الوضع المظلم
الأربعاء ٠٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • جنوب سوريا.. انتشار المخدرات كآفة للتعاطي والتهريب للجوار

جنوب سوريا.. انتشار المخدرات كآفة للتعاطي والتهريب للجوار
درعا_ حاجز لقوات النظام/ المرصد السوري

تتوسع أعداد المدمنين على المواد المخدرة في مناطق جنوب سوريا بشكل مخيف، وسط غياب سلطات النظام والمحلية، وعجزها عن معالجة تلك الآفة، كما أضحت تجارة المخدرات في المنطقة شيئاً مألوفاً، حيث انتشر ترويجها في أغلب المدن والبلدات جنوب سوريا، ومنها مدينة درعا، بوابة سوريا إلى الأردن، مع ارتفاع ملحوظ في مدينة السويداء المحاذية كذلك للأردن، لتتحول المنطقة تدريجياً من منطقة انتشرت فيها المخدرات بأنواعها إلى منطقة ممر لتهريب تلك المواد إلى دول أخرى.

وأمام ذلك الواقع وتفاقم الظاهرة، فإن الكثير من المناطق في جنوب سوريا دقّت ناقوس خطر تفشي المخدرات في أوساطها عقب أن وصل إلى طلاب المدارس والجامعات، حتى إن تلك الظاهرة وخطورتها أصبحت تُلقى لها خطباً في المساجد، ودعوات إلى حماية المجتمع والتوعية والمراقبة للشباب من خطر المخدرات.

اقرأ أيضاً: جاهزية روسية للأردن: سنعيد "الاستقرار" لجنوب سوريا

وكان مجموعة من وجهاء وأعيان محافظة درعا قد أشاروا مؤخراً إلى أهمية مكافحة ظاهرة انتشار المخدرات، والقضاء على منابعها هي الخطوة الأولى في حماية المجتمع، وتفعيل وسائل مراقبة وملاحقة وتفتيش للكشف عن المتورطين، وعدم السكوت أو التظليل على أحد من أبناء عشائر درعا يتعاطى أو يتاجر أو يهرب المخدرات وإنزال أقصى العقوبات بحقه.

وذكر الناشط مهند العبد الله، من مدينة درعا، لـصحيفة الشرق الأوسط، إن الحرب لها مخلفات كثيرة، أهمها الانفلات الأمني وانتشار السلاح والمخدرات في كلّ مناطق الحروب في العالم، وحساسية جغرافية منطقة جنوب سوريا جعلها مقصداً لكلّ المروجين وتجار المخدرات وحتى الطامعين بعمليات سياسية إقليمية ودولية، بوصفها المحاذية للاحتلال الإسرائيلي من جهات غربية وملاصقة للأردن ومركز الانطلاق إلى دول عربية.

مضيفاً: "ونحن نتحدث عن منطقة عصفت فيها الحرب أكثر من عشر سنوات وعانت كل إرهاصات الحرب السورية بجميع أطرافها المعارضة والموالية والمتشددة، فأصبح جل الشباب فيها يواجه ويلات العنف والبطالة والفقر والتهميش، واستغلت عصابات تجارة المخدرات في سوريا هذه المنطقة الاستراتيجية بموقعها الجغرافي، والحالة الأمنية العشوائية فيها وعدم الاستقرار الذي لا تزال تعاني منه".

لافتاً إلى أن "ظاهرة المخدرات وانتشارها كانا لافتين منذ عام 2013 وكانا جزءاً من آلة الحرب عند بعض المقاتلين نتيجة الحالة النفسية التي وصلوا إليها من كثرة المعارك التي شهدتها المنطقة في تلك المرحلة، وما تعطيه هذه المواد المخدرة من تأثيرات كيماوية على الجسم وغدده وأعصابه؛ فمنها ما يمنح الشعور بالراحة، وأخرى تؤثر على الدماغ والعقل لفقد الإحساس بالخوف والألم، ولكنها أصبحت تتصاعد وتتكاثر عقب عام 2018 وتغير القوى المسيطرة، وتوجه ميليشيات (حزب الله) وإيران وروسيا مطامعها إلى المنطقة، وأخذت كل من هذه القوة النافذة في سوريا وعلى النظام فيها يعمل في المنطقة كما يشاء ويرى، من تجنيد عسكري لشبابها، وعمليات انتقامية وتصفيات، والاقتراب من الحدود، وانتشار للمخدرات".

درعا \ أرشيفية

وقال ضباط من الجيش الأردني أمام مجموعة من الصحافيين خلال زيارة المنطقة الحدودية مع سوريا بأن الأردن تخوض حرباً غير معلنة مع المهربين ومن يقف خلفهم، نيابةً عن دول المنطقة والعالم بأسره، وأن الجيش الأردني رصد 160 شبكة تهريب تعمل في مناطق الجنوب السوري، وأن مجموعات المهربين سابقاً كانت تتكون من 3 إلى 6 أشخاص، فيما قد تصل الآن إلى 200 شخص يستعملون تكتيكات وعمليات خداع وتمويه.

ونوه إلى تعاون بعض المفارز الحدودية التابعة لقوات النظام السوري مع المهربين وتقديمها حماية وتسهيلات لهم، معداً أنه لا جزم بأن ذلك يجري بتعليمات من سلطات النظام السوري، ربما هي حالات فساد على مستوى تلك المخافر.

ليفانت-الشرق الأوسط

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!