-
نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء في الأمم المتحدة لـ”ليفانت”: مسبار الأمل فخر لكل مواطن عربي
2019 أطلقنا عليه اسم “عام الفضاء المصري” لأنه انطلاقة حقيقة لمشروعنا.
حذّرنا من فيضان السودان المدمّر منذ حوالي 4 سنوات.
فيضان السودان تسبب في تعويض احتياطي مصر من المياه لمدة 3 سنوات.
دلتا مصر معرضة للغرق كاملة خلال 90 عام.
مسبار الأمل فخر لكل مواطن عربي.
الإمارات غيّرت نظرة العالم للعرب وسبقت الجميع لدراسة المريخ.
حاورته: رشا عمّار – القاهرة
حذّر الدكتور علاء النهري نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء في الأمم المتحدة، من مغبة التغيرات المناخية التي ستحدث في العالم ونتائجها، وقال إن العالم كله سيواجه كارثة غرق مدن وعواصم بأكملها، إذا لم يتخذ خطوات جادة في الحفاظ على التوازن البيئي.
وتحدث النهري في حوار مطوّل مع “ليفانت” عن أجندة المركز الإقليمي لعلوم الفضاء التابع للأمم المتحدة وكذلك اللجنة السلمية لاستخدامات الفضاء والتي يمثل مصر فيها، وكشف عن خطط بلاده المستقبلية في مشروعها الفضائي وكيف نجحت في تدارك عقود من الزمن لم تكن حاضرة فيه في ذلك المجال، كما أثنى على مشروع الإمارات وأكد أنه فخر لكل مواطن عربي.
- ما أهم الموضوعات على أجندة المركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة؟ وما القضايا التي تحتل أولوية اهتمامكم؟
المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء التابع للأمم المتحدة، مقره الأردن، ومديره الدكتور عوني الخصاونة، وهو أحد المراكز الإقليمية الستة، في الصين والهند والمغرب ونيجيريا وبرازيل والمكسيك، تأسس سنة 2012 ويضم في عضويته 14 دولة عربية وجار انضمام الباقي.
أهم الموضوعات على أجندته هو نشر تكنولوجيا الفضاء والفلك، من خلال عمل دورات للمهتمين بهذا المجال من مختلف الدول العربية، يحاضر فيها أعلى كفاءات في المنطقة بالتعاون مع مركز الصين لتدريس علوم الفضاء، وأولوياتنا هو عمل وكالة فضاء عربية، وتم المطالبة بها منذ عامين وجار العمل على تدشينها بالتعاون بين الدول أعضاء المركز وجميع دول المنطقة.
- مصر بدأت مشروعها الفضائي وأعلنت العام الماضي عن تدشين محطة للفضاء.. ما أخر تطورات المشروع المصري؟
مصر بدأت مشروعها الفضائي منذ عام 1958، لكن بسبب الحروب التي خاضتها والضغوط الاقتصادية والسياسية التي مرّت بها تأخر مشروعها الفضائي لعدة عقود، وفي عام 2007 أطلقت أول قمر صناعي لاستكشاف الأرض (egy sat)، وطبعاً ناهيك عن مجموعة الأقمار الصناعية الخاصة بنايل سات التي بدأت قبل ذلك التاريخ بفترة، ولكن يمكننا القول، أن عام 2019 هو عام الفضاء المصري، لأننا دشنا مجموعة من المشروعات الفضائية الهامة، حيث تم إطلاق القمر الصناعي “ايجبت سات اي”، وهو أول قمر في الشرق الأوسط يصور العالم كله بتقنية 4K، وله قدرة هائلة في التعرف على الموارد التعدينة وصلاحية التربة وأيضاً يسهم في التخطيط العمراني ومشروعات الأمن القومي.
ونجحت مصر في تدشين وكالة الفضاء المصرية، واستضافة وكالة الفضاء الأفريقية، ثم أطلقنا بنهاية العام قمرين “كيوب سات” وهى أقمار تعليمية، كما أطلقنا “طيبة سات” وهو أول قمر صناعي مصري متخصص في مجال الاتصالات وسيتبعه مجموعة من الأقمار الأخرى بنفس المجال، وهذا القمر له أهمية قصوى في استمرار التواصل مع الطائرات المصرية خارج حدودنا وخاصة في أفريقيا، في الماضي كنا نفقد الاتصال بطائرتنا بمجرد الخروج من الحدود باتجاه أفريقيا وكذلك السفن، ويمكنه أيضاً الاتصال بأنظمة الانذار المبكر لرصد أي مخاطر تهدد الأمن القومي مثل تسلل الإرهابيين عبر الحدود أو المخاطر البيئية مثل السيول والعواصف.
- خلال السنة الماضية، أطلقت مصر أكثر من قمر صناعي.. هل هناك استراتيجية لدى مصر لتصنيع الأقمار؟
نعمل مع مختلف الجامعات والمراكز المتخصصة لتأهيل الشباب والباحثين المصريين في مجال تكنولوجيا الفضاء للبدء في التدريب على تصنيع أقمار، في البداية نعمل على مجسمات وأقمار صغيرة، ونأمل أن يتم في وقت قريب تصنيع قمر صناعي مصري بالكامل، ونحن نعمل على تطوير تكنولوجيا صناعة الأقمار مع أحدث النظم في العالم.
- ما أبرز الدول التى تتعاون معها مصر حالياً فى مجال الفضاء؟
الصين وروسيا، وهناك اتصالات مع ألمانيا لتصنيع بعض الأقمار، وكان من المفترض أن يحدث تعاون مع الهند لكنه لم يتم حتى الآن، ونحن نفضل التعاون مع الصين لأنه تعاون مثمر وفيه شراكة في التصنيع وتبادل الخبرات و50% من القمر الذي سيتم تصنيعه مع الصين، خلال الفترة المقبلة صناعة مصرية، لكن الجانب الأوروبي لا يقبل ذلك.
- سد النهضة قضية تشغل الشارع المصري.. ما الذي تكشفه الأقمار الصناعية عن مراحل ملء بحيرة السد؟
منذ بداية بناء السد، ونحن نرصد كافة الخطوات بالأقمار الصناعية، ومع بداية إزالة الغابات لبدء التجهيزات، طبعاً المرحلة الأولى لملء بحيرة السد بدأت وهناك مفاوضات، ونتمنى أن تصل مصر مع أثيوبيا إلى حل ويتم التخزين من 7-10 سنوات حتى لا يقع الضرر على مصر.
- برأيك ما الأسباب وراء فيضانات السودان المدمّرة؟ وهل تم التنبؤ بها ؟
حذّرنا من خطورة فيضان السودان منذ 4 سنوات، وقلت أن خط المطر انتقل شمالاً بنسبة نصف درجة شمال خط الاستواء، بجانب تخزين المياه في بحيرة السد 93 مليار متر مكعب تسبب تبخر سطح البحيرة في سقوط أمطار غزيرة في السودان، أدت لزيادة الفيضان بهذا الشكل المدمّر.
ولكن ارتفاع منسوب مياه النيل أدى إلى زيادة نسبة المياه وعوضت النقص في بحيرة ناصر خلف السد العالي، وهو ما يمكن أن يكفي مصر من احتياطات المياه لمدة على الأقل ثلاث سنوات.
- بصفتك خبيراً فى الاستشعار عن بعد.. ما توقعاتك لتأثير التغيرات المناخية على المنطقة العربية؟
مصر ستتضرر بشكل كبير من التغييرات المناخية، ودلتا النيل معرّضة للغرق بشكل كامل بعد 90 عاماً، إذا استمرت معدلات الاحتباس الحراري على هذا النحو، والسبب الأساسي له هو تغيّر نسب الغازات بسبب الصناعات، ومنسوب سطح البحر ارتفع بشكل كبير في عدة دول لذلك عدة مناطق في العالم منها المالديف ودلتا مصر معرضة للغرق بالكامل.
الأعاصير والجفاف أيضاً، سوف تزيد بشكل كبير في المنطقة العربية خلال الفترة المقبلة ولابد من بحث حلول عاجلة لها.
- ما المقترحات التي من المقرر أن يتم مناقشتها بلجنة الاستخدام السلمى للفضاء خلال الفترة المقبلة؟
لدينا ملفات ثابتة، حيث تعقد لجنة الفضاء الخارجي 3 مرات في العام في فينا، واللجنة لديها لجنتان فرعيتان هما: اللجنة الفرعية العلمية والتقنية واللجنة الفرعية القانونية.
ومكتب شؤون الفضاء الخارجي ينفذ برنامج الأمم المتحدة للتطبيقات الفضائية، ويعمل لتحسين استخدام العلوم والتكنولوجيا الفضائية من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لجميع البلدان، وخاصة البلدان النامية. ويعقد المكتب في إطار البرنامج دورات تدريبية وحلقات عمل وحلقات تدارس وأنشطة أخرى في مجالات مواضيع مثل الاستشعار عن بُعد والاتصالات والأرصاد الجوية الساتلية والبحث والإنقاذ والعلوم الفضائية الأساسية والملاحة الساتلية.
أيضاً، من الموضوعات الهامة التى تناقشها سنوياً لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجى بالأمم المتحدة، طقس الفضاء، الأجسام القريبة من الأرض، استدامة الأنشطة فى الفضاء الخارجى، الاستخدامات السلمية للفضاء، النفايات الفضائية، أقمار الملاحة والإتصالات، التغيرات المناخية، دراسات للمياه من خلال الاستشعار عن البعد هذا بجانب الأنشطة الأخرى التى ذكرتها.
- كيف تابعت خطوات الإمارات في تنفيذ مشروعها الفضائي، وما المميزات والعيوب من وجهة نظرك؟
مشروع الإمارات الفضائي ومسبار الأمل، هو فخر لكل مواطن عربي، لأنها غيّرت نظرة العالم للعرب في دراسة الفضاء ولم تسبق الإمارات أي دولة عربية بإجراء دراسات على المريخ، لذلك فهو مشروع عظيم جداً، وفرصة نجاحه تصل إلى 100%، ومتابعتي للاختبارات التي أجريت للمسبار، تجعلني أعطيه هذه النسبة الكبيرة، فكل الاختبارات، لاسيما اختبار “محاكاة البيئة الفضائية”، تشير بوضوح إلى أننا أمام مهمة واعدة.
- ما تقيمك للمشروع الإماراتي مسبار الأمل ؟
المسبار يملك 3 أجهزة بالغة الأهمية، وهي كاشف يعمل في مجال الأشعة تحت الحمراء للطيف الكهرومغناطيسي، يدرس أنماط التغيرات في درجات الحرارة والجليد وبخار الماء، وكاشف آخر يعمل في مجال الأشعة فوق البنفسجية للطيف الكهرومغناطيسي لدراسة الطبقة العليا من الغلاف الجوي، وتعقب آثار غازي الأوكسجين والهيدروجين عند هروبها نحو الفضاء.
- بعض الناس تنظر لمشروعات الفضاء على إنها رفاهية.. ما رأيك؟
الفضاء هو الطريق إلى الرفاهية، وهذا ما تفعله الإمارات من خلال توجه “اقتصاد المعرفة”، ويحضرني هنا مقولة لـ”أنديرا غاندي”، رئيسة وزراء الهند السابقة، عندما ظهرت أصوات تعترض على مشروعات الأقمار الصناعية، بالقول: “لا نريد قمراً صناعياً ولكن نريد طبق أرز”، فردت عليهم قائلة:”القمر الصناعي يوفر لكم مزرعة أرز، وليس طبق واحد”.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!