الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
الإخوان المسلمون تاريخ أسود مليء بالرعب والدماء
خالص-مسور-800x419


في البداية اتّخذ الإخوان المسلمون اسم الجماعة وليس التنظيم أو الحزب، حيث كان المؤسس والمرشد الأول للإخوان، حسن البنا، يرفض الصفة الحزبية لجماعته، ولذلك سمي تنظيمهم الأول الذي أسسه حسن البنا عام 1928 في مصر باسم جماعة الإخوان المسلمين.


وحول هذا يقول حسن البنا: “الإسلام وهو دين الوحدة في كل شيء، لا يقرّ نظام الحزبية ولا يرضاه ولا يوافق عليه”. بهذه العبارة الواضحة والجليّة استطاع المرشد توضيح بعض أساسيات جماعته، كتنظيم مرعب قائم على الإرهاب والعدوان وانتهاك حقوق الإنسان وممارسة فصول من القتل والتخريب والاغتيالات المشينة، فكان الإخوان وما يزالون لا يتورّعون عن قتل من لا يؤازرهم من المسلمين وكل من هو خارج عن حركتهم مرتدّ يجب تصفيته، حسب شريعة الحركة الإخوانية.


وقد مالت الجماهير في البداية وتعاطف المغرر بهم مع هذه الحركة الفاشيّة، وقد ساعدها في ذلك فشل الأنظمة الوضعية في تحقيق الحدّ الأدنى من الرفاه والحرية، خاصة وأنّ الحركة الإخوانية ما تزال ترفع شعارات إسلاميّة جوفاء للتغرير بالمتعاطفين مع الحركة، من خلال التمادي في المخيال الشعبي ومن خلال رسم صورة طوباوية وحالمة عن نظام يتحقيق فيه العدل والرفاه في ظلّ حكم ديني أو ما يعرف بالإسلام السياسي، وما ذلك إلا لتحقيق الطموحات الشخصية لقادة الحركة، والوصول بهم إلى السلطة على أكتاف هؤلاء المغرر بهم على الدوام.


 الغرباوي ماجد – الحركات الإسلامية قراءة نقدية في تجليات الوعي – ص – 7


وبهذا فقد تكون الحركة الإخوانية قد سنّت سنة سيئة، عليها وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، حركة تعتمد على الاغتيالات والتصفيات الجسدية، ولم يخفِ قادة الحركة طموحاتهم الحقيقية في الاستلاء على السلطة في بلدانهم، كما هو الحال في كل من تركيا ومصر، على سبيل المثال لا الحصر، وقد أسفرت منهجيّة الإخوان عن حركة تمتهن الإسلام السياسي، وهي مقولة أصبحت تدلّ على تولّي السلطة وبشكل عنيف ودموي، كما حدث في مصر على الأغلب، حيث أسفرت الحوادث المتتالية وما زالت عن مقتل العشرات بل المئات من الناس الأبرياء، من مسلمين وغير مسلمين.


أطلقوا على جماعتهم اسم (الحركة الإسلامية)، حيث قال أحد أقطاب الإخوان المسلمين: “نريد بالحركة الإسلامية: ذلك العمل الشعبي الجماعي المنظّم للعودة بالإسلام إلى قيادة المجتمع، وتوجيه الحياة، كل الحياة، بأوامره ونواهيه، وتشريعاته، ووصاياه، لكن المقاومة التي أبدتها الدولة المصرية تجاههم أسفرت عن اغتيال عدد من قادتهم، ومنهم مؤسس الحركة حسن البنا، في الثاني عشر من شهر شباط فبراير عام 1949، ليخلفه في المنصب الإرشادي حسن الهضيبي، الذي أصبح المستشار الثاني للحركة.


– الإخوان المسلمون 70 عاماً في الدعوة والتربية والجهاد- ص- 35



بعدها اتّبعت الحركة الإخوانية فيما بعد ما سمي بخطة التمكين، والتي عرفت بقضية (سلسبيل)، التي تحمل رقم 87 لسنة 1992، وهي أخطر وثائق جماعة الإخوان المسلمين السريّة على الإطلاق، ضبطت الخطة في منزل قيادي للجماعة، وهو المهندس خيرت الشاطر عام 1991م، وتتعلّق الخطة حسب ما يشير عنوانها إلى الجماعة وكيفية اغتصابها الحكم، لأنّ معنى التمكين كما تؤكد الوثيقة: هو التهيئة لتحمّل المهام المستقبلية والتمرّس على إدارة الدولة.


بعض الاغتيالات التي قام بها الإخوان المسلمون


لقد اتّخذ الإخوان المسلمون الاغتيالات شرعة لهم ومنهاجاً، وقاموا بعدّة اغتيالات إجراميّة لأشخاص مسؤولين في الحكومات العربية، فقد جرى اغتيال رئيس الحكومة المصرية، محمد فهمي النقراشي باشا عام 1948، ثم حادثة المنشية التي جرى فيها محاولة اغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر عام 1954، أثناء إلقاء خطاب في ميدان المنشيّة في الإسكندرية، وكتّاب مشهورين، كالكاتب المصري فرج فودة، الذي تم اغتياله على يد الجماعة الإسلامية في 8 يونيو 1992 في القاهرة، وحادثة طعن الكاتب المسرحي توفيق الحكيم، على سبيل المثال لا الحصر.


وكان الرئيس المصري أنور السادات شاهداً على الاغتيال الدموي للإخوان وسلوكهم المشين في الارهاب والقتل والتطرّف الديني، ولم يكن آخرهم الضابط المصري المسؤول عن ملف الإخوان المسلمين، محمد مبروك، حسب ما أدلى به ثروت الخرباوي، القيادي الإخواني المنشقّ عن جماعة الإخوان المسلمين الفاشيّة، وتأكيداً على ما قلناه بأنّ الإخوان يبغون تحت ستار الدين السلطة والحكم، ومستعدّون حتى ارتكاب المعاصي والكفر وقتل القريب في سبيل منصب ليتولّوه في الدولة أو في الجماعة. ويقول في هذا الصدّد مؤرخ مصر الكبير، عبد الرحمان الرافعي، عن إرهاب جماعة الإخوان المسلمين: “إنّ العنصر الإرهابي في هذه الجماعة كان يرمي من غير شك إلى أن يؤول إليها الحكم، ولعلّهم استبطؤوا طريقة إعداد الرأي العام لتحقيق هذه الغاية عن طريق الانتخابات.


فرؤوا أنّ القوة هي السبيل إلى إدراك غاياتهم، ولهذا فقد قتلوا الكثير من الأقباط وفجّروا كنائسهم بدون رحمة، فيما أشار تقرير أشرفت عليه محافظة المنيا، عن حجم خسائر العنف الطائفيّة من الجماعة الإرهابية ضد الأقباط في المحافظة، إلا أنّ المدينة كانت الأكثر تضرراً وتكبّداً للخسائر، حيث تم حرق واقتحام وأعمال سلب ونهب 22 مبنى خاصاً بالكنائس ومدارس الأقباط.


ومن أغرب سلوكهم، أنّ أحد المنتسبين للحركة قد قتل أخاه في حادثة فريدة من نوعها عندما قام المرشد حسن البنا بتعيين شخص يدعى سيد فايز مسؤولاً عن الجهاز الخاص بدلاً من أخيه عبد الرحمن السندي، الذي قرّر اغتيال، سيد فايز، الذي جاء ليزيحه عن مكانه في الحركة، فأرسل إليه بعلبة من الحلوى في ذكرى المولد النبوي الشريف، وعندما حاول سيد فايز فتحها انفجرت في وجهه فأردته قتيلاً ومعه شقيقته في الحال.


واليوم فإنّ الدولتين، تركيا وقطر، تتحملان جزءاً ليس بالقليل من المسؤولية عن جرائم الإخوان وما يقترفون، حيث يعيش في قطر زعيم أخطر تنظيم ارهابي، هو الدكتور يوسف القرضاوي. وهنا لا يسعنا إلا أن نقترح ضرورة وقوف العالم كله صفاً واحداً ضد جرائم هذه الحركة الفاشية في العالم، ووضع حدّ لمنتسبيها وجرائمهم وادعاءاتهم التي لا تنطلي إلا على كل جاهل بسيرتهم وحقيقتهم.



ليفانت – خالص مسور








 




كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!