-
مقتل إبراهيم رئيسي وتداعياته على القضية السورية وعلى الحرس الثوري
تعريف بشخصية إبراهيم رئيسي
إبراهيم رئيسي، المولود في 14 ديسمبر 1960 في مدينة مشهد، ينحدر من عائلة دينية بارزة. تلقى تعليمه الديني في الحوزة العلمية بمدينة قم، حيث درس الفقه والأصول الإسلامية تحت إشراف علماء بارزين مثل آية الله مرتضى مطهري وآية الله محمد بهشتي.
المسار الوظيفي والسياسي
رئيسي بدأ مسيرته في الجهاز القضائي الإيراني في سن مبكرة، وفيما يلي أبرز محطات حياته المهنية:
بداية العمل القضائي
النائب العام في كرج: بعد الثورة الإسلامية في إيران، بدأ رئيسي عمله في السلطة القضائية كنائب عام في مدينة كرج.
النائب العام في همدان: لاحقًا، تولى منصب النائب العام في همدان.
الترقي في النظام القضائي
النائب الأول لرئيس السلطة القضائية: شغل هذا المنصب من عام 2004 إلى 2014، حيث كان مساعدًا وثيقًا لرئيس السلطة القضائية آنذاك، آية الله محمود هاشمي شاهرودي وآية الله صادق لاريجاني.
المدعي العام للبلاد: تولى هذا المنصب من 2014 حتى 2016.
رئيس السلطة القضائية
في مارس 2019، تم تعيينه رئيسًا للسلطة القضائية من قبل المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، خلفًا لصادق لاريجاني. في هذا المنصب
في حادث مفاجئ أثار ضجة واسعة على الساحة السياسية الدولية، أُعلن عن مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث طائرة مروحية.ففي أثناء الرحلة، واجهت الطائرة مشكلات فنية مفاجئة أدت إلى فقدان السيطرة عليها. على الرغم من جهود الطاقم لمحاولة استعادة السيطرة، لم يتمكنوا من تجنب الكارثة. تحطمت الطائرة في منطقة جبلية نائية، مما صعّب عمليات الإنقاذ وأدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها، بمن فيهم رئيسي. وقع الحادث في وقت حساس للغاية، حيث تواجه إيران ضغوطاً داخلية وخارجية متزايدة.
كان ابراهيم رئيسي في رحلة داخلية لمتابعة عدة مشاريع تنموية. أسباب الحادث ما زالت غير واضحة، حيث تشير التقارير الأولية إلى وجود عطل فني، بينما تلمح بعض التحليلات إلى احتمال وجود تدخل خارجي أو عمل تخريبي.
وللحادث تداعيات على إيران و المنطقة وهي
الأوضاع الداخلية:
أدى مقتل رئيسي إلى حالة من الصدمة وعدم الاستقرار داخل إيران. كان رئيسي يعتبر شخصية محورية في النظام الإيراني، وتحمل وفاته الكثير من التداعيات على المستوى السياسي الداخلي. من المتوقع أن تعاني الحكومة من أزمة قيادة، مع احتمالية حدوث صراعات داخلية على السلطة.
السياسة الخارجية:
من جهة أخرى، يعيد مقتل رئيسي تشكيل سياسات إيران الخارجية بشكل كبير. كانت إيران تلعب دوراً رئيسياً في الشرق الأوسط، وخاصة في القضية السورية. يتوقع أن يؤثر هذا الحادث على دعم إيران لنظام بشار الأسد في سوريا، وكذلك على علاقاتها مع الفصائل المسلحة المختلفة.
اما تداعيات الحادث على القضية السورية
1-تأثير مباشر:
تلقت الحكومة السورية الخبر بقلق شديد. كان إبراهيم رئيسي داعماً قوياً للرئيس السوري بشار الأسد، وتورطت إيران بشكل مباشر في الصراع السوري من خلال دعمها العسكري والسياسي والاقتصادي. من المرجح أن يؤدي هذا الحادث إلى تقليص الدعم الإيراني لسوريا على المدى القصير، نظراً لحالة عدم الاستقرار التي ستواجهها إيران.
2- موازين القوى:
قد يؤدي تقليص الدعم الإيراني إلى تغييرات في موازين القوى على الأرض في سوريا. يمكن أن تستغل الفصائل المعارضة هذا الوضع لتكثيف هجماتها، مستفيدة من ضعف الدعم الإيراني. في الوقت ذاته، قد تحاول روسيا، الحليف الآخر الرئيسي لسوريا، ملء الفراغ الذي قد تتركه إيران، مما قد يزيد من نفوذها في المنطقة.
3-الأطراف الدولية:
من جهة أخرى، قد يؤدي هذا الحادث إلى إعادة تقييم القوى الغربية لسياساتها تجاه سوريا. إذا تراجعت إيران عن دعمها للحكومة السورية، فقد ترى الدول الغربية في ذلك فرصة لدفع العملية السياسية، وإعادة طرح مبادرات جديدة للحل السياسي.
مقتل إبراهيم رئيسي وتداعياته على الحرس الثوري
إبراهيم رئيسي كان يعد شخصية بارزة في النظام الإيراني،و مقتله له تداعيات كبيرة على الحرس الثوري الإيراني، المؤسسة العسكرية الأكثر نفوذاً في البلاد.
إليك نظرة على هذه التداعيات:
مقتل رئيسي سيخلق فراغاً في القيادة داخل النظام الإيراني، ما قد يؤدي إلى صراعات داخلية على السلطة. الحرس الثوري، المعروف بولائه الكبير للمرشد الأعلى وبنفوذه السياسي والعسكري الواسع، سيجد نفسه مضطراً إلى لعب دور أكبر في تأمين الاستقرار الداخلي وإعادة تشكيل القيادة.
وقد يسعى الحرس الثوري إلى تعزيز نفوذه داخل النظام السياسي لتعويض غياب رئيسي. هذا قد يشمل تكثيف وجوده في المجالات السياسية والاقتصادية، وربما تولي المزيد من المناصب الحكومية الهامة لضمان استمرارية النهج السياسي الذي كان يدعمه رئيسي.
اما تأثير مقتله على السياسة الخارجية
كون رئيسي كان داعماً قوياً لتدخلات إيران في المنطقة، بما في ذلك سوريا، فإن وفاته قد تدفع الحرس الثوري إلى إعادة تقييم استراتيجياته الخارجية. الحرس الثوري قد يتجه إلى تعزيز دعمه للميليشيات الحليفة في المنطقة للحفاظ على النفوذ الإيراني، أو قد يضطر إلى تقليص هذا الدعم في حال تصاعدت الضغوط الداخليةالتحديات الأمنية*
وكون وفاة رئيسي يمكن أن تثير موجة من عدم الاستقرار الأمني، سواء بسبب التوترات الداخلية أو التهديدات الخارجية. فالحرس الثوري سيكون في حالة تأهب قصوى لمواجهة أي محاولات لزعزعة الأمن، وقد يزيد من تدخلاته في الشؤون الداخلية لضمان السيطرة.
وسيكون هناك إعادة لتوجيه الاستراتيجيات الاقتصادية فكون رئيسي كان معروفاً بدعمه لمشاريع اقتصادية تهدف إلى تقوية الاقتصاد الإيراني رغم العقوبات. الحرس الثوري، الذي يمتلك مصالح اقتصادية كبيرة، قد يسعى إلى الحفاظ على هذه المشاريع أو إعادة توجيهها بما يتوافق مع مصالحه الخاصة، مما قد يؤدي إلى تغييرات في السياسات الاقتصادية الإيرانية.
اما من حبث التأثير على العلاقة مع المرشد الأعلى* فالعلاقة بين الحرس الثوري والمرشد الأعلى علي خامنئي ستكون حاسمة في المرحلة المقبلة. إذا تمكن الحرس الثوري من الحفاظ على ولائه القوي للمرشد، فقد يتمكن من تجاوز أزمة مقتل رئيسي بفعالية. ولكن أي توتر في هذه العلاقة يمكن أن يؤدي إلى تداعيات خطيرة على استقرار النظام بأكمله.
مقتل إبراهيم رئيسي يمثل تحدياً كبيراً للحرس الثوري الإيراني، الذي يجد نفسه مضطراً إلى التكيف بسرعة مع الوضع الجديد لضمان استمرار نفوذه واستقراره. كيف سيتعامل الحرس الثوري مع هذه التحديات سيحدد مستقبل النظام الإيراني في الأشهر والسنوات القادمة، وسيكون له تأثير كبير على سياسات إيران الداخلية والخارجية.
ليفانت-نديم غنوم
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!