الوضع المظلم
السبت ١٤ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • السلطات المصرية تتجاهل مبادرة الإخوان للصلح واعتزال السياسة

  • تاريخ جماعة الإخوان المليء بالجرائم والعلاقات المريبة مع جهات أجنبية يعزز من موقف السلطات المصرية الرافض لأي مبادرات صلح أو إعادة الجماعة للمشهد السياسي
السلطات المصرية تتجاهل مبادرة الإخوان للصلح واعتزال السياسة
الإخوان - مصر

أشعلت الدعوة التي أطلقتها جماعة الإخوان عبر نائب القائم بعمل المرشد العام للجماعة، حلمي الجزار، بخصوص الصلح مع مصر واعتزال السياسة لمدة 15 عامًا قادمة، ردود أفعال واسعة النطاق، وسط تجاهل تام من السلطات المصرية نحوها.

ولا تقبل السلطات المصرية أي مبادرات من هذا النوع مع التنظيم حيث تصفها بالإرهابية والمنحلة، ولذلك تجاهلت الرد على مبادرة الجزار من الأساس.

بينما تقلص التنظيم عقب ذلك وأعلنت أنها لن تتوقف عن العمل السياسي، أو دعوتها لإطلاق سراح عناصرها المتواجدين بالسجون المصرية لسابق إدانتهم بأحكام مختلفة نتيجة تورطهم في عمليات عنف وإرهاب وتخريب لصالح التنظيم.

لكن لماذا تفادت  مصر الدعوة ولماذا ترفض التعاطي مع أي مبادرات إخوانية صوب التصالح أو إعادتهم للمشهد من جديد؟ يوضح اللواء عادل عزب، مسئول ملف الإخوان الأسبق بجهاز الأمن الوطني، لـ "العربية.نت" و"الحدث.نت": بداية يجب أن نقول أن الإخوان ليست جماعة دعوية حتى يقول الجزار أن التنظيم سيعود للدعوة ويعتزل السياسة".

اقرأ أيضاً: تنظيم الإخوان يطلب العفو ويعرض التخلي عن السياسة في مصر

ويكمل: "لا يصح أبداً وبعد 96 عامًا من التعاطي مع هذه الجماعة ورصد مواقفها وجرائمها وعلاقاتها المريبة والاستخباراتية مع جهات أجنبية وأجهزة معادية، وما طالعته دوائر المحاكم منذ الأربعينيات على جرائم هذه الجماعة، مروراً بالثمانينات والتسعينيات ونهاية بالمؤامرة الكبرى على الشرق الأوسط، أن تتحدث عن صلح مع مصر أو تنتظر قبولاً رسمياً أو شعبياً لها من جديد".

ويتابع الخبير الأمني المصري، بالقول، دعونا نؤكد على أن الجماعة تأسست كجماعة دعوية لكن لم يكن هدفها أبداً نشر الإسلام، أو تجديد الدعوة بل أن مؤسسها حسن البنا عندما قام بتعريف الجماعة، قال إنها دينية صوفية وسلفية، وسياسية واقتصادية وجمعية خيرية رياضية.

مردفاً أن الهيكل التنظيمي للجماعة يتكون من تشكيلات وأقسام ولجان نوعية من بينها القسم السياسي والمهنيين والعمال والطلاب والاتصال بالعالم الخارجي وأخيراً قسم نشر الدعوة.

ويشير إن ما يكذب الجزار عن أن التنظيم ستعود للعمل الدعوي وتعتزل السياسة حتى تجد قبولاً لها من جديد في مصر، هو أن الدعوة ليست من اهتمامات الجماعة والدليل أنه وعلى مدار تاريخها كان يوكل رئاسة قسم الدعوة لأحد دراويشها، والملاحظ كذلك أن جميع من تم تصعيدهم لمنصب المرشد أو نوابه، لم يكن أحد منهم تولى قسم نشر الدعوة، مردفاً أن ما يدحض اهتمام الجماعة بالدعوة هو ضعف قدرات المؤلفات الدعوية الصادرة من الجماعة.

ونوّه الخبير الأمني إن إنتاج التنظيم من العمل الدعوي والفقهي ضعيف جداً، ولا يتناسب مع تاريخها الطويل فلم تنتج سوى مجموعة الرسائل لحسن البنا التي دارت حول فكرة الإسلام الشامل، ثم ظهور منهج جديد للفكر الإسلامي السياسي هو منهج سيد قطب الذي عبرت عنه آراؤه في أخطر كتاب للتنظيم وكان بعنوان "معالم على الطريق".

إذن كما يشير عزب فإن فكرة عودة الجماعة للعمل الدعوي مردود عليها بأنها لا تولي الدعوة كل اهتمامها ولا تهتم بها وليست من أولوياتها، وبيّن أن رفض أي مبادرات صلح مع الجماعة ينبع كذلك من أنها وطيلة تاريخها تصطدم مع الحكومات رغبة في القفز على السلطة والحكم، والدليل أن حسن البنا نفى شرعية الحكومات في عصره، وزعم أنها قامت على أسس غير إسلامية، ثم بلغ الأمر غايته عند سيد قطب فحكم على المجتمعات كلها بأنها جاهلية، وعلى الأمة الإسلامية بأنها منقطعة عن الوجود، غائبة عن الشهود، ونفى الإسلام عن المجتمع الذي لا يقر بالحاكمية ولو صلى وصام وحج البيت الحرام.

ويستفسر الخبير الأمني كيف يمكن قبول التنظيم من مجتمع هي تقوم بوصفه بالجاهلية؟ وانطلقت منها أفكار الإسلام السياسي والإسلام بريء منهم، وظهر منها مصطلحات التكفير والاستحلال واستباحة الدماء والأموال وعشرات النبوءات الفاسدة التي نُسبت للإسلام ظلماً وزوراً وشوهت صورته خاصة أمام المجتمعات الغربية.

ونوّه إلى أن المرشد الثاني للتنظيم حسن الهضيبي وبعد تعرض التنظيم لضربات عام 1965، أخرج كتاباً بعنوان "دعاة لا قضاة" ينفي ويستنكر فكرة تكفير المجتمع والخروج عليه بقوة السلاح، بيد أنه وعقب بضع سنوات كان نجله المرشد السادس مأمون الهضيبي يعلن وبكل فخر أن تنظيم الإخوان تتقرب إلى الله بالتنظيمات السرية المسلحة.

ليفانت-العربية

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!