-
تشكيك دولي بوعود "هيئة تحرير الشام" حول حماية الأقليات في سوريا
-
يؤشر سعي هيئة تحرير الشام لتحسين صورتها على محاولات التنظيم التكيف مع المتغيرات السياسية دون تغيير جوهري في عقيدته المتطرفة
أثارت تعهدات هيئة تحرير الشام، باحترام حقوق الأقليات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، موجة من التشكيك الدولي، وسط تحذيرات من اعتبار هذه الوعود محاولة لتجميل صورة التنظيم المصنف إرهابياً.
وتزامنت تصريحات أبو محمد الجولاني، مع توسع سيطرة مجموعته على مناطق واسعة في شمال سوريا، شملت مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية وعاصمتها الاقتصادية.
وتخضع حالياً نحو 4 ملايين نسمة لحكم التنظيم في محافظة إدلب وأجزاء من حلب وحماة، معظمهم من النازحين والمهجرين، في وقت يسعى فيه التنظيم لتوسيع نفوذه في مناطق تضم تنوعاً عرقياً ودينياً.
وكشفت الإحصاءات التقريبية أن العرب السنة يشكلون حوالي 70% من سكان سوريا البالغ عددهم 25 مليون نسمة، بينما تتوزع النسبة المتبقية بين العلويين (10%) والأكراد والمسيحيين والدروز.
اقرأ أيضاً: العراق وسوريا: مقتل وإصابة 3 من قوات التحالف بمواجهات مع داعش
ويرى جيروم دريفون، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، أن التنظيم يحاول إظهار انفتاح على الأقليات في إدلب، مستشهداً بالسماح للمسيحيين بممارسة شعائرهم وإعادة بعض الممتلكات لأصحابها.
لكن هبة زيادين، الباحثة في هيومن رايتس ووتش، حذرت من أن مخاوف الأقليات تستند إلى سجل انتهاكات موثق للتنظيم، يشمل العنف المنهجي والتهجير القسري وتدمير التراث الثقافي والديني.
وأكد محلل شؤون الشرق الأوسط غيدو شتاينبرغ أن وجود العناصر الجهادية في صفوف التنظيم ينذر بـ"فترة من حكم الإرهاب"، خاصة في المناطق ذات التنوع السكاني مثل حلب.
ويشير خبراء إلى أن محاولات التنظيم تلميع صورته تأتي في سياق سعيه لإقامة علاقات استراتيجية مع دول إقليمية، رغم استمرار تصنيفه كمنظمة إرهابية.
وشددت هيومن رايتس ووتش على ضرورة التزام جميع الأطراف بالقانون الإنساني الدولي، محذرة من تكرار الانتهاكات السابقة التي أدت إلى أضرار مدمرة وطويلة الأمد للمدنيين.
ويؤكد آدم كوغل، نائب مدير منطقة الشرق الأوسط في المنظمة الحقوقية، أن الحكم على نوايا التنظيم سيكون من خلال أفعاله وليس تصريحاته.
وتختم زيادين بأن "الديناميكيات الطائفية تشكل بشكل كبير التجارب المعاشة للجماعات العرقية والدينية التي غالباً ما تقع في دائرة من الخوف والنزوح والقمع"، محذرة من استمرار معاناة الأقليات في ظل سيطرة التنظيمات المتطرفة.
ليفانت-وكالات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!