-
برلين.. انعقاد الجلسة الثانية لمحاكمة المتهم بمجزرة "مخيم اليرموك"
عقدت المحكمة الخاصة بالمتهم بمجزرة "مخيم اليرموك"، (موفق. د) في العاصمة الألمانية برلين جلستها الثانية، وذلك يوم الجمعة الواقع في 26 آب.
وفي تفاصيل الجلسة، بدأت الجلسة في الساعة التاسعة والنصف، حيث أدلى الشاهد أنور البني بشهادته. والشاهد هو محامي سوري، ورئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية الذي ساهم ببناء ملف القضية.
ومع بدأ المحكمة، توجهت قاضية الجلسة بسؤال المحامي البني عن تاريخ حياته، وطبيعة عمله في ألمانيا، ودوره في القضية الحالية
وأجاب البني بعرض عمله بالمحاماة والدفاع عن حقوق المعتقلين والمعتقلات في سوريا، ومشاركته بتأسيس الجمعية السورية لحقوق الإنسان، وبعدها تأسيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية عام 2004 بعد حملة الاعتقالات التي طالت بعض مؤسسي الجمعية.
وأوضح البني، بأنه اختار اسم للمركز لا يذكر فيه صراحة "حقوق الإنسان" مراعاة للظروف الأمنية القاهرة، مع أن عمل المركز الأول كان بحقوق الإنسان والدفاع عن المعتقلين.
كما تحدث عن تاريخ اعتقاله لأسباب سياسة من عام 2006 حتى عام 2011، وظروف ملاحقته من قبل الأمن عام 2004 مما أدى لهروبه خارج سوريا ووصوله لألمانيا، وكيف قام بتسجيل المركز في ألمانيا عام 2015.
اقرأ أيضاً: مجرمو الحرب في سوريا يمثلون أمام القضاء الألماني.. حصار وتجويع مخيم اليرموك
بعد ذلك، سألت القاضية عن عمل المركز بجمع الشهود والأدلة، وخاصة بهذه القضية، وسألت مع من يتعاون المركز؟
وبيّن المحامي البني في معرض إجابته، أن من أهداف المركز مساعدة الضحايا للوصول للعدالة، ومن أجل ذلك فإن المركز يستمع ويوثق شهادات الضحايا والشهود بشكل غير رسمي، ولكن ضمن معايير محددة.
وأكد على أن المركز يتأكد من مصداقية الشهود والشهادات، وكيف يتحقق لمعرفة وكشف إذا كان الشاهد بالمقابلة يذكر معلومات صادقة أم لا، بالاعتماد على خبرة عناصر المركز بالوضع السوري، وعبر إجراء تقاطع للمعلومات المتعددة التي يحصلها المركز.
كما نوّه البني إلى أن المركز يتعاون مع منظمات أخرى للوصول لأدلة أو تقارير أو وثائق تدعم الشهادات والملفات التي يعدها، مثل المركز السوري لحرية الإعلام والتعبير، وهيومن رايتس ووتش، والشبكة السورية لحقوق الإنسان، وجمعية الأرشيف السوري ومجموعة قيصر.
أما فيما يتعلق بسؤال حول مصدر تمويل المركز، فأجاب البني: "مؤسسة الأصفري، ومؤسسة ميديكو الألمانية، وأمنيستي ألمانيا، والصندوق الوطني لدعم الديمقراطية، والمعهد الجمهوري الدولي".
ورداً على سؤال عن من يترجم الشهادات لإرسالها للمدعي العام قال البني أن المركز يقوم بجمع الشهادات وتتم ترجمتها إلى اللغة الألمانية بمساعدة اثنين من الطلاب في الجامعة الألمانية، وبعدها يرسل الملف بما يتضمن مختصر للشهادات باللغة الألمانية، وصور وفيديوهات وتقارير، إلى المدعي العام؛ والذي بدوره يقرر إما استدعاء الشهود لسماع شهادتهم رسميا، وهنا يقوم المركز بدعم الشهود للتواصل مع محامي ألماني لتمثيلهم والحضور معهم أمام المدعي العام، ومن ثم تستكمل الإجراءات من توقيف المتهم واتهامه وبدء محاكمة علنية، أو لا يتخذ المدعي العام أي إجراء، وبكلا الحالتين فإن دور المركز يتوقف هنا.
وبعد استراحة لمدة 15 دقيقة، سألت رئيسة المحكمة الشاهد عن معرفته بالمتهم، وبحركة فلسطين حرة وبالمجزرة التي حصلت موضوع القضية؟
فأجاب الشاهد بأنه لا يعرف المتهم ولكنه يعرف عن الحركة، ويعرف شخصياً رئيسها ياسر قشلق. وشرح سبب المعرفة، ووضح أنه كان في دمشق إثناء وقوع المجزرة، وكان يتابع أخبار حصار المخيم كما كان يتابع المجازر التي يرتكبها النظام في كل مكان في سوريا (وذكر كأمثلة الغوطة، وداريا، وغيرهما) وأنه يتذكر مجزرة المخيم لأنها كانت كبيرة.
وهنا سألت القاضية الشاهد إن كان لديه معلومات عن مصير الطفل الذي أصيب بالمجزرة وأين أصبح؟، فقال الشاهد بأن ليس لديه أي معلومات عن مصيره، فأوضحت القاضية أن هذا السؤال من أجل معلوماتها.
وبعدها طلبت القاضية من جهة الدفاع عن المتهم توجيه أسئلته للشاهد، فبدأ محامي الدفاع عن المتهم بسؤال الشاهد عن بعض أسماء الشهود حيث سأل بطريقة مباشرة عن (فراس. ش)، و(أمجد.ح) وغيرهما. فأجابه البني: "هذه الأسماء من محكمة كوبلنز، ونحن الآن بمحاكمة أخرى، ووجودنا هنا لملف وقضية مختلفة تماماً".
الأمر الذي استدعى القاضية للاستفسار من محامي الدفاع عن سبب طرحه لهذه الأسماء، ولتوقف بعدها المحاكمة لمدة 15 دقيقة للمشاورة بين المحامين حول أحقية محامي الدفاع بالسؤال. وبعد المشورة، عادت المحكمة للانعقاد وأعلنت القاضية عدم قبول السؤال لأنه لا علاقة له بالقضية.
وبعدها سأل محامي الدفاع الشاهد عن أسماء الشهود في هذه القضية وعن معرفته بهم، وماذا يتذكر من شهاداتهم. وتذكر البني بعضهم وذكر قصة أحد الشهود الراسخة في ذهنه لشدة قسوتها! فسأل محامي الدفاع إن كان الشاهد يعرض صور المتهم على الشهود للتعرف عليه؟ فأجاب الشاهد بالنفي، وقال إن الشهود والضحايا هم من يجلبون معهم صورا وأدلة ووثائق لضمها للملف وليس العكس.
وفي نهاية الجلسة كررت القاضية إن سماع الشهود سينتهي في العاشر من نوفمبر، تشرين الثاني المقبل. وحددت يوم 22 كانون الأول لعرض الفيديوهات والصور على أطراف القضية، كما حددت الجلسة القادمة بتاريخ 8 أيلول 2022 لسماع أحد شهود الادعاء. وانتهت الجلسة تمام الساعة 12:31 ظهراً.
الجدير بالذكر، أن الجلسة الأولى عقد بتاريخ 25/8/2022، وقام الادعاء العام في أول الجلسة بالإضاءة على تاريخ مخيم اليرموك في مدينة دمشق، وكيفية تشكل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة" في سوريا. ومن ثم تم ذكر جميع المعلومات الشخصية عن المتهم، مثل تاريخ ميلاده وحالته العائلية ومكان سكنه في برلين.
المعلومات الشخصية:
تاريخ الميلاد: ٢٠/٧/١٩٦٧
مكان الولادة: مخيم اليرموك في مدينة دمشق السورية.
الحالة العائلية: متزوج.
مكان الإقامة الحالي: برلين، ألمانيا.
فيما بعد أوضح الادعاء العام الألماني التهم الموجهة على المدعي عليه وهي ثلاث تهم أساسية:
التهمة الأولي، هي هجمات عسكرية على أفراد ومجموعات مدنية، سقط نتيجتها ٧ مدنيين بينهم طفل.
التهمة الثانية، هي الإيذاء الجسدي ل 30 مدني.
التهمة الثالثة، هي الشروع بالقتل.
بعدها تم شرح تفاصيل الجريمة المنسوبة للمتهم التي جرت يوم ٢٣/٣/٢٠١٤ في دمشق في مخيم اليرموك، عند ساحة الريجي أثناء توزيع السلل الغذائية للمدنيين من قبل وكالة الغوث الدولية UNRWA، حيث قام المتهم بتصويب قذيفة واحدة على الأقل من نوع RBG بدافع مباشر للقتل خلال عمله في الجناح العسكري لحركة "فلسطين حرة" بقيادة ياسر قشلق وسائد عبد العال، على تجمع من المدنيين الذين اجتمعوا لتلقي السلل الغذائية. مما أدى لمقتل سبع مدنيين على الأقل بينهم طفل في السابعة من عمره، وجرح حوالي ثلاثين آخرين.
ليفانت نيوز_ "المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية"
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!