراً في انتشار وتصدر تلك الفئات البشرية.
آثار انتشار وتصدر تلك الفئات البشرية:
تعد عملية انتشار فئة الإمعات والمتردية والنطيحة في المجتمع المعاصر مشكلة اجتماعية خطيرة ومدمرة للمجتمع لذا يجب مواجهتها لما لها من آثار سلبية كثيرة، منها:
- زيادة حالات الفساد والظلم: يؤدي انتشار وتصدر تلك الفئات البشرية إلى غياب الفضيلة بل والسخرية منها أيضاً، وزيادة حالات الفساد والظلم في المجتمع حيث يسعى الأشخاص إلى تحقيق غاياتهم مهما كانت الوسائل.
- تراجع القيم الأخلاقية: يؤدي انتشار وتصدر تلك الفئات البشرية إلى تراجع القيم الأخلاقية في المجتمع حيث يفقد الناس الثقة في بعضهم البعض ومن هنا يبدأ التفكك والهدم الاجتماعي.
- تفاقم الأزمات الاجتماعي: يؤدي انتشار وتصدر تلك الفئات البشرية إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية مثل الفقر والبطالة، حيث يسعى الناس إلى تحقيق أهدافهم دون الاهتمام بالآخرين ودون الاعتماد على مرتكزات علمية أو قانونية أو ضوابط إنسانية وأخلاقية.
صعاليك السلطة في طهران وراء هدم المجتمعات
صعاليك السلطة في طهران تبرؤوا من الحق والحقيقة والرقي منذ أن لهثوا أذلاء وراء السلطة وتركوا منابر الدين الحق منابر وعظ المجتمعات وتوجيههم نحو الحق والحقيقة، وبالطبع لا مكان لهم في فئة الرقي الإنساني بما فعلوا في أنفسهم عندما فضلوا الباطل والخداع الرياء والكذب والإدعاء على الحق والحقيقة، ولا يمثلون في غيهم هذا إلا أنفسهم ويتحملون وزر من غرروا بهم وأضلوهم، وبذلك يكونوا قد ألقوا بأنفسهم في هاوية الوحل المهين.
نعم، إن صعاليك السلطة في طهران قد تبرؤوا من الحق والحقيقة والرقي منذ أن لهثوا أذلاء وراء السلطة.. فقد تخلوا وتجردوا بل وتبرؤوا من المبادئ والقيم من أجل الوصول إلى السلطة، وأصبحوا مجرد أداة في يد النظام الحاكم للسيطرة على الشعب الإيراني.
الفلسطينيون الأبرياء العزل في غزة الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يطالبون بحقهم التاريخي في الأرض التي اغتصبها الإنكليز وأهدوها وفق منطق (وهب الأمير ما لا يملك) للعصابات الصهيونية التي تدَّعي التحضر وتخفي وحشية كاملة خلف الأقنعة.. أهدوها إليها لتقيم عليها دولة امتناناً من الإنكليز، ولذلك قصة لسنا بمعرض سردها، ولا يخفى عليكم كيف تقوم دول العصابات، وكذلك لا يخفى على الأحرار في هذا العالم وهم قلة؛ حجم المجازر التي تعرض ويتعرض لها الشعب الفلسطيني الأبي داخل فلسطين وفي الشتات، وها هي غزة لم يبقَ منها كثيراً وقد هُدِمت على رؤوس أهلها، وما زالت أمريكا والدول الغربية التي تعادي الحق الفلسطيني تقول لا توقفوا الحرب ولكن أدخلوا المساعدات كي يولم الأحياء على شرف الأموات ولائم من البسكويت ويشهد لنا التاريخ بتلك الولائم إذ قتلنا وأهلكنا ذويهم، ووفرنا لهم مناسبة ليقيموا على شرفهم تلك الولائم، وما زال العرب يقولون لو سمحتم إذا أمكن يعني، من لطفكم يعني، من فضلكم يعني؛ أن توقفوا الحرب.. ويجيب الأمريكان والغرب جواباً موحداً قاطعاً: كفوا عن هذا الهراء! (لا.. لا إيقاف للحرب) وكل هذا وذاك يقع في سلة القبح وغياب القيم.
ملالي الظلام يصطادون في الماء العكر
على الرغم من الخراب والدماء والكوارث التي لحقت بأهل غزة جراء عملية طوفان الأقصى الإيرانية الارتجالية المغدورة التي قامت بها فصائل فلسطينية على عهود ووعود كاذبة، فقد غدر بهم الملالي وحزب الله علناً نهاراً جهاراً، وقد كانت التصريحات الأمريكية والغربية وحتى الصهيونية الداعمة لملالي السوء كافية منذ البداية لفهم موقف الملالي وتابعهم حزب الله، وعلى الرغم من هذا كله ما يزال ملالي الظلام الصيادون في الماء العكر يعبثون ويتاجرون بالشعارات وكأنما الحرب ما زالت في بدايتها.
نعم، إن ملالي إيران يستغلون الأزمات الإنسانية لتحقيق أهدافهم السياسية. فقد حاولوا استغلال حرب غزة لتأجيج المشاعر الطائفية في المنطقة، وتعزيز موقفهم في الشرق الأوسط من خلال محاولة ملالي إيران استغلال مشاعر الغضب والألم لدى الفلسطينيين وتأجيج المشاعر الطائفية في المنطقة والترويج للكراهية والعنف والحروب، ولقد حاول الملالي استخدام الشعارات الدينية والوطنية بالباطل لتبرير مواقفهم دون أي اهتمام أو تقيد بحقوق الإنسان أو الشرعية الدولية.
ولعل أبرز مثال على ذلك هو دعم الملالي لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، إذ قدم ملالي إيران دعماً مالياً وعسكرياً لحماس مما ساهم في شق الصف الفلسطيني ودفع بغزة نحو الهاوية.
ثرثرة عار وخداع عبد اللهيان: لا مفر من اتّساع نطاق الحرب
يرى وزير خارجية الملالي حسين أمير عبد اللهيان بأن اتساع نطاق الحرب في غزة "أمر لا مفر منه، ويضيف أن هذا "الاتساع يأتي في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على المدنيين"، وما زال عبد اللهيان يهدد معتقداً أن الحرب في بداياتها حتى إذا حان وقت مساهمته هو وكائنات نظامه؛ سيقول: ماذا نفعل لقد انتهت الحرب؟ وما زال عبد اللهيان يهدد في اتصال له مع وزير خارجية النظام السوري، مساء الجمعة، بأن الفصائل الفلسطينية ومختلف الفصائل في المنطقة جاهزة لمواجهة أي سيناريو مع إسرائيل.. "وربما عدم وجود حدود لسوريا وما عليها من مسلحين مع إسرائيل كان سبباً في نجاتها -أي إسرائيل- من الهلاك والزوال.. والعهدة على الفأرين الخائنين على دفتي الاتصال"، ويضيف أن إسرائيل والولايات المتحدة تتحملان مسؤولية وتبعات التصعيد في غزة. (وكالة "إرنا" للأنباء).
أما الحرسي وحيدي، وزير داخلية الملالي، فلا بد من أن يدلي بدلوه دون حياء أو خجل من جرائمه تجاه الأبرياء العزل في إيران وقتل الأطفال والنساء، ويختبئ أحمد وحيدي ويقول في تصريحاتٍ له إنه لا علاقة لبلاده بالهجمات التي تتعرض لها القواعد والقوات الأميركية في المنطقة، ثم يعود فيقول: "يتعين على أميركا أن تعلم أن تصرفاتها لن تمر دون رد"، في إشارة إلى دعمها المطلق لإسرائيل وحربها على غزة.
أما القديس السفاح رئيس جمهورية الملالي إبراهیم رئیسي فقد قال: إن مقتل نحو 10 آلاف فلسطيني في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على غزة يعتبر جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية ولا ينبغي أن تمر دون عقاب.. لكن يتبين لنا هنا أنه لم يتغير وما زال على ما هو عليه، وما هو معروف عنه، وقد قفز على ثلاثة أمور أولها: هو أن عملية طوفان الأقصى كانت عملية من عمليات الحرس خاصته وقد تابعها هو أيضاً بنفسه بدليل أنه كان أول المتصلين بغزة بعد انتهاء العملية مباشرة، والأمر الثاني هو أنه نسي أن الحديث عن موضوع الإفلات من العقاب على مجازر الإبادة الجماعية لـ 30 ألف سجين سياسي سنة 1988 وألف وخمسمائة شهيد في انتفاضة 2019 وقتل عشرات الأطفال ومئات النساء والشباب في انتفاضة 2022 في إيران يشمله هو أيضاً، والأمر الثالث هو أن أمثاله إن تحلوا بشيء من الحياء وحتى بأي حجم من المنطق فلن يحق لهم التفوه بمثل هذا الحديث إطلاقاً، ولكن بما أن النظام العالمي قد غض الطرف عنه وعن نظامه وعن سلطات الاحتلال في فلسطين المحتلة فلما لا يتحدثون كما يحلو لهم كمجرمين مجازين دولياً.
أما ما جاء من تخاذل في خطاب حزب الله فقد جاء نافياً لصلة حزب الله بالله العزيز الكريم وحتى بالقيم والأعراف وبالعروبة التي يتشدقون بها، أما الإسلام فلم يعرفوه بعد وحمل قيمه ونبله صعبٌ عليهم، وقد انتقد الكثيرون هذا الخطاب إذ كانوا يعوِّلون على موقف هذه الجماعة، ومخطئٌ من يعوِّل عليها حتى ولو كان من باب (ربما).
نحن لسنا بدعاة حرب ولكننا رافضون للظلم والعار وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، ونستطيع أن نقول إن الملالي وزمرهم قد غدروا بالفلسطينيين وخذلوهم وتركوهم يواجهون الجحيم بمفردهم وتعج وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي بهكذا نوع من الحديث الذي يُدين نظام الملالي وأفعالهم، ولا عجب في ذلك فشيمتهم الغدر وهذا أمر معهود فيهم.. أما الحق الذي لا ينتمون إليه فالله ناصره لا محالة.
خلاصة القول
عند جمع كل تلك الثرثرة المخزية الفارغة في سلة واحدة مع الاستناد إلى تصريحات الشيخ الجليل صبحي الطفيلي وجهد بسيط من قراءة الأحداث، والتحليل بمهنية نجد أن كل تلك الشعارات والخطابات متفقٌ عليها بين ملالي الظلام والغرب وما يسمى بـ حزب الله.. وهنا تنطوي رسالتنا وكل مقالتنا على رسالة للعرب والفلسطينيين خاصة مفادها لا تعوِّلوا على ملالي الظلام في طهران فتفشلوا وتندموا ولا تركنوا إليهم في شيء فيصيبكم خسراناً مبيناً وخجلاً أبدياً من أنفسكم.
ليفانت - د. سامي خاطر
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!