-
خفايا الدور التركي في كاراباخ.. التحضيرات للعملية بدأت قبل سبعة أشهر
ليفانت- خاص
خلال أقل من شهر، تحوّل التصاعد الأخير للصراع في ناغوني كاراباخ إلى واحدٍ من أعنف الحروب الحديثة، حيث لم تسفر المبادرات الدولية عن تسويةٍ للوضع، إلا خلال فترات قصيرة لوقفِ إطلاق النار، تبعها استئناف الاشتباكات الشرسة، لأنّ أذربيجان تصرّ على “الحل النهائي” للمنطقة المتنازع عليها.
مع تطوّر الصراع، تظهر تفاصيل الدور التركي في دعم العملية الأذربيجانية أكثر فأكثر، إذ لا تشكل الإجراءات التي تتخذها السلطات التركية في إطار القانون، مثل تقديم طائرات بدون طيار /بير قدار تي بي 2 / لأذربيجان، إلا جزءاً صغيراً من الجهود التركية، بينما يمثّل الجزء الأكبر منها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
اقرأ المزيد: أرمينيا تؤكد: قوّات تركيّة خاصة تُشارك بالقتال في قره باغ
أفضل مثال على ذلك التصرف الخطير والاستفزازي، هو دور تركيا في نقل المسلحين السوريين، إلى أذربيجان بهدف استخدامهم في أعنف المعارك.
في بداية الأمر نفى المسؤولون الأتراك والأذربيجانيون على حد سواء، وجود المرتزقة السوريين في ناغورني كاراباخ، وبقيت هذه المزاعم غير مؤكّدة، حتى نشر العديد من الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي للمسلّحين نفسهم.
بعد ظهور عديد من الأدلة، لقيت قصة المرتزقة السوريين اهتمام وسائل الإعلام العالمية، ونشرت بي بي سي وغارديان وغيرها في سبتمبر/أيلول تقارير، أكّدت أن المئات من السوريين سافروا إلى أذربيجان للقتال ضد القوات الأرمينية، وأثبتت هذه التقارير الأخبار التي ظهرت في وسائل إعلام النظام السوري، في أغسطس/آب.
تشير المعلومات إلى أن عشرات من المسلحين، كان مظهرهم يشبه مظهر عناصر فصائل الجيش الوطني السوري المدعومة بتركيا، وصلوا إلى مدينتين نخجوان وسومقاييت في أواخير فبراير/شباط، وأوائل مارس/آذار الجاري، وتمّ نقلهم بالباصات لشركة نقل تركية “آراس”.وفي أبريل/نيسان وصلت المجموعة الثانية من المسلحين إلى نخجوان.
اقرأ المزيد: انتهاكات تركيا المسكوت عنها.. تحويل إدلب إلى مسرحٍ للفوضى!
يبدو أن تركيا ما زالت ترسل مجموعات صغيرة من السوريين إلى أذربيجان، خلال ستة شهور على الأقل. شارك بعض هولاء المسلحين في التدريبات العسكرية التركية الأذربيجانية، في أغسطس/آب شهرين، قبل اندلاع العنف في ناغورني كاراباخ.
استضافت أذربيجان ليس فقط عناصر الفصائل التي تتميز بعلاقة وثيقة مع تركيا مثل لواء سلطان مراد، ولواء سليمان شاه الذي يقاتل تحت الأوامر التركية في ليبيا، بل مسلحين إيغور للحزب الإسلامي التركستاني، الذي يعتبر منظمة أرهابية مصنفة دولياً، ويتّخذمن مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب السوريةمقراً له.
قبل المغادرة لأذربيجان، توجّه نحو 30 إرهابي إلى قرية الجانودية في إدلب لدورة التدريب العسكري، ثم سافروا إلى باكو مع عائلاتهم على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية من أنطاكيا.
وتبلغ مكافأة المقاتلين الإيغور بين 700-500 دولار في الشهر الواحد، بينما يحصل عناصر لواء سلطان مراد وفصائل الجيش الوطني السوري الأخرى، المكونة من التركمان السوريين 2000 دولار مقابل القتال في ناغورني كاراباخ.
لم يكن التدخل التركي في الصراع في ناغورني كاراباخ سرّاً منذ بدايته، لكن تشير التفاصيل الجديدة إلى أن نطاق التخطيط والتجهيز للعملية الأذربيجانية التركية المشتركة، كان أوسع بكثير مما كان يُعتقد سابقاً. بالإضافة إلى ذلك، سهلت أنقرة حركة عناصر المنظمة المصنفة دولياً على أنّها منظمة إرهابية، ما يساهم في إنشاء مرتع الإرهاب الدولي في منطقة جنوب القوقاز.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!