-
ضغوط أمنية على السوريين في تركيا ..والسلطات تُرحّل العشرات
سارة ريحاوي - ليفانت
اتسعت دائرة الصراع بين الدول الأوربية والعربية في مسألة استقبال اللاجئين السوريين على أراضيها وبدأت الانقسامات بين مؤيد لدخول السوريين وبين معارض لهم، حيث ونظراً للأوضاع الميدانية في المناطق السورية والتي تشهد حرباً هي الأولى من نوعها مستهدفة أضعف حلقة في المجتمع مما دفع الأهالي للنزوح والاتجاه لأي منطقة آمنة تحمي أطفالهم
تعد تركيا من أولى الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين على أراضيها منذ بدء اندلاع الحرب السورية قبل 8 سنوات، حيث بلغ عدد اللاجئين فيها نحو 3 ملايين و700 ألف لاجئ سوري دخلوا الأراضي التركية خلال تلك السنوات.
ترحيل لمجموعات من السوريين بعد اقتتالات دامية
انتشرت في الآونة الأخيرة المظاهرات وحالات التذمر من قبل المواطنين الأتراك بعد سلسلة شجارات قام بها سوريين في بعض الولايات التركية، حيث شهدت عدة ولايات تركية ترحيل عدد من الشبان السوريين وذلك بعد سلسلة شجارات وقعت في بعض الولايات وفي ولاية إسطنبول خاصة، حيث أظهر شريط مصوّر نشرته مصادر إعلام تركية، قيام شبان سوريين بالدخول في عراك فيما بينهم، واستخدم الشبان السلاح الأبيض (سكاكين وسواطير) بسبب ما قالته بعض المصادر بأنه خلاف على مبلغ مالي، ليتكرر المشهد بعدها مرة أخرى في اسطنبول بشجار جديد بالعصي والسكاكين أيضاً وبعدها في ولاية مرسين أيضاً.
ودفعت هذه المشاجرات السلطات التركية لاعتقال المشاركين فيها واقتيادهم إلى مديريات الهجرة حيث جرى تنظيم (ضبوط) بحقهم ومن ثم تم ترحيلهم إلى بلادهم قسراً، بعد توجبه العديد من التهم لهم من بينها إثارة الفوضى والشغب والتسبب بالذعر للمدنيين هناك.
ترحيل سلبي دون مبررات… والهدف!!
وعلى الجانب الآخر وفيما أيد غالبية السوريين ترحيل الشبان الذين قاموا بمشاكل ودخلوا في شجارات، بدأت السلطات التركية بترحيل العشرات دون مبرر قانوني، وإنما كل ما جرى هو مخالفات بسيطة كـ (ملاسنة بين سوري أو تركي)، أو قيام فئة من الأتراك يطلق عليهم اسم (القرباط) وبضع فئات أخرى من الشعب التركي، باختلاق المشاكل بهدف دفع السوريين للرد وهذا ما سيجعل الشرطة التركية تتذرع بأنهم (أي السوريين) أصحاب مشاكل وجب ترحيلهم.
فيما كان هناك ظاهرة غريبة وتحدث كل فترة، وهي تعمّد بعض السوريين القيام بأفعال تستثير الشارع التركي وتقلبه على اللاجئين مدفوعة من بعض الجهات، وهو ما دعا السوريين لاتهام النظام السوري والمعارضة التركية بتدبيرها من أجل خلق "فتنة" بين السوريين والأتراك، حيث قال أحد السوريين الذين تم ترحيلهم ويدعى "عبد الباسط المصطفى" في حديث لـ "ليفانت"، أن سبب ترحيله من ولاية أنطاكية حيث يقيم كان شجار بينه وبين أحد المارة الأتراك في الشارع، وبحسب "المصطفى"، فقد قام التركي الذي تبيّن لاحقاً أنه صاحب أسبقيات في هذا المجال بشتمه عدة مرات قبل أن يقوم بضربه من الخلف، الأمر الذي دفع الشاب للرد عليه ولكمه على وجهه، وعلى الفور قام التركي بإبلاغ الشرطة التي قدمت واعتقلت "المصطفى" واقتادته إلى مديرية الهجرة في منطقة "نارليجا" قبل أن يتم ترحيله إلى إدلب عبر معبر باب الهوى.
الكملك أكبر أسباب الترحيل
يعد الحصول على بطاقة الحماية المؤقتة المعروفة باسم (الكملك) الشرط الأول والأساسي لوجود السوريين في تركيا، وهو ما جعل منها في الوقت نفسه سبباً لترحيل مئات السوريين من الأراضي التركية وخاصة الوافدين الجدد منهم، في ظل امتناع غالبية الولايات التركية عن استصدار (كملك جديدة) لمن قدموا حديثاُ إلى تركيا.
يقول اللاجئ السوري في ولاية اسطنبول "أحمد فتوح" الذي تم ترحيله خلال شهر رمضان الماضي إلى سوريا في حديث لـ "ليفانت": "الشرطة التركية ومن خلال أحد الحواجز التابعة لها استوقفتني بغرض التفييش وبعد سؤال وجواب تبين لهم أني لا أملك "كملك" والسبب هو، أن مديرية الهجرة أوقفت منح الكملك حتى إشعار آخر وبالتالي لم أتمكن على مدار عامين من التخفي والتحايل على الدوريات المنتشرة في الطرقات إلى أن تم القبض عليّ وترحيلي.
ويضيف: "لا أعلم حقيقة التناقضات الحاصلة في قرارات الدولة، حيث يطالبون السوريين باستخراج كملك في الوقت الذي تُغلق فيه مديرية الهجرة أبوابها أمامهم ولا تمنحهم إياه".
الجدير بالذكر أن تصريحاً أمنياً صدر مؤخراً من قبل الأجهزة الأمنية في الولايات الحدودية، ينص على ترحيل أي سوري بمجرد ارتكابه لأي مخالفة كانت مهما كانت بسيطة.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!