-
الغلوتين.. وتضارب الدراسات حول الأنظمة الغذائية الخالية منه
على مدار السنوات الماضية، كان هناك زيادة في عدد المشاهير والمدونين الصحيين الذين يروجون لاستعمال نظام غذائي خالٍ من الغلوتين لأغراض إنقاص الوزن، ويقول المدعون إنه يحسن الهضم ويرفع مستويات الطاقة، لكن هل تدعم الأسانيد العلمية هذه الشهادات، حسب ما ورد في مقال عرضه موقع Live Science.
حساسية الغلوتين
الغلوتين بروتين يوجد في الغالب في الحبوب مثل القمح والشعير، من المعروف أنه يتسبب في التهاب وإتلاف أمعاء المصابين بمرض الاضطرابات الهضمية، فبالنسبة لأولئك الذين يعانون من حساسية الغلوتين، يمكن أن يسبب أعراضاً مثل الانتفاخ والغازات والإسهال.
اقرأ أيضاً: "واشنطن بوست": النازحون السوريون يعيشون على الخبز فقط
ويعتبر النظام الغذائي الخالي من الغلوتين هو العلاج الوحيد لهذه الحالات، لكن بشكل عام لا يشكل الغلوتين أي خطر ولا يوجد ما يدعو إلى تجنبه، ويلفت باحثون، ضمن تقرير نشرته دورية Pediatrics، إلى أنه لا يوجد دليل على أن الأنظمة الغذائية الخالية من الغلوتين يمكن أن توفر أي فوائد صحية كبيرة لأولئك الذين ليس لديهم مشاكل في هضم الغلوتين.
مصادر الغلوتين
حسب مؤسسة Celiac Disease Foundation، تتضمن المصادر الرئيسية للغلوتين الحبوب مثل القمح والجاودار والشعير والشوفان، بجانب مشتقاتها مثل الشعير والخميرة ونشا القمح، لذلك يحتاج الأشخاص الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية أو حساسية الغلوتين إلى تجنب العديد من المواد الغذائية الشائعة، بما يشمل المعكرونة والخبز والمخبوزات وحبوب الإفطار.
ويوجد الغلوتين كذلك بشكل شائع في الصلصات والتوابل، وخاصة صلصة الصويا وخل الشعير، كما يستخدمه مصنعو المواد الغذائية كمادة مضافة أو حشو. وفي هذه الحالات، يتم إدراجه عادةً على الملصقات تحت مسميات مثل مالتوديكسترين أو نشا القمح.
وبالنظر لكون البدائل الخالية من الغلوتين تميل إلى أن تكون باهظة الثمن ويصعب الحصول عليها، فإن النظام الغذائي النموذجي الخالي من الغلوتين يتكون عادةً من أطعمة كاملة خالية من الغلوتين بشكل طبيعي، بما يتضمن الفواكه والخضراوات والحبوب الخالية من الغلوتين مثل الأرز البني والكينوا والدخن.
ويمكن أن يساهم استبعاد تناول الأطعمة، التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات البسيطة، واستبدالها بأطعمة غنية بالألياف قليلة المعالجة على تعزيز فقدان الوزن والشعور بالراحة، وتلفت الأدلة القصصية من الممارسات السريرية إلى أن مرضى الاضطرابات الهضمية الذين يتحولون إلى نظام غذائي خالٍ من الغلوتين ربما يجدون أنهم يفقدون الوزن بسهولة أكثر.
من طرفها، ذكرت دكتورة صوفي ميدلين، استشارية التغذية إن "ما يحدث عادة إذا تجنب شخص ما الغلوتين هو أنه يحد من الكربوهيدرات وبالتالي ينتهي به الأمر إلى فقدان الوزن"، شارحة أن الأمر لا يرتبط بالغلوتين وإنما يرجع السبب إلى النظام الغذائي المقيد، الذي يؤدي إلى فقدان الوزن.
رأي العلم
في الصدد، تُظهر الدراسات البحثية نتائج مختلطة، إذ توصل العديد من الأوراق إلى أن الاستغناء عن الغلوتين يمكن أن يساهم بالفعل في زيادة الوزن، وحسب دراسة نُشرت في دورية Alimentary Pharmacology and Therapeutics، تسبب اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين في زيادة الوزن، في حين أن 22٪ ممن المرضى الذين كانوا يعانون من زيادة في الوزن بالفعل اكتسبوا المزيد من الوزن.
كما كشفت دراسة مماثلة من الدورية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي أن 81٪ من مرضى الاضطرابات الهضمية يكتسبون الوزن بعد عامين من اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين.
نتائج متناقضة
في الوقت عينه، اكتشف باحثون، ضمن دراسة عرضتها الدورية الأوروبية للطب الباطني وأمراض الجهاز الهضمي السريرية، أن التخلص من الغلوتين ربما يكون له تأثير مفيد على مؤشر كتلة الجسم، على حد سواء لكل من يعاني من نقص الوزن وكذلك الذين يعانون من السمنة المفرطة.
وتوصلت دراسة، نظمت على الحيوانات عام 2013، إلى أن النظام الغذائي الخالي من الغلوتين يمكن أن يزيد من قدرات حرق الدهون وأيضاً يقلل من مقاومة الأنسولين والالتهابات داخل الأنسجة الدهنية. ولكن مازال هناك حاجة لدراسات على البشر لتأكيد هذه النتائج.
سر الاختلافات الصارخة
ويخمن العلماء أن يكون السبب خلف تلك الاختلافات الصارخة إلى أنه عند التشخيص، كان أغلب مرضى الاضطرابات الهضمية يعانون من زيادة الوزن ولم يكن لديهم فهم جيد للتغذية الصحية.
ويضيف الغلوتين الملمس والهيكل والرائحة والفم إلى المنتجات المخبوزة، ولتقليد التأثيرات الوظيفية والحسية للغلوتين، يمكن إثراء العديد من المنتجات الخالية من الغلوتين بمكونات أقل فائدة من الناحية الصحية.
وتشير دكتورة ميدلين: "يضطر مصنعو المواد الغذائية إضافة المزيد من الدهون والسكر والإضافات لجعل طعم الطعام لطيفاً وكي يبدو كما لو كان يحتوي على الغلوتين"، مبينةً أن خلو الطعام "من الغلوتين لا يرتبط بأي شكل من الأشكال بكونه أكثر فائدة صحياً".
مخاوف الأطباء
ويحس المهنيون الطبيون بالقلق كذلك من أن الوجبات الغذائية الخالية من الغلوتين يمكن أن تؤدي إلى نقص محتمل في العناصر المغذية، إذ تقول دكتورة واسرمان: "إن قلقي الرئيسي هو كيف يستعيد المرء مصادر الكربوهيدرات المعقدة الرئيسية التي يتم التخلص منها من وجباته". وتضيف بالقول إن "بعض النظم الغذائية الخالية من الغلوتين يمكن أن تتسبب أيضاً في الحرمان من فيتامينات B والألياف وحمض الفوليك والكالسيوم والحديد الموجود في الكربوهيدرات".
البروتين والمغنيسيوم
وتبعاً لمراجعة علمية، عرضت في دورية Nutrients، فإن الاستغناء عن الغلوتين يمكن أن يؤدي إلى انخفاض كبير في تناول البروتين والمغنيسيوم والبوتاسيوم وفيتامين E والفولات والصوديوم، وعليه تنصح دكتورة ميدلين بالقول: "إذا كان الشخص لا يعاني من مرض الاضطرابات الهضمية أو حساسية الغلوتين، فيجب عليه "عدم الامتناع بشكل نهائي عن الغلوتين".
ليفانت-وكالات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!