الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • اختيار شابة مُدافعة عن المناخ لتكون شخصية العام في مجلة التايم

اختيار شابة مُدافعة عن المناخ لتكون شخصية العام في مجلة التايم
شابة مُدافعة عن المناخ تتبوء شخصية العام في مجلة التايم

رشحت مجلة تايم الأمريكية الصبية السويدية غريتا تونبيرغ ذات الستة عشر ربيعاً لاختيارها شخصية عام 2019، بعد أن تحولت إلى مصدر إلهام لملايين الأطفال والشباب حول العالم للانخراط في الدفاع عن كوكب الأرض.


وستكون غريتا أصغر شخصية تختارها المجلة كشخصية للعام منذ أن بدأت بهذا التقليد عام 1927.


وتحدثت غريتا خلال قمة المناخ التي اختتمت أعمالها قبل أيام قليلة في العاصمة الإسبانية مدريد عن الخطر الذي يحدق بكوكبنا وقالت إن العقد المقبل سيحدد مصير هذا الكوكب. ودعت قادة العالم إلى القيام بعمل ملموس بدلاً من اللجوء إلى حملات علاقات عامة للتغطية على تهربهم من تحمل المسؤولية.


ووجهت غريتا اتهامها لقادة العالم خلال قمة المناخ العام الماضي، بالتقصير في مواجهة قضية التغير المناخي. وخاطبتهم قائلة: "تتحدثون عن نمو اقتصادي صديق للبيئة لأنكم خائفون من تراجع شعبيتكم. تتحدثون فقط عن المضي قدماً في نفس الأفكار السيئة التي انتهت بنا إلى الفوضى التي نعيشها الآن، حتى وإن كان الحل البديهي هو التوقف الفوري عن هذا النهج. أنتم لستم ناضجون بما يكفي لمواجهة هذه الحقيقة... حتى هذا العبء تتركونه لنا نحن الأطفال".


وانطلقت غريتا في رحلتها في أغسطس/ آب 2018، عندما قررت بدء حملة مناهضة للتغير المناخي والاعتصام بمفردها أمام مقر البرلمان السويدي، مطلقةً على الحملة اسم "العدالة المناخية الآن". وعلى مدار سبعة أشهر، انضم إليها المزيد من النشطاء وزملاؤها في المدرسة، لتتحول حملتها إلى دعوة اعتصام عالمي يوم الجمعة القادمة.


وتكون غريتا الابنة الوحيدة للممثل والكاتب السويدي سفانت تونبيرغ، ومغنية الأوبرا السويدية الشهيرة مالينا إيرنمان، وقد شخّص الأطباء إصابتها بمتلازمة "أسبرغر" منذ أربعة أعوام، وهو أحد أنماط مرض التوحد، يجعل المصابين يتعاملون مع العالم بحساسية زائدة.


وتجلت هذه الحساسية بالفعل مع بدء معرفتها بقضية التغير المناخي وهي في الثامنة من العمر، إذ استحوذ الأمر على تفكيرها، وغرقت في تفاصيله حتى أصبح جزءاً من شخصيتها. واستنكرت تقاعس الكبار عن مواجهة هذا الخطر الذي يهدد البشرية، وبدأت غريتا ثورتها من الداخل، إذ دأبت على التحدث إلى والديها عن قضيتها، وإمدادهما بأفلام ومقالات تبرز خطورة التغير المناخي على مستقبل الحياة على الأرض.


وتمكنت أخيراًً من إقناع والدها بأن يصبح نباتياً، وإقناع والدتها بأن تتخلى عن رحلات الطيران المتكررة رغم تأثير ذلك على عملها، وهنا، أدركت غريتا قدرتها على الإقناع والمثابرة في سبيل قضيتها، فقررت بدء اعتصامها أمام البرلمان السويدي لمطالبة بلادها باتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة التغير المناخي.


واستلهمت غريتا الفكرة من اعتصام مدرسي قام به طلبة مدرسة باركلاند في ولاية فلوريدا الأمريكية، في مارس/آذار 2018، للدفع بتغيير قوانين حيازة السلاح بعد أن فتح مسلح النار داخل المدرسة، راغبةً مع أصدقائها في تكرار هذه التجربة وتنظيم حراك مدرسي مماثل للاحتجاج على السياسات الخاصة بالتغير المناخي.


ولكن عندما فشلت المجموعة في الاتفاق على رأي موحد، ذهبت غريتا بمفردها إلى مقر البرلمان في العشرين من أغسطس/آب 2018، تحمل لافتة مكتوب بخط عليها بخط اليد "الاعتصام المدرسي لأجل المناخ"، وفي كل يوم جمعة، كانت تقف غريتا في نفس المكان، تحمل نفس اللافتة، وينضم إليها البعض أحياناً وتقف وحيدة في أحيان أخرى، حتى أصبحت مثالاً للصمود والمثابرة.


ووجهت الدعوة لـ غرييتا للتحدث عن قضيتها أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وقمة المناخ في بولندا، ومنتديات تيد في استوكهولم.


وغصة غريتا لا تبدو أنها ستنتهي قريباً، إذ قالت لقادة العالم: "سأحتفل بعيد ميلادي الخامس والسبعين. وقد أنجب أطفالا يحتفلون معي بهذا اليوم. وقد يسألونني عنكم، ولماذا تقاعستم عن فعل أي شيء قبل فوات الأوان. تقولون أنكم تحبون أطفالكم أكثر من أي شيء، لكنكم تسرقون مستقبلهم أمام أعينهم".


ليفانت-وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!