-
التفاصيل الكاملة لمعركة القريا بين فصائل السويداء والفيلق الخامس
سقط أربعة عشر ضحية وستون جريحاً خلال الاشتباكات التي اندلعت صباح يوم الثلاثاء/ 29 أيلول على الحدود الغربية لبلدة القريا، في الريف الجنوبي الغربي لمحافظة السويداء، بين مقاتلين محليين من البلدة، والفيلق الخامس التابع لروسيا بقيادة أحمد العودة، في ريف درعا الشرقي.
والتحق خلال الهجوم الأول، الذي بدأه مقاتلو “القريا” لاستعادة أرضهم المحتلة منذ ستة أشهر من قبل الفيلق الخامس؛ عدد كبير من الفصائل المحلية بأسلحتهم الخفيفة، وكان منهم حركة رجال الكرامة، والشريان الواحد، للمساندة والمؤازرة، بينما كان رد فعل اللواء الثامن، التابع للفيلق، الانسحاب نحو مدينة “بصرى الشام”، والهجوم بالهاون والصواريخ الحرارية التي حصدت الكثير من الأرواح، وأوقعت عدداً كبيراً من الجرحى، فيما ذكرت مصادر ليفانت نيوز من مدينة بصرى عن سقوط مقاتل واحد في صفوف الفيلق.
وذكر المقاتل “رضوان شلغين” لموقع ليفانت نيوز، أنّ فصيل قوات الفهد، التابع للشريان الواحد، قد ثبّت نقاطه على الحدود بين بلدة القريا ومدينة بصرى الشام، مستعيداً بذلك كل ما احتلّه الفيلق الخامس وأعوانه، ومؤكداً بذات الوقت أنّ صاروخاً متوسط المدى قد أطلقه الفصيل على مدينة بصرى الشام كرسالة للفيلق بأنّهم يمتلكون كذلك الصواريخ والأسلحة المناسبة.
وتعود قضية الحدود بين بلدة القريا (معقل سلطان الأطرش) ومدينة “بصرى الشام”، إلى آذار الماضي، عندما احتلت قوات العودة الأراضي الغربية للبلدة، على مسافة أربع كيلو مترات، ورفعت السواتر وأنشأت ضمنها مواقع للحراسة المسلحة دون أن يستطيع الأهالي الاقتراب من محاصيلهم، على الرغم من الوعود الروسية الكثيرة باستعادة الأرضي دون جدوى. تبعه المجزرة الكبيرة التي ارتكبتها قوات العودة بحق 15 شاباً من القريا على إثر عمليات خطف بين الجانبين، وهو ما جعل الاحتقان يصل مداه دون أي تدخل للتخفيف منه.
ولاحت في شهر آب الماضي تباشير حرب فتنة بين الجانبين، بعد أن قامت إيران وحزب الله اللبناني بدعم فصيل ما يسمى الدفاع الوطني التابع لجيش النظام، وتخريج مئات العناصر بعد دورة عسكرية مكثّفة، ورفدهم بآليات حربية، وشبكة اتصالات متطورة، وسلاح ثقيل، فيما كان أحمد العودة يقوم بضم مئات المقاتلين من أرياف درعا، ويجري لهم دورة عسكرية مكثّفة في بصرى الشام وسط دعوات واضحة للهجوم على السويداء، وباتت المنطقة حرباً بالوكالة بين روسيا وإيران على المنطقة الجنوبية.
يقول “أبو تيمور”، من الجناح الإعلامي لحركة رجال الكرامة، إن الحركة ساهمت بالمعركة بعد أن قامت بالمؤازرة ودعوة عناصرها للقتال وتحرير الأراضي، مؤكداً أنّ الذين سقطوا في المعركة من جانب أبناء السويداء قد طالتهم صواريخ حرارية، وقذائف الهاون. فيما أكد الناشط إبراهيم العاقل، أنّ هذه المعركة تدخل من باب التورّط غير محسوب العواقب، ويجرّ إلى قتلى وجرحى ودماء وأحقاد في غير الوقت المناسب.
وتابع، أنّ احتلال الفيلق الخامس التابع لروسيا والمتعاون بشكل أو بآخر مع النظام لأراضي بلدة القريا، تشكّل فتيلاً صاعقاً لعراك دائم وأحقاد وفتنة لن تنتهي بين السهل والجبل.
متسائلاً، لمصلحة من القتال الذي يدور في الجنوب؟ في ظلّ خسائر بشرية كبيرة، وعدم التكافؤ بين قوات أحمد العودة، الذي يمتلك كل شيء، وبين المطالبين باسترجاع الأرض الذين لا يملكون غير أسلحة خفيفة، فيما تتفرّج السلطات السورية على ما يدور دون أن تتدخل منذ بداية المشكلة بشيء.
وحذّر المحامي “متروك صيموعة” من أن يكون الجميع وقوداً وأدوات لفتنة أريد ويراد لها أن تشتعل، تحت عناوين طائفية بغيضة لمصالح الكبار وأذنابهم.
الاشتباكات توقفت على الجبهة الجنوبية بانتظار ما سيأتي، لكن أهالي محافظة السويداء يحذّرون من تحرّكات مشبوهة في بلدية السويداء الشرقية التي يتّخذ منها الدواعش معقلاً لهم، ما يجعل المحافظة بين فكي كماشة ودون حماية، فهل تكون نتائج هذه المعركة المزيد من دعوات الفدرلة وطلب الحماية الدولية؟.
ليفانت – سميح عبد الله
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!