الوضع المظلم
السبت ١٨ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
لا بد للحركة الطلابية والثورة الإيرانية من أن تنتصر
فريد ماهوتشي

قبل 69 عاماً، في السابع من كانون الأول (ديسمبر) 1953، تم قمع الاحتجاجات الطلابية ضد ديكتاتورية الشاه على يد جنود وقوات خاصة من الجيش في جامعة طهران حيث اعتقل وجرح مئات الطلاب.

كما استشهد خلال هذا الهجوم ثلاثة طلاب من الكلية التقنية بجامعة طهران. منذ ذلك الحين، تم إعلان السابع من كانون الأول (ديسمبر) يوماً للطلاب، وله أهمية خاصة في تاريخ إيران المعاصر، حيث كانت الجامعات الإيرانية مسرحاً لاحتجاجات الطلاب.

دون أدنى شك لقد كان للجامعات دور حاسم في انتفاضات متتالية في عهد الشاه والتي أدت إلى سقوطه في نهاية المطاف، ومن ثم لعبت الجامعات والطلاب دوراً خاصاً في الانتفاضات المستمرة خلال الفترة التي يحكم فيها نظام الملالي البلاد. وخلال الانتفاضة الأخيرة التي استمرت منذ 80 يوماً بهدف الإطاحة بنظام الملالي، استمرت الاحتجاجات في الجامعات بطرق مختلفة من التظاهرات إلى الإضرابات ومقاطعة الفصول الدراسية.

ووفقاً لتقارير شبكة مجاهدي خلق الإيرانية في إيران، من بين 141 جامعة حكومية في 31 محافظة إيرانية، شاركت 124 جامعة في مظاهرات واحتجاجات.

ونشطت وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية في العديد من الجامعات، ولعبت دوراً مهماً في استمرار الانتفاضة والتركيز على المطلب الأساسي للمتظاهرين، وهو إسقاط النظام.

ومنذ بداية الانتفاضة، حاول نظام الملالي منع استمرار الاحتجاجات في الجامعات بأي شكل من الأشكال، وبطرق مختلفة، بما في ذلك الاعتقال والضرب وتعليق العضوية وطرد الطلاب والطالبات، وخاصة من كانوا أكثر نشاطاً. وسعى النظام لقمع الاحتجاجات في الجامعات.

تم اعتقال أو إصابة أو تعليق عضوية عدة آلاف من الطلاب حتى الآن. تم طرد أو إيقاف بعض أساتذة الجامعات الذين تضامنوا وساروا مع الطلاب في الاحتجاجات.

أکثر ما يحرج النظام ويجعله يشعر بضعفه الحقيقي بشكل أكبر من الخوف والذعر الذي يمتليه، هو أن ما يجري حالياً ليس مجرد تطور عادي کالذي حصل خلال الفترات السابقة الأخرى، بل إنه تطور نوعي غير مسبوق لکن مع ملاحظة إنه يقترن بتداخل ملفت للنظر بين الانتفاضة الشعبية کحراك شعبي عام وبين دور وحضور وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق کصمام أمان وکعامل مساعد ومحفز من أجل إدامة وتوجيه الانتفاضة بالسياق والاتجاه الذي يصب في مصلحة الشعب الإيراني.

نعم، رغم كل هذا القمع، استمرت الاحتجاجات والإضرابات والاعتصامات في الجامعات الإيرانية.

ورأينا هذا الصمود الأسطوري في 2 أكتوبر 2022، عندما طوقت قوات الأمن مع عدد كبير من القوات القمعية المعروفة بقوات الشبيحة (اشخاص بلباس مدني) في مساء هذا اليوم جامعة الشريف للتكنولوجيا، كونها الجامعة التكنولوجية الأبرز في إيران، وقامت القوات القمعية بضرب وإطلاق النار على الطلاب.

وأصيب عدد غير معروف من الطلاب أو اعتقلوا ونقلوا إلى أماكن مجهولة. انتشرت أنباء الهجوم على جامعة شريف في جميع أنحاء إيران، وتوجه عدد كبير من سكان طهران نحو جامعة الشريف لمساعدة الطلاب. وامتلأت الشوارع المحيطة بجامعة الشريف بمتظاهرين هتفوا بشعارات مناهضة للنظام، وخاصة ضد علي خامنئي، واشتبكوا مع العملاء الذين حاصروا الجامعة.

ما يدفع أکثر للاعتقاد بأنه لا بد للحركة الطلابية وهذه الانتفاضة من الانتصار، هو أننا نشهد تلاحماً سياسياً ـ فکرياً بين الشعب وبين أکبر وأهم قوة معارضة للنظام، ونعني بذلك منظمة مجاهدي خلق، التي لها خبرة طويلة في مجال مواجهة النظام وکشف مخططاته وکيفية مواجهته وإدامة الصراع ضده.

الحقيقة المهمة جداً التي أکدتها الحركات الطلابية، خاصة، والثورة الإيرانية، عامة، من خلال الإصرار على استمرارها وتحدي النظام وماکينته القمعية، هي أن إيران باتت على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة سيقوم خلالها الشعب بطي الصفحة السوداء لحکم نظام ولاية الفقيه إلى الأبد، وتحقيق الحلم الذي طالما تمناه هذا الشعب بإقامة نظام يعبر عنه ويمثله بحق وحقيقة.

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!