-
سبات الشتاء للنظام: نهاية عصر الصولة وعرض القوة

بعد أن کان النظام الإيراني يصول ويجول ويهدد بصورة مباشرة وغير مباشرة مصورا نفسه کقوة لا يمکن قهرها بل وحتى وصل به المطاف لوصف نفسه کقوة عظمى، لکنه وبعد الذي حدث وجرى خلال العامين السابقين، فإن حالة النشاط والمثابرة والعنفوان التي يحرص على الظهور بها تبدو على الاغلب بأنها قد تآکلت ولم يعد هناك إستعراض للعضلات والقوة المفرطة کما کان الحال في السابق وإنما صار التقوقع والانطواء على النفس هو الذي يغلب على النظام.
حالة التقوقع والإنطواء لم تعد حکرا على النظام الإيراني بل إنها قد إمتدت الى أذرعه المتهالکة والقلقة مما يخبئ لها الدهر، ولعل الزيارة الاخيرة التي قام بها اسماعيل قاآني قائد قوة القدس، للعراق وما قد تم ذکره وإستخلاصه عنها ولاسيما من حيث تأکيده على الميليشيات التابعة له في العراق على إلتزام حالة الصمت والهدوء، قد أکد بکل وضوح إن النظام يعلم جيدا بأن أيام الطيش والنزاقة له ولوکلائه قد ولت الى غير رجعة بل وحتى إن النظام ليس قد أصبح يخاف ويحذر فقط مما قد يبدر من وکلائه في المنطقة من نشاطات وتحرکات بل ووصل الامر به الى حد السعي للتخلي عن وکلائه في حال تأثير نشاطاتهم عليه.
والذي يدل ويثبت حقيقة إن النظام الإيراني يشعر بحالة من الخوف والرهبة من إحتمال تأثير نشاطات وتحرکات وکلائه عليه وحذره البالغ من ذلك قد تبين مما نقلته صحيفة "تلغراف" البريطانية الخميس 3 أبريل (نيسان) عن "مسؤول رفيع" في إيران قوله إن طهران قررت سحب قواتها العسكرية من اليمن ووقف دعمها لجماعة الحوثيين، بالتزامن مع تكثيف الولايات المتحدة ضرباتها الجوية ضد الحوثيين وتحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيران بضرورة وقف دعمها لهذه الجماعة. وأكد المسؤول الإيراني، الذي لم تكشف الصحيفة هويته، أن هذا القرار اتخذ بهدف "تجنب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة في حال مقتل جندي إيراني"!
ما يجري حاليا ليس حالة نادرة أو طارئة تمر بالنظام إذ أن هذا النظام وکلما واجه خطرا وجوديا أو إحتمال خوض مواجهة هو ليس في مستواها، فإنه يلجأ الى تحاشيها ويکف عن النشاطات والتحرکات التي تخل بالامن والاستقرار في المنطقة والعالم کما حدث خلال فترة رئاسة ترامب الاولى، لکن وفي نفس الوقت لابد أيضا من التنويه عن إن الفترة الحالية هي الاکثر تأثيرا على النظام من حيث قلقه وتخوفه إذ يبدو کثعبان في حالة سبات لأنه يعلم جيدا بأن أي تحرك ونشاط له بالسياق والاسلوب الذي کان يتبعه خلال الاعوام السابقة سوف يرتد هذه المرة عليه أکثر سلبية من أي حالات مماثلة أخرى ولکن، المشکلة تکمن في إن هذا السبات قد يطول کثيرا بما يٶثر على دورة حياته!
ليفانت: حسين عابديني
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!