-
رصاص "الجندرمة" التركية يقتل ويصيب سكان المخيمات شمالي إدلب
رصاص "الجندرمة" التركية يقتل ويصيب سكان المخيمات شمالي إدلب
خاص ليفانت - الحدود السورية التركية
يبدو أن هروب المهجرين في الشمال السوري من قصف الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري وروسيا رغبة منهم في الحياة، لم يكن ذا جدوى، إذ أن الموت يلاحقهم أينما حلوا وكيفما ارتحلوا، فعلى الرغم من وجودهم بالقرب من دولة الضامن التركي الذي لطالما صرح بأنه يسعى لحماية المدنيين في المنطقة، إلا أن رصاص حرس حدوده (الجندرمة) لا يزال يحصد أرواح السوريين من خلال استهدافهم للمخيمات القريبة من الحدود، إضافة إلى الذين يحاولون الدخول إلى تركيا عبر طرق "التهريب".
فعلى بعد أمتار قليلة من الجدار العازل الذي شيدته تركيا بهدف منع السوريين الهاربين من أتون الحرب من الدخول إلى أرضيها، يقطن آلاف المهجرين والنازحين في مخيمات عشوائية ويعانون من أوضاع إنسانية متردية، الجدار العازل الذي زاد في معاناتهم حيث تتكرر حالات استهداف حرس الحدود التركي للمخيمات، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من المدنيين بينهم أطفال ونساء، والتي كان أخرها حادثتين خلال اليومين الماضين أسفرت عن مقتل امرأة نازحة من حماة، وإصابة شاب مهجر من حمص بإصابة بليغة.
كما أفاد مصدر خاص لـ " ليفانت " من داخل مخيم كفرلوسين القريب من الحدود التركية شمالي إدلب ، أن حرس الحدود التركي قد استهدف أمس "الأربعاء " أطرف المخيم بعدة رشقات من الرصاص ، مما أدى إلى إصابة الشاب " محمد السبسبي " و أحد مهجري مدينة الحولة في ريف حمص الشمالي .
وأوضح المصدر أن "الطلقة أصابت الشاب في الرأس أثناء تواجده داخل خيمته مع صديقه، وهو في حالة حرجة للغاية نُقل على إثرها إلى نقطة طبية عن طريق سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر، وسط توقعات طبية بوفاته نتيجة خطورة الإصابة".
وأضاف مصدرنا أن "الأهالي في مخيم كفرلوسين خرجوا في مظاهرة احتجاجاً على عمليات إطلاق الرصاص باتجاه قاطني المخيم التي تنفذها قوات حرس الحدود التركي، وطالبوا الرئيس التركي بوقف تلك العمليات التي تسببت بقتل وجرح العديد من المدنيين خلال الفترة السابقة، بالإضافة إلى إزالة النقطة العسكرية التركية القريبة من المخيم".
وتأتي هذه الحادثة، بعد يوم من مقتل امرأة نازحة من مدينة "قلعة المضيق" وإصابة طفل بجروح، نتيجة إطلاق الرصاص من نقطة حرس الحدود التركي بشكل مفاجئ باتجاه مخيم "سواعد الإخاء" قرب قرية كفرلوسين، دون معرفة أسباب إطلاق النار، حيث أكدت مصادر من داخل المخيم أن المرأة التي قتلت والطفل المصاب لم يحاولا العبور إلى تركيا، وإنما أصيبا برصاص عشوائي من "الجندرمة" على المخيم.
وتداول على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو مصور يُظهر تلقي الزوج خبر مقتل زوجته وتجمع الناس في المخيم حوله، حيث بدا وهو يضمُّ طفلته الصغيرة بشدة ويصرخ "جولي يا قلب قلبي"، وهي تبكي تُريد أمها، وكاد أن يُغمى عليه من هول الصدمة.
وفي مطلع شهر نيسان الماضي، قتل مدنيان أحدهما طفلة وحرج آخرون من عائلة واحدة، جراء رصاص عناصر "الجندرمة" التركية قرب معبر "باب الهوى" شمالي إدلب، كما سبق أن قتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل أواخر شهر تموز عام 2018 برصاص حرس الحدود أيضاً، أثناء محاولتهم العبور إلى تركيا.
وشهدت الحدود التركية السورية مقتل عدد من الأهالي نتيجة إطلاق النار عليهم من “الجندرمة” التركية أثناء محاولتهم العبور إلى داخل الأراضي التركية هرباً من الحرب، في إطار تشديدها الأمني وبناء جدار عازل على طول حدودها البالغة الطول 911 كم لمنع "الهجرة غير الشرعية".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن 386 شخصاً قتلوا على يد حرس الحدودي التركية منذ عام 2011، بينهم 73 طفلاً و35 امرأة، إلى جانب تعرض المئات لإصابات مختلفة أثناء عبورهم الشريط الحدودي جراء الاعتداء عليهم من قبل الجنود الأتراك.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" طالبت في وقتٍ سابق، السلطات التركية بالتوقف عن صد اللاجئين السوريين على الحدود بين البلدين، والتحقيق في استخدام "القوة المفرطة" مِن قبل حرس الحدود.
يشار إلى أن العديد مِن السوريين يحاولون العبور إلى تركيا باعتبارها الملاذ الآمن الوحيد لهم، هرباً من بطش قوات النظام السوري وويلات القصف والتفجيرات في الشمال السوري، بعد إغلاق الأخيرة حدودها منذ العام 2015، الأمر الذي يعرّض معظم السوريين لمخاطر السرقة مِن قبل "المهربين"، والموت إمّا قنصاً مِن قبل "الجندرمة" التركية أو على يد "مهربين"، أو نتيجة الأحوال الجوية السيئة كالموت مِن شدّة البرد.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!