الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
انقسام الرأي العام الإيراني حول انتخابات 2024
Photo by Artūras Kokorevas: https://www.pexels.com/photo/view-of-a-crowd-holding-flags-protesting-on-a-street-in-city-15521006/

تستعد إيران لإجراء انتخابات برلمانية ولمجلس خبراء القيادة في الأول من مارس 2024، وسط تباين في توقعات الأحزاب والتيارات السياسية حول نسبة المشاركة والنتائج.

فبينما تسعى السلطات إلى تحفيز الناخبين على التصويت بشتى الوسائل، تعلن جبهة الإصلاحات مقاطعتها للانتخابات بسبب استبعاد معظم مرشحيها من قبل مجلس صيانة الدستور.

وتتراوح الآراء بين الأمل في تغيير الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبلاد، والاحباط من عدم وجود خيارات حقيقية ومنافسة عادلة.

وتشهد الانتخابات الإيرانية هذا العام تنافسا بين قائمتين رئيسيتين، هما قائمة "صوت الشعب" التي تضم شخصيات معتدلة وإصلاحية وأصولية ومستقلة، وقائمة "المقاومة الإسلامية" التي تضم شخصيات محافظة ومتشددة.

اقرأ أيضاً: روسيا تحفز إيران لضرب القوات الأمريكية وتعزز تبادل المعلومات العسكرية

ويدعو رئيس قائمة "صوت الشعب"، علي مطهري، الناخبين إلى المشاركة في الانتخابات للتعبير عن رأيهم واحتجاجهم ضد السياسات الفاشلة للنظام.

ويقول مطهري إن قائمته تمثل التنوع السياسي والاجتماعي في البلاد، وتهدف إلى تحسين العلاقات مع العالم وتخفيف العقوبات وتحقيق الإصلاحات اللازمة.

بالمقابل، تنتقد قائمة "المقاومة الإسلامية" قائمة "صوت الشعب" بأنها تمثل المصالح الأجنبية والمناهضة للثورة الإسلامية.

وتدعو الناخبين إلى التصويت لها للدفاع عن القيم الدينية والوطنية والمقاومة للضغوط الخارجية، وتقول قائمة "المقاومة الإسلامية" إنها تمثل الشعب الإيراني الذي يعاني من الأزمات الاقتصادية والصحية والبيئية، وتهدف إلى تعزيز الاقتصاد المقاوم والتنمية العادلة والعدالة الاجتماعية.

وفي الوقت الذي تحاول فيه السلطات الإيرانية إظهار حماسة الناخبين للانتخابات، تشير بعض الاستطلاعات إلى أن نسبة المشاركة ستكون منخفضة جداً، خاصة في العاصمة طهران والمدن الكبرى.

ويعزو بعض المحللين ذلك إلى الاستياء الشعبي من الوضع الراهن وعدم الثقة في النظام والمؤسسات الانتخابية.

ويقول النائب السابق والسكرتير الحالي للرابطة الإسلامية للأساتذة الجامعيين، محمد رضا صادقي، إن مجلس صيانة الدستور لم ينشر استطلاعات الرأي التي أجريت في الأشهر الأخيرة، لأنها تظهر أن نسبة المشاركة ستكون بين 6 و9% في طهران، وبين 20 و27% في باقي البلاد.

وفي سياق متصل، أعلنت جبهة الإصلاحات، التي تضم شخصيات سياسية واجتماعية وثقافية بارزة، مقاطعتها للانتخابات، بسبب استبعاد معظم مرشحيها من قبل مجلس صيانة الدستور.

وأصدرت الجبهة بياناً اتهمت فيه السلطات بـ"هندسة الانتخابات" بشكل "ممنهج"، وأكدت عدم استعدادها للمشاركة في "مسرحية" لا تعكس إرادة الشعب.

وانتقدت الجبهة التيارات التي تدعو إلى المشاركة في الانتخابات بغض النظر عن الظروف والنتائج، قائلة إنها تخدم مصالح النظام وتؤدي إلى استمرار الاستبداد والانغلاق.

وتشير هذه الانتخابات إلى انقسام الرأي العام الإيراني حول مستقبل البلاد ودورها في المنطقة والعالم، فبينما يرى بعض الإيرانيين أن الانتخابات فرصة للتغيير والتحسين، يرى آخرون أنها مجرد شكلية ولا تمثل حقيقة الواقع.

وتعكس هذه الانتخابات أيضاً التحديات التي تواجه النظام الإيراني في ظل العقوبات الدولية والاحتجاجات الداخلية والتوترات الإقليمية.

ليفانت-وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!