-
الكملك التركي… قرارات جديدة.. والسوريون في الانتظار
ليفانت نيوز - حسان كنجو
بعد توقف دام لسنوات في بعضها وما انعكس سلباً من الآثار المترتبة على ذلك، أعلنت عدة ولايات تركية قبل أسبوع إعادة منح بطاقة الحماية المؤقتة الخاصة باللاجئين السوريين الموجودين على الأراضي التركية المعروفة اصطلاحاً باسم (الكملك)، في خطوة أنعشت آمال آلاف السوريين المتواجدين على الأراضي التركي منذ سنوات ولا يملكون حق دخول المشفى بسبب عدم حصولهم عليها.
ما هي الولايات التي أعادت عمليات المنح
وفقاً لمصادر إعلامية فإن كلاً من ولايات "كهرمان مرعش، مرسين، إزمير، أفيون، كوجلي، عثمانية، ماردين، أضنة، دنزلي، أورفا، قونيا، إيلازيغ، بالكسير"، أعلنت عن فتح المجال أمام السوريين للحصول على الكملك وذلك بعد إغلاق دام لسنوات، فيما كانت ولاية "غازي عنتاب" التركية السبّاقة في هذا الأمر، حيث أكد المستشار القانوني (علي باكير) عبر حسابه الرسمي على فيسبوك: "ستقوم إدارة الهجرة في ولاية غازي عنتاب بمنح بطاقة الحماية المؤقتة لكل سوري لم يسبق له التقدم بطلب الحصول على بطاقة الحماية المؤقتة، وذلك من خلال مراجعة مركز مديرية الهجرة في حي دوز تبه حصراً يوم الجمعة اعتباراً من 21 حزيران الماضي".
أما ولاية اسطنبول التي تضم أكبر عدد من اللاجئين السوريين على الأراضي التركية، فإن التسجيل على الكملك بات ممكناً فيها بشرط تواجد الهوية الشخصية السورية أو دفتر العائلة السوري، أما بالنسبة لولاية بورصة فقد تم إغلاق باب التسجيل على بطاقة الحماية المؤقتة حتى إشعار آخر باستثناء المواليد الجدد طبعاً.
ولاية أضنة تغلق من جديد
وفيما أعلنت الولايات أعلاه إعادة منح الكملك، عادت ولاية أضنة لتتراجع عن قرار المنح، معلنة إغلاق (البصم) لمدة زمنية محددة، مشيرة إلى أن ذلك جاء لترتيبات في الولاية (لم تذكرها) واكتفت بالقرار فقط.
وجاء في نص القرار الصادر عن مديرية هجرة أضنة التركية ما مفاده، "ولاية أضنة أغلقت عملية منح الكملك إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك" لافتة إلى أن ذلك جاء بالتنسيق بين مكتب الوالي ومديرية الهجرة التركية المخوّلة والمسؤولة عن السوريين، حيث كان من المفترض أن تكون أضنة واحدة من الولايات التي ستعيد منح الكملك للسوريين من جديد لا سيما وأنها أغلقته لعام تقريباً، وقد شكل القرار الأخير صدمة بعد أن كان المئات من السوريين يحضّرون لاستخراجه والتخلص من عواقب عدم حيازته.
يقول اللاجئ السوري في ولاية أضنة "سالم المحمد" في حديث لـ "ليفانت": "القرار الاخير كان مخيباً للآمال، جميعنا قرأ خبر افتتاح التسجيل على الكملك بفرح كبير ولكن القرار العكسي أصابنا بالإحباط، هناك المئات بل وربما الآلاف ينتظرون فتح (البصم) من أجل الحصول على كملك وبالتالي الاستفادة من جميع المزايا المقدمة من خلالها، من مشافٍ مجانية وأدوية مجانية وبطاقة المساعدات المالية الخاصة بالهلال الأحمر التركي وغيرها من الخدمات الاخرى، التي تقدمها الحكومة التركية للسوريين بدعم من الاتحاد الأوروبي".
هاتاي لن تمنح الكملك
في سياق ذلك أعلنت ولاية هاتاي (جنوب البلاد) أنها لن تمنح الكملك من جديد للسوريين، وأنها لن تعطي الفرصة لاستخراجه لأي لاجئ سوري جديد، حيث جاء في بيانها: "ولاية هاتاي بمدنها الرئيسية (أنطاكيا - اسكندرون - الريحانية) لن تمنح بطاقة الحماية من جديد لأي لاجئ سوري والسبب هو وصول الولاية لحد الاكتفاء من اللاجئين"، مشيرة إلى أن عدد السوريين في الولاية بلغ نحو 800 ألف سوري موزعين على مدن الولاية وهو رقم كبير قياساً لولاية بحجم هاتاي، مستثنية بقرارها المواليد الجدد الذين يحمل ذويهم (كملك) صادرة عن مديرية الهجرة في هاتاي وولدوا في أحد مستشفيات الولاية.
"مشكلة الكملك مشكلة وأمس لحتى خلصنا منها"، هكذا أوضحت "أم محمد" اللاجئة الحلبية في أنطاكيا خلال حديث أجرته مع "ليفانت"، حيث ذكرت أم محمد أن ابنها "محمد" وزوجته ما زالوا مكتومي القيد بالنسبة للحكومة التركية وأدى ذلك لكتم قيد طفلهما الذي رزقا به، والسبب هو عدم تمكن "محمد" من استخراج كملك بسبب إيقافه في أنطاكيا وعدم منحه أبداً.
تشرح "أم محمد" مشكلتها قائلةً: "استمرت المشكلة لحين ولادة زوجة ابني، منذ استقبالنا في المشفى بدأ السؤال عن كملك الأم، ولكن عندما أخبرناهم بأنه لا يوجد كملك قاموا بتسجيل بعض البيانات قبل أن يمنحوا زوجة ابني ورقة تسجيل أولي على الكملك وقاموا بتسجيل الطفل بموجبها واعتبارها أساساً لشهادة ميلاد الطفل، وقد توجهت زوجة ابني بعد خروجها من المشفى إلى مبنى إدارة الهجرة في حي نارليجا، وقامت بتسليم الورقة هناك لتبدأ إجراءات منح الكملك لها وللطفل فيما لايزال ابني حتى الآن بلا كملك، والسبب أن الكملك لم يسلًم لزوجته وابنه بعد وينتظر لحين تسلمهما إياه ليبدأ باستخراجه".
تحذير أخير
وعلى الجانب الآخر وجهت ولاية هاتاي إنذارها الأخير للسوريين المتواجدين فيها، ودعتهم لـ (تحديث بياناتهم) حيث تعد عملية تحديث البيانات التي تعتمد على استبدال الكملك الأبيض بـ (الأصفر) هامة، حيث ألغت الحكومة التركية التعامل بالكملك الأبيض الصغير الذي منحته للسوريين بداية 2014، واستخرجت لهم كملك جديد معتمد، فيما بات المئات ممن يحملون الكملك القديم شأنهم كشان (من ليس لديه كملك) نظراً لوقف الاعتراف بالكملك القديم".
الكملك التركي… قرارات جديدة.. والسوريون في الانتظار
الكملك التركي… قرارات جديدة.. والسوريون في الانتظار
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!