-
إيران: عندما تخشى السّلطة من فيروس على حكمها!
أصدرت "أمانة المجلس الوطنيّ للمقاومة الإيرانيّة" المعارض في الثاني من مارس، بياناً حول تفشي كورونا في السجون الإيرانية، خاصة السياسية منها، وقالت: "إنّ التقارير الواردة من سجون مختلفة للنّظام تفيد بانتشار فيروس كورونا بشكل فظيع في سجون مختلفة منها سجن طهران الكبير (فشافويه) وسجن إيفين وسجن جوهردشت وسجن كرج المركزي وسجن قزلحصار وسجن أروميه وسجن شيبان بالأهواز وسجن كاشان". إيران
وذكرت: "إنّ سياسة القمع والتنكيل التي يمارسها النظام وعدم وجود الحدّ الأدنى من المستلزمات الصحيّة والعدد الهائل للسجناء في السجون تسبّبت في انتشار سريع للفيروس وعرّضت حياة آلاف السجناء للخطر"، والسجون تمتلئ بعدّة أضعاف استيعابها وفق اعتراف مسؤوليّ النظام بحيث ينام عدد من السّجناء في الممرّات وقرب المرافق الصحيّة على الأرض".
ويبدو أنّ المخاوف التي تحدّثَت عنها المعارضة الإيرانية كانت متوافقة مع ما تبيّنه الأيام الأخيرة من تفشّي الوباء بشكل كبير في المدن الإيرانية، حتى إنّه طال العديد من مسؤولي السلطة الإيرانية وأودى بحياتهم، فيما يُلقى باللائمة على السُلطة في قضية تفشّي الفيروس، عبر الإصرار على خوض الانتخابات البرلمانية رغم أنها كانت تدرك قضية انتشار الفيروس في قم ومدن إيرانية أخرى، وهي قضية مشابهة لإسقاط إيران الطائرة الأوكرانية ومحاولة إنكارها العلم بالجاني والمسبّب حتى أقرّت بأنّها من أسقطت الطائرة عقب أيام من الإنكار. إيران
السّجون التي انتشر فيها الفيروس إيران
وفي الخامس من مارس، أعدّ "شاهين قبادي" عضو لجنة الشؤون الخارجيّة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانيّة المعارضة، تقريراً حول انتشار فيروس كورونا في إيران قال فيه: "إنّ السجون تمتلئ بعدة أضعاف استيعابها وفق اعتراف مسؤولي النظام بحيث ينام عدد من السجناء في الممرّات وقرب المرافق الصحيّة على الأرض، السجناء محرومون من الوصول إلى الكمّامات والمطهرات ولم يقم النظام بأبسط تحرّك للحول دون انتشار الفيروس في السجون. ولا يوجد في بعض السجون مثل قزلحصار حتّى الصابون ومواد الغسل".
إقرأ ايضاً: أربعة أعوام من الانقلاب التركيّ على شرعيّة صناديق الاقتراع!
وذكر: "تفيد التقارير الواردة من سجون مختلفة للنظام انتشار فيروس كورونا بشكل فظيع في سجون مختلفة منها سجن طهران الكبير (فشافويه) وسجن إيفين وسجن جوهردشت وسجن كرج المركزي وسجن قزلحصار وسجن أروميه وسجن شيبان بالأهواز وسجن كاشان"، وتطرّق إلى كون سجينين سياسيين آخرين مصابين بفيروس كورونا في سجن شيبان بالأهواز تم نقلهما إلى الحجر في السجن ولا تتوفر معلومات عنهما، مؤكّداً تفشّي فيروس كورونا في سجون إيران لاسيما "فشافويه" و"جوهردشت" و"قزلحصار" و"مركزي كرج" و"أروميه" و"شيبان بالأهواز" و"كاشان".
فيما حذّرت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهوريّة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، من انتشار كورونا في سجون إيران، ودعت الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمفوضة الساميّة لحقوق الإنسان وغيرها من الجهات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان إلى التحرك العاجل لإنقاذ حياة السجناء وسلامتهم للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانيّة كبيرة.
وعرض قبادي تقريراً عن السجون الإيرانيّة من مصادر "مجاهدي خلق الإيرانية" من داخل إيران، التي انتشر فيها الوباء، وكانت أبرزها سجن طهران الكبير، سجن أرومية المركزي، سجن كرج المركزي، سجن قزل حصار، سجن رجائي شهر (کوهردشت)، سجن إيفين، سجن کاشان، سجن شيبان في الأهواز.
الضغوط تؤتي أكلها
ومع استمرار المعارضة الإيرانية في استعراض المعلومات عن واقع السجون، خضعت السلطات الإيرانية للحقائق، وأُجبرت على الاستجابة للمطالبات بالإفراج عن السجناء، مع إدراك السلطات الإيرانية بأنها عاجزة عن احتواء الفيروس في الوقت الراهن، والذي لا يزال مهدّداً بالمزيد من الخسائر البشريّة في صفوف المواطنين، مُحصياً المزيد من الضحايا والمصابين، وعليه أعلنت السلطات الإيرانية، في الثالث من مارس، على لسان المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين إسماعيلي، بأنها أفرجت، بشكل مؤقت، عن أكثر من 54 ألف سجين، خوفاً من تفشّي فيروس كورونا.
وقال إسماعيلي، إنّ السماح لآلاف السجناء بالإفراج المؤقت جاء بعد التأكّد من عدم إصابتهم بالفيروس، مع قيام السجناء بدفع كفالة، وفق ما نقل موقع هيئة الإذاعة البريطانية، لكن السجناء الذين ترتبط جرائمهم باعتبارات أمنية، وتتجاوز مدة عقوبتهم أكثر من 5 سنوات، لن يشملهم القرار، كما لم يتّضح شروط الإفراج المؤقت، أو قيمة الكفالة المدفوعة، لكنّ الإجراء الاستثنائي كشف حجم الخشية من المرض. إيران
إقرأ أيضاً: كيف صبَّت الانتخابات الإيرانية زيتاً على نار كورونا؟
وجاء القرار الإيراني بالتزامن مع إعلان منظمة الصحة العالميّة، بأّن فيروس كورونا المستجدّ بات مترسّخاً في إيران، محذّرة بأنّ قلّة التجهيزات الوقائية لعمال الرعاية الصحية يعقّد جهود احتواء تفشّي الفيروس، حيث صرّح المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحيّة في منظمة الصحة العالمية، مايكل راين، بالقول: "إنّ الوضع ليس سهلاً"، وشدّد راين على أنّ القضاء على الفيروس في بلدان تفشّى فيها صعب إنما ليس مستحيلاً"، مضيفاً: "إنّ الأطباء والممرضين قلقون من عدم توفّر الكميات اللازمة من التجهيزات والإمدادات وأجهزة التهوية والمساعدة على التنفس والأوكسجين".
لكنّ الإفراج عن تلك الدفعة لا يبدو بأنّه قد أتى أكله، مع استمرار تفشّي الفيروس في البلاد، فقال رئيس السلطة القضائية في إيران إبراهيم رئيسي في التاسع من مارس، إنّه تمّ الإفراج عن نحو 70 ألف سجين بسبب تفشّي فيروس كورونا في البلاد، متابعاً: "الإفراج عن السجناء سيستمر ما دام لا يمثل خطراً على الأمن في المجتمع"، لكن دون أن يُحدّد ما إذا كان سيتم إعادة هؤلاء السجناء إلى السجن.
وبالرّغم من أنّ انتشار الوباء وتفشّيه في مختلف أرجاء العالم، وخاصة في دول متقدمة كـ الأوروبية منها، قد يكون دليلاً على قوّة الفيروس بالدرجة التي تمكنه من مسابقة الإجراءات التي تتخذها السلطات في سبيل ردعه، لكن تبقى السلطات التي تتميّز بالشفافيّة مع شعوبها، قريبة منهم، وهو ما يفتح المجال للتعاون بينهما بشكل أكبر في سبيل مواجهة الوباء الذي لا يعرف انتماءً سياسياً أو طائفياً أو اإثنياً، الأمر الذي نجحت فيه الصين، بالكشف الصريح عن ضحايا الفيروس، ما مكّنها من مكافحته بشجاعة قلّ نظيرها والانتصار عليه، فيما لم يُفد الإنكار والخداع إلا الفيروس في التمدّد على حساب البشريّة، لدى السلطات التي لا ترى نفسها متمتّعةً بالشرعيّة الكافية، وتخشى حتى من فيروس على سلطاتها وكراسيها، كالحال في طهران.
ليفانت-خاص
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!