الوضع المظلم
السبت ١٨ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
ورطة النظام الإيراني القاتلة
فرید ماهوتشي

كتبت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، یوم الجمعة، 31 مارس 2023، في تقرير حول انتفاضة الشعب الإيراني الوطنية تحت عنوان “النار تحت الرماد”: “لقد غيَّرت الحركة التي اتخذت لنفسها أشكالاً جديدة في إيران، وإيران الجديدة التي تتقدم مع الحركة الحالية أو على حد قول صحيفة “ليبراسيون” إنها تتقدم مع “ثورة جينا” ؛ المشهد السياسي الإيراني بشكل جذري. فقد أثبتت هذه الحركة أن المجتمع الإيراني أظهر قدرته على تحميل نفسه.

نعم.. على أثر الأزمة الخانقة التي يواجهها النظام الإيراني والتي تعمقت کثيراً بعد الانتفاضة الشعبية المندلعة منذ 7 أشهر، وبعد ما قد جنته وتجنيه السياسة المشبوهة لهذا النظام طوال الـ44 عاماً الماضية والتي روّجت لمشروع الخميني بإقامة إمبراطورية دينية متطرفة وهي سياسة ساهمت في وخامة أوضاع الشعب الإيراني وفي التأثير السلبي على السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، يجد هذا النظام من جراء الآثار والنتائج والتداعيات المختلفة التي ترکتها وتترکها الانتفاضة الشعبية على الأوضاع المختلفة للنظام فإنها قد وضعته "أي النظام" أمام ورطة فريدة من نوعها، إلى الحد الذي يمکن اعتبارها صالحة لتکون مضرباً للأمثال، إذ إن النظام محاط من کل الجوانب بأسباب السقوط والانهيار.

الورطة التي يواجهها النظام الإيراني حالياً، هي ورطة لا يحسد عليها أبداً، لأنها تٶکد حقيقة مرة جداً وهي أنها"أي الورطة" ليست مثل الورطات السابقة التي کانت أسباب التملص منها أو الهروب للأمام بفعل سياسة الاسترضاء الغربية الغبية قائمة، ولکن وبفعل الأوضاع الجديدة التي نجمت عن الانتفاضة الشعبية على الصعيدين الداخلي والخارجي على حد سواء ولا سيما قرار الکونغرس الأمريکي رقم 100 الداعي لتأييد الانتفاضة الشعبية الإيرانية، وکذلك قرار البرلمان الأوربي الذي طالب بتصنيف  جهاز الحرس التابع للنظام ضمن قائمة الإرهاب وتزايد الحديث على الصعيد الدولي عن احتمالات التغيير السياسي الجذري في إيران، فإن النظام يجد نفسه متشبثاً بأي شيء من أجل أن يغير من مسار الأوضاع ويحول دون التأثير عليه.

الشعب الإيراني الذي ملّ من هذا النظام ومن کل ما يتعلق به، وخصوصاً بعد أن قاد الشعب والبلاد إلى هذا المنعطف الخطير والاستثنائي والذي يٶکد فشل وإخفاق نهجه، جملة وتفصيلاً، خصوصاً وإن الاتفاق مع السعودية وبلدان المنطقة الاخرى والذي تطالب بلدان المنطقة بموجبها النظام الايراني بإنهاء تدخلاته المشبوهة في بلدان المنطقة، وبشکل خاص من خلال أذرعه العميلة، فإن الشعب لا يراهن على النظام أبداً، کما إنه لا يثق به ولا بوعوده وهو يعلم بأن هذا النظام مثلما إنه من المستحيل أن يتخلى عن قمع الشعب الإيراني وعن مواصلة برنامجه النووي حتى إنتاج القنبلة الذرية، فإنه وبنفس السياق لنيکف عن تدخلاته، ومن هنا فإن الشعب الإيراني مصمم على مواصلة نضاله حتى تحقيق التغيير الجذري الذي يطمح إليه.

ليفانت - فرید ماهوتشي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!