-
تركيا تحاصر وتساوم على مصير اللاجئين من لبنان: ابتزاز للقبول بالأسد
-
يبرز تخيير تركيا للسوريين بين التطبيع مع النظام السوري وإغلاق المعابر نهجاً سياسياً خطيراً يتجاهل حقوق الإنسان ويعمق جراح الشعب السوري
شهد معبر عون الدادات الحدودي واقعة إنسانية مروعة تجسدت في اضطرار امرأة سورية نازحة لوضع مولودها في ظروف قاسية، عقب إغلاق المعبر بقرار تركي مثير للجدل، في أعقاب نزوح المرأة للمرة الثانية من لبنان، فارة من أتون الاضطرابات التي تعصف بالمنطقة.
وأفادت مصادر مطلعة أن إغلاق المعبر من الجانب التركي جاء في إطار ما وصفته بـ"سياسة الابتزاز" التي تنتهجها أنقرة، فقد عمدت السلطات التركية إلى تخيير السوريين بين خيارين كلاهما مر: إما القبول بالتطبيع مع نظام الأسد وفتح معبر أبو الزندين، أو مواجهة إغلاق معبر عون الدادات أمام حركة النازحين.
اقرأ أيضاً: إعادة فتح معبريّ أم جلود وعون الدادات في منبج بعد إغلاق دام لمدة ثلاثة أشهر
وقد أثار هذا النهج التركي موجة من السخط والاستنكار، إذ يرى محللون أن تركيا تستغل بشكل فج معاناة اللاجئين كورقة ضغط سياسية، متجاهلة التداعيات الإنسانية الوخيمة لقراراتها على أرواح الأبرياء، كما أن هذه السياسة تعكس تناقضاً صارخاً بين ادعاءات أنقرة بدعم الشعب السوري وممارساتها الفعلية على أرض الواقع.
وفي خضم هذه الأزمة، برزت دعوات عاجلة من منظمات حقوقية وإنسانية لوقف استخدام المدنيين كأدوات في لعبة المصالح السياسية، وطالب ناشطون سوريون الجهات المسؤولة في مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غرب البلاد، بضرورة فتح المعابر الحدودية فوراً وتوفير ممرات آمنة للنازحين، مشددة على أن الحق في الحياة والكرامة الإنسانية يجب أن يعلو فوق أي اعتبارات سياسية.
وتأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء مجدداً على المأزق الإنساني الذي يواجهه اللاجئون السوريون، الذين يجدون أنفسهم ضحايا لصراعات إقليمية معقدة، كما تثير تساؤلات جدية حول مدى التزام تركيا بواجباتها الأخلاقية والقانونية تجاه اللاجئين، وتدعو إلى مراجعة شاملة للسياسات التركية في التعامل مع الأزمة السورية.
ليفانت-متابعة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!