-
إقليم كوردستان ونسخ المؤامرات الجديدة القديمة
على خلفية الهجمات الإعلاميّة والاقتصادية والسياسية والعسكرية الكثيرة التي تشنّ ضد إقليم كوردستان، ابتداءً من نشر المعلومات المضللة على مدار الساعة في السوشيال الميديا، والتي تهدف الى إعاقة قدرة الفرد الكوردستاني على تكوين صورة دقيقة صادقة عن مشكلات الإقليم، مروراً بآراء الأشرار المعزولين سياسياً واجتماعياً، والتي تتجاوز حدود حرية التعبير،
وتسعى في سبيل نشر الانحلال، وإرغام الناس على عدم مواكبة وتتبع الحقائق وتخديعهم للتوجّه نحو سلوكيات خاطئة، قد تؤدي إلى إضافات غثّة، تنمي مشاعر الخوف على الحاضر والقلق من المستقبل، وصولاً الى القصف المدفعي والجوي الإيراني والتركي لأراضٍ وقرى الإقليم، والتي أدّت إلى خسائر بشرية ومادية للمدنيين وسكان قرى المنطقة، والرد المخجل لبغداد التي لاتتوقف عن ذكر (السيادة وهيبة الدولة) والتي فيها رئيس جمهورية (كوردي)، ونائب رئيس مجلس النواب، وعدد من الوزراء والنواب الكورد. يمكن القول إنّ إقليم كوردستان يتعرّض الى نسخ مؤامراتية جديدة وقديمة، تشارك في حبكها جهات متعددة، لكل منها أهدافاً عدائية خاصة.
مواقف طهران وأنقرة، وانجرافهما المستمر خلف الأفكار والرؤى البالية، وتدخلاتهما وأعمالهما العدائية، وانتهاكاتهما المتكررة المخالفة لكافة المواثيق والعهود الدولية، وعدم احترامهما لمبادئ حسن الجوار، معروفة لدى القاصي والداني، لذلك لا داعٍ للإبحار في أغوارها. ولكن الموقف المخجل الواضح لبغداد، الذي لا يختلف كثيراً عن الصمت، يحمل في طياته معانٍ ودلالات كثيرة، وأغلبها تدور في دائرة الضعف والرضا والقبول والرضوخ والاستسلام للأمر الواقع، والتناغم مع مواقف الشوفينيين والعنصريين، والإسهام في تعميق حالة اللاستقرار، التي تمر بها العراق والمنطقة، خاصة وأنّ الأتراك صرّحوا بأنّ العمليات العسكرية جاءت بعد التباحث مع المسؤولين العراقيين، هذه من جهة، ومن جهة أخرى، فإن حكومة الأقليم، التي تصنع قراراتها بمشاركة جميع الكتل والأحزاب السياسية الكوردستانية المشاركة فيها، تتعرّض لمؤامرة داخلية مستفزة، وربما أشد خطورة من المؤامرات الخارجية.
المتآمرون المتأكدون من مرور الإقلیم بمرحلة حساسة وحرجة تتطلب تظافر الجهود وتقديم الاقتراحات البناءة وخلق الفضاء الملائم لمعالجة القضايا الشائكة، يجنّدون کل طاقاتهم وعقولهم وأفكارهم المتناقضة، في سبيل إشاعة الخرافات، وإثارة التوترات وإضفاء الفوضى على حياة الكوردستانيين ولإخفاء الحقائق الأساسية المهمة التي تمسّ كرامتهم.
جهود هؤلاء كشفت عن الخبث في مواجهة العواصف والتحديات التي تواجه الكوردستانيين، والجهل بأبسط المعلومات العلمية الشائعة حيال التشكيك بفرض سياسات حظر التجوال والتباعد الجسماني، التي تم إطلاقها بهدف حماية المواطنين من فيروس كورونا، وحيال إجراءات تخفيف الحظر والعودة التدريجية إلى ممارسة الحياة الطبيعية. فوصفوا الأولى بالتمثيلية، التي تهدف إلى حبس الناس داخل بيوتهم، ونعتوا الثانية باللامبالاة في اتخاذ القرارات الكبرى، ومازالوا يحاولون استغلال الضائقة المالية التي تمر بها الإقليم، في سبيل استرجاع شرعيتهم المفقودة وهدم أسس السلام والديمقراطية والتسامح وتقبل الآخر.
ويعملون بکل الأجندات العدائیة الملوثة والنوایا الخبيثة المبيتة الخارجة عن إطار ما يسمح به القانون، لتحريض الناس وتحفيزهم علی الخروج في التظاهرات المناوئة للقرارات والقوانين والإجراءات الحكومية الهادفة إلى الإصلاح الشامل، وتصويب وتصحيح مسار الحكومة، ويكرّسون كل إمكاناتهم في سبيل إعاقة تلك الإصلاحات، وخلق بؤر جديدة للخلافات السياسية الحادة وتأزيم الأوضاع. كما يحاولون ذرّ الرماد في العيون وتحويل أنظار الناس عن السرّ الحقيقي، والخفايا الكثيرة، ويعيشون في أوضاع لايمكن فهمها، حيث من جهة، إنّهم شركاء في الحكومة الكوردستانية، ومن جهة، يتصرفون كمعارضين لهم أساليب واضحة وانتهاكات وممارسات مملة، خرجت عن إطار الابتزاز السياسي الممجوج الى ممارسة لعبة، لا يليق استخدامها.
ليفانت – صبحي ساله يي
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!