-
هددت نوبك.. وقالتها أوبك+
إنها (السعودية) رقم صعب على المستويين الإقليمي والدولي، نتيجة للدعم والتمكين من القيادة الكريمة، ورؤيتها التي جعلت منها أيضاً حلقة قوة ومملكة للإنسانية وراعية للسلام في الشرق الأوسط وخارجه من خلال ما تقدمه من مبادرات وبما تتسم به من محبة وثقة واحترام ونزاهة مواقفها السياسية، واستراتيجية رؤيتها الحيادية واستقلالها بعيداً عن معترك ساحات التكتلات والمكايدات السياسية، ونهجها التوازني في معاملاتها الاقتصادية كما أفردت به في خفض الإنتاج (أوبك+) بمقدار 2 مليون برميل يومياً حتى نهاية عام 2023، ستستمر حتى 23 ديسمبر 2023 دون إملاءات عليها بل لمصلحة الجميع والسوق النفطي، فقد بذلت (أوبك بلس) قصارى جهدها ونجحت في ذلك، لا سيما بالمقارنة مع جميع أسواق السلع الأخرى، إلا إذا فرضت قوى رأيها.
فقد كان رد السعودية شافياً ومتكاملاً في كل مرة لكن الأخير منه كان متكاملاً وفق الموقف على لسان الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الطاقة، في لقاء مع "إنيرجي انتلجينس": "إذا تم فرض سقف للأسعار على صادرات البترول السعودية وفق مشروع قانون نوبك والتوسع في فرض سقف الأسعار، المحتمل على سوق البترول متشابه، فلن نبيع البترول إلى أي دولة تفرض سقف أسعار على إمداداتنا، وسنخفض إنتاج البترول، ولن أستغرب إذا قامت الدول الأخرى بنفس الإجراء.". لأن تأثير ذلك ستكون عواقبهً لا محالة تفاقم عدم استقرار السوق وتقلباته وهذا سيؤثر سلبًا في صناعة البترول وتداعياته مربكة في مشهد الأسعار، قد يتجاوز الـ100 دولار للبرميل، في وقت قصير، مما يُضر بالمستهلكين في ردة فعل معاكسة فردياً أو جماعياً، حتى في الدول المستوردة للنفط، وبالتالي فالمملكة ستُخفض إنتاجها من البترول، وقد يسلك مسلكها دول أخرى حال تنفيذ القانون الهش سياسياً واقتصادياً ولأنه يُضعف دور الاستثمارات من جهة القدرة الإنتاجية للبترول، وتبعات عدم امتلاك هذا الاحتياطي على السوق، وكأن القوى الكُبرى قد استنفذت ألاعيبها مع دول النفط، لا سيما السعودية ودول الخليج وأوبك، لتُحي من جديد ما كان عبر مشروع مشابه لمشروع قبلهُ من خلال «مجموعة السبع» ويستهدف صادرات النفط الروسية، وامتناع روسيا عن بيع نفطها إلى الدول التي فرضت هذا السقف، ولذلك «لم ولن ينجح مثل تلك الألاعيب»، بل كان انعكاساً سلبياً عليهم حيثُ ردت روسيا بتخفيض إنتاجها من النفط بنحو 500 ألف برميل يومياً قابلة للزيادة.
لقد حاولت أميركا تمرير قانون «نوبك» عدة مرات في الكونغرس الأميركي، إلا أنه تم إيقافه من قبل الرؤساء الأميركيين السابقين، لتأكدهم من عدم جدواهُ، لأن السعودية، قيادة وشعباً، تتسم بالوضوح والشمول وحب الحياة والسلام والخير والتسامح، غير أنها قوة رادعة لمن يُهدد أمنها وحدودها، فالاعتداء لا يُكسر إلا بالقوة، وكُلها سمات صنعت قوة السعودية السياسية ورؤيتها الجديدة في النظام العالمي وجعلتها المعادلة الذهبية في ميزان السلام الدولي.
ليفانت - خالد الجاسر
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!