الوضع المظلم
الأربعاء ٠٨ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • وباء كورونا: تنبّؤات عرّافة بلغاريّة أم حرب بيولوجيّة؟

وباء كورونا: تنبّؤات عرّافة بلغاريّة أم حرب بيولوجيّة؟
زارا صالح

العرافة البلغارية بابا فانغا التي فقدت بصرها في عمر الثانية عشر وعاشت حتى عام 1996 عن عمر يناهز الخامسة والثمانون كانت قد تنبّأت بالعديد من الأحداث الهامة وظلّت إحدى مصادر صناعة الأخبار نتيجة تلك التوقّعات التي تحققت مثل غرق الغواصة الروسية عام2000 وكذلك هجمات أيلول 2001 في أمريكا وغيرها من الاحداث التي جعلت منها نوستراداموس البلقان. إضافة الى ذلك فقد تنبأت العرافة الضريرة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فيما تنبّأت بكوارث وأزمات في أوروبا خلال عام 2020 وقد يكون ظهور فيروس كورونا بداية هذه السنة إحدى علامات التنبّؤ الذي توقّعته العرّافة البلغارية مثل ظهور مرض غامض سيصيب الرئيس الامريكي وكذلك احتمالات ازدياد التوتّر بين الصين وأمريكا على خلفيّة الحرب التجاريّة. عرّافة بلغاريّة 


ولعلّ اكتشاف فيروس (كوفيد-19) في الصين وتفشّيه هناك وتحديداً في مدينة ووهان التي تعتبر مركزاً أساسيّاً للصناعة والاقتصاد في وسط الصين وتشتهر بوجود عدد كبير من المصانع والجامعات وتستقبل أكبر عدد من الطلاب القادمين إليها من مختلف بلدان العالم وكذلك تعتبر من أهم أربع مدن تجارية في الصين. وحتّى بعيداً عن نظريّة المؤامرة في هكذا كوارث وأزمات فإنّ تاريخ البشرية مع الأسف حافل بالعديد من الحروب البيولوجية التي استخدمتها الدول في صراعاتها على مرّ العصور ولعلّ تحوّل العالم إلى قرية صغيرة بفعل العولمة وتلاقي المصالح الاقتصاديّة قد سهل كثيراً من إمكانية صعود الحرب البيولوجية وسهولة تنفيذه.


بالعودة الى مآسي البشر جراء تفشّي الأمراض الوبائيّة خلال القرن المنصرم فقد دفع أكثر من 500 مليون حياتهم كضحايا الأمراض المعدية منها مئات الآلاف حصل بشكل مقصود كأحد أنواع الحرب البيولوجية بين الدول حيث كان يتمّ نشر فيروسات وأمراض معدية مثل الطاعون، الكوليرا، الجمرة الخبيثة، إنفلونزا الطيور، إنفلونزا الخنازير ومؤخّراً فيروس كورونا القاتل إضافة إلى غيرها من الوبائيّات كوسائل حرب فتاكة بدلأ عن الصواريخ والتدخل العسكري المباشر كسلاح حربي لابادة الخصوم.


وفي حقيقتها العلمية فإنّ الفيروسات لاتخلق من العدم وإنّما هي موجودة في الطبيعة (في الطيور والحيوانات مثلا) قبل أن تنتقل للإنسان حيث يتمّ إجراء تعديلات عليها في المختبرات العلمية ومن ثم استخدامها في الحروب البيولوجية. ولعلّ المثال الأقرب للتأكيد على هذه الحقيقة العلميّة هو حول فيروس كورونا الجديد (كوفيد19) الذي أضيف إلى قائمة الفيروسات التاجيّة (كورون) السبعة، حيث الأخطر منها مثل فيروس (سارس) الذي اكتشف عام 2003 وانتقل من الجِمال إلى الإنسان فيما أنّ الفيروس المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط (ميرس) انتقل من القطط إلى الإنسان وتبدأ الخطورة عندما تحدث طفرات وراثيّة تغيّر من طبيعة الفيروس. عرّافة بلغاريّة 


وإذا ذهبنا وفق فرضيّة التسريب التي يعتقد البعض بصحّتها فهناك من يؤمن بفرضيّة وجود من قام وبشكل مقصود بعملية تسريب الفيروس من مختبرات علمية موجودة في أوروبا أو أمريكا حيث تمّ تصنيعها بعد أن أجريت تغيّرات على فيروسات قائمة ومن ثمّ نشرها كإحدى وسائل الحرب البيولوجية. ويعتقد بأنّه تمّ وقوع الاختيار على الصين لنشر هذا الفيروس لأكثر من سبب قد يعود أولاً الى الصعود العملاق للاقتصاد الصيني الذي بات يغزو العالم بسرعة النار في الهشيم مما جعل أمريكا وأوروبا تتخوّفان من هذا المدّ التجاري والتكنولوجي الصيني الذي أصبح يهدّدهم في عقر بلدانهم وبأسعارٍ منافسة جعلت تلك الدول تتحالف لإيجاد استراتيجيات مشتركة حول كيفية الصمود أو محاربة هذا الغزو الصيني للأسواق والذي عُدّ من أولويات سياسة دونالد ترامب وحلفائه الأوروبيين ولهذا لن يكون مستبعداً التسليم بهكذا فرضيّة قد تلامس واقع الصراع الاقتصادي-السياسي في العالم.


 إلى ذلك فإنّ السبب الآخر الذي قد يكون متمّماً للأول هو التسليم بفرضيّة قيام التسريب بفعل فاعل وذلك لاكتمال مايسمّى بالمؤامرة والحرب البيولوجية عبر اختيار الصين مكانا لنشر الفيروس في منطقة مكتظّة سكانيّاً مثل الصين وتحديداً مدينة ووهان ذات الكثافة السكانية مما يسهل من عملية انتقال الوباء سريعاً وبالتالي سيكون عدد الإصابات والضحايا كبير جداً وقد خلّف بالفعل أعداداً هائلة من القتلى والمصابين في بلدان عديدة مثل إيران وفي القارّة الأوروبية، وبعدها فإنّه من المتوقّع أن تعلن فيما بعد شركات الأدوية العملاقة عن اكتشاف لقاح مناسب بعد أن يفتك الوباء بالملايين من الناس ويتمّ احتكار سوق الدواء من خلال بيع اللقاح بشكل سريع نتيجة التضخيم الإعلامي وزيادة الحاجة وبالتالي جني أرباح خياليّة من بيع ذلك اللقاح. عرّافة بلغاريّة 


وبعيداً عن كافّة الفرضيّات فإنّ وباء كورونا أصبح تهديداً حقيقياً يواجه العالم أجمع وفي فترة زمنية قصيرة جداً استطاع هذا الفيروس إحداث حالة من الهلع والرعب بين الناس على مستوى العالم حيث شلّت الحركة وتوقفت الحياة في أكثر من بلد وتغيّرت سلوكيات الناس والعادات الاجتماعية فيما الأسواق ومخازن المواد الغذائية شهدت غزوات ومعارك طاحنة من أجل اقتناء وتخزين ما يمكن تخزينه في ظلّ وقوف دول وحكومات وإمبراطوريات عاجزة عن إيجاد حلًّ يقيها شرّ تفشّي الوباء ولعلّ الخطاب الأخير الصادم لرئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بقوله أن تستعدّ العديد من العائلات البريطانية لتوديع أحبّتهم يعكس ذلك الفشل والحيرة وكان بمثابة جرس إنذار لأيام صعبة قد تواجه بريطانيا وشعبها وكذلك العالم أجمع رغم أنّ البعض وصف حديث جونسون وأسلوبه في التعبير بالفظّ والقاسي والذي أدخل البريطانيين في حالة رعب وخوف شديدين أكثر. ليفانت


ليفانت - زارا صالح


 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!