الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٨ / أبريل / ٢٠٢٥
Logo
  • طائرات أمريكية تحط في الحسكة.. و"جيا كرد" يؤكد ضرورة مراجعة الإعلان الدستوري

  • يشير تزامن الحراك العسكري الأمريكي مع الجدل حول تشكيل الحكومة السورية الجديدة إلى تعقيدات المشهد السوري، بينما تطالب الإدارة الذاتية بحقوق المكونات وتمثيلها السياسي
طائرات أمريكية تحط في الحسكة.. و
التحالف الدولي

شهدت محافظة الحسكة شمال شرق سوريا نشاطاً عسكرياً لافتاً تمثل بهبوط طائرة شحن أمريكية محملة بمعدات لوجستية وعسكرية في قاعدة غويران، ضمن استراتيجية تعزيز قوات "التحالف الدولي" لمواقعها في مناطق شرق الفرات.

وتزامن ذلك مع رصد طائرة شحن أمريكية أخرى تحمل معدات متطورة تهبط في قاعدة "خراب الجير" بريف المالكية شمال الحسكة، في ظل تكثيف التحليق الجوي للطائرات الحربية فوق المنطقة لضمان تأمين عملية الهبوط، مما يعكس استمرار الاهتمام الأمريكي بتعزيز الوجود العسكري في المنطقة.

ويأتي هذا النشاط العسكري المتزايد وسط جدل سياسي واسع حول تشكيل الحكومة السورية الجديدة، والتي أثارت ردود فعل متباينة، كان أبرزها موقف الإدارة الذاتية التي اعتبرت أن التشكيلة الحكومية لا تعكس التنوع السياسي والتمثيل الحقيقي لمكونات المجتمع السوري.

ونوه القيادي في الإدارة الذاتية بدران جيا كرد، في تصريحات خاصة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن "السوريين انتظروا تشكيل الحكومة المؤقتة الجديدة وكانوا على أمل أن تكون مختلفة عن الحكومات السابقة في سوريا في زمن حكم حزب البعث وكذلك حكومة تصريف الأعمال المنتهية”.

واستدرك جيا كرد قائلاً: "لكن هذه الحكومة لم تلبي الآمال المنشودة التي تتمثل بتشكيل حكومة جامعة للسوريين وممثلة للجميع وفق للخارطة السياسية والميدانية الراهنة، لذا انتقدت الإدارة الذاتية آلية تشكيلها وما نتج عنها”.

وأشار إلى أن الحكومة الجديدة المكونة من 22 حقيبة وزارية، ذهبت غالبية حقائبها، خاصة السيادية منها، لمكون وطرف واحد، دون مراعاة الاختلاف والتنوع السياسي والقومي والديني في البلاد، مما يثير تساؤلات حول مستقبل التمثيل السياسي للمكونات المختلفة.

وعبر جيا كرد عن قلقه من غياب تمثيل حقيقي لغالبية فئات المجتمع السوري في الحكومة الجديدة، مشيراً إلى انعدام وجود القوى السياسية الكردية وضعف تمثيل العلويين والدروز، فضلاً عن حصر الحقائب الوزارية السيادية بيد شخصيات مقربة من هيئة تحرير الشام.

وصرح القيادي الكردي محذراً: "بالطبع الاستمرار في نهج السلطة المحتكرة للصلاحيات وإقصاء الآخرين سيشكل تهديداً مباشراً على العملية السياسية في البلاد والتي نتطلع إليها، لكن سننتظر أفعال هذه الحكومة”.

واستطرد: "وإن لم تتمكن من تغير نظرتها لمستقبل سوريا وحصر أدائها في خدمة لون واحد وطرف واحد، هذا بلا شك سيشكل بداية إعادة إنتاج النظام السابق لكن بصبغة دينية، وقتها لن نكون ملزمين بقراراتها أو قوانينها”.

وفيما يتعلق بالإعلان الدستوري الذي لا يزال محل جدل واسع، أكد جيا كرد أنه جاء مخيباً للآمال ولم يرتق لأهداف الثورة السورية، قائلاً: "لم يتم التطرق لحقوق المكونات والشعوب المختلفة من كرد ودروز وسريان وأشوريين وغيرهم”.

ولفت إلى أن الإعلان الدستوري لم يتوافق مع الاتفاق الموقع بين شمال وشرق سوريا والسلطة السورية، خاصة البند المتعلق بخصوصية المكون الكردي وضرورة ضمان حقوق الكرد وباقي المكونات في الدستور السوري الجديد.

وشدد على أن "النظر في صياغة الإعلان الدستوري بات ضرورة لتشريك جميع المكونات حتى لا نعود إلى العهد السابق"، مضيفاً أن الإدارة الذاتية مستعدة للحوار وإيجاد مساحة مشتركة بين السوريين وفق أسس وطنية تفضي لبناء نظام سياسي تعددي لا مركزي.

وكشف جيا كرد عن توجه وفد كردي مشترك إلى دمشق في المستقبل القريب لمناقشة القضية الكردية، متوقعاً أن "تفضي هذه المناقشات والحوارات إلى تعديل الإعلان الدستوري وتضمين حقوق الشعب الكردي ضمنها”.

وبشأن ملف مخيم الهول الذي يعد أحد أبرز التحديات الأمنية في المنطقة، أوضح القيادي أنه ملف مرتبط بمكافحة الإرهاب ويتطلب حلولاً متكاملة من المجتمع الدولي بالتشارك مع إدارة إقليم شمال وشرق سوريا، مستبعداً إمكانية حله في المستقبل القريب.

وأكد أن "قوات سوريا الديمقراطية بوصفها قوة عسكرية موثوقة وشريك للتحالف الدولي لمناهضة داعش ستستمر في إدارة هذا الملف الحساس برغم تعقيداته"، مشيراً إلى سعي الإدارة الذاتية لطرح بعض الحلول، مثل إتاحة المجال للسوريين الراغبين بالعودة لمناطقهم بالخروج من المخيم.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!