-
طارق حجي لـ”ليفانت”: السلام يصطدم مع مشروع إيران القائم على إثارة الحروب في المنطقة
- سلام الشرق الأوسط تأخر كثيراً وسيخلق فرص عظيمة لتعزيز التعاون.
- إيران وتركيا بقايا الأصولية المناقضة لكل قيّم الإنسانية المعاصرة.
- الفلسطينيون ضيّعوا قضيتهم بانقسامهم وتشرذمهم.
- السعودية والسودان وعُمان، سيلحقوا بالإمارات والبحرين، في توقيع السلام مع إسرائيل.
- لن تحدث مواجهة عسكرية مباشرة بين مصر و تركيا.. ولو حدثت ستكون نتيجتها في صالح الجانب المصري.
- عقلية أردوغان صورة طبق الأصل عن بن لادن.
- الجهود العربية وفي القلب منها مصر والإمارات والسعودية نجحت في مواجهة التطرف.
حاورته: رشا عمّار
توقع الدكتور طارق حجي المفكر المصري والخبير في العلاقات الدولية، أن دولاً عربية أخرى ستلحق بالإمارات والبحرين في توقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل، منها السعودية والسودان وعُمان. طارق حجي
وقال “حجي” في حوار أجرته معه “ليفانت” في القاهرة، إن العامين المقبلين سيشهدان توسع في توطيد العلاقات العربية مع إسرائيل، بما يخدم مصالح الشعوب في المنطقة، ويخلق فرصًا أفضل للتعاون والتنمية، وأكد “حجي” أن هذا السلام سيصطدم بالضرورة مع مشاريع إيران في المنطقة القائمة على إشعال الحروب والقلاقل وضرب الاستقرار.
وعبّر “حجي” عن اعتقاده بأن المشروع التركي لن ينجح سواء في ليبيا أو سوريا، وأنه في حال حدوث مواجهة بين تركيا ومصر في ليبيا ستكون الغلبة فيها لمصر بواقع الكفاءة والشرعية.
- مؤخرًا وقّعت كلاً من الإمارات والبحرين اتفاقيتي سلام مع إسرائيل.. كيف ترى خريطة السلام الجديدة وتأثيراتها على منطقة الشرق الأوسط؟
أراها كخطوة عقلانية وفي مصلحة قوى الحداثة في المنطقة، ولا يمكن أن يتضرر منها إلاّ الأصوليين (مثل إيران وحزب الله وحماس)، فإسرائيل وجدت بناء على قرار من الأمم المتحدة فى نوفمبر 1947، كان الأحرى بالعرب قبوله يومها، والقرار سيعزز فرص السلام والتنمية والاستقرار في المنطقة، ويدفع لمزيد من التعاون القائم على تحقيق المصالح الاستراتيجية المشتركة للبلدين، والحقيقة أرى أن الخطوة تأخرت، ولكنها تقدم جيد في مسار العلاقات، ويرسم خريطة استراتيجية للتوازن في منطقة الشرق الأوسط، قائمة على تحالفات جديدة بالتأكيد ستمثل عقبة أمام مشاريع إيران لبسط نفوذها وسيطرتها على المنطقة. طارق حجي
- كيف ستؤثر خريطة التحالفات الجديدة الجديد على المخططات الإقليمية التي تستهدف المنطقة خاصة تحالف إيران وتركيا؟
حكّام إيران وتركيا هم بقايا الأصولية المناقضة لكل قيّم الإنسانية المعاصرة، فإيران هي الوجه القبيح للأصولية الشيعية، وأردوغان هو أحد أخطر قادة التنظيم الدولي للإخوان، وهم سنام الأصولية السنّية. وإنتصار أو تقدم ممثلي الأصولية بوجهيها، يعني سقوط المنطقة في براثن التخلف والرجعية وبعدها عن العقل والعلم والتمدن ومسيرة الحضارة، وكان لهم مشروعاً حاولوا تنفيذه في الشرق الأوسط على مدار السنوات الماضية، لكن الشعوب العربية كانت يقظة لهذه المخططات، وبالرغم من نجاح هؤلاء في نشر الإرهاب والتطرف والأفكار المؤدلجة بين أبناء الوطن العربي، وما نتج عنها من تنظيمات إرهابية، إلا أننا لا يمكن أن نعتبر مشروعهم قد نجح، لأن حقيقتهم تكشفت، وسقطت عنهم الأقنعة، وباتت الشعوب تعرف حقيقة نواياهم.
- ما الفائدة التي ستعود على الخليج من هذه الاتفاقات؟
الأشياء تُعرف بأضدادها. فهل يُعقل أن تكون الفوائد في نقيض السلام؟ السلام وحده يكفي، والمنطقة تعاني من اضطرابات وأزمات مركبة، تعرقل كافة محاولات التقدم وتحقيق نتائج إيجابية في عدة مناحي، لذلك فإن إقرار السلام سيعزز فرص التعاون والاستثمار وسيخلق فرص لتحقيق مصالح للشعوب.
- ما رأيك في الهجوم الذي تبع التوقيع والاتهامات الموجّهة للبلدين بالتخلي عن القضية الفلسطينية؟
إذا هاجمتك القوى الحاكمة فى طهران وحزب الله وحماس وقطر، التى كان بها ما يعتبر سفارةً لإسرائيل، إذا هاجمك هؤلاء، فلابد أن تكون أنت على حق، أما القضية الفلسطينية فقد ضيّعها الفلسطينيون أنفسهم بإنقساماتهم وتشرزمهم، ويكفي أن ننظر لما حدث ولايزال يحدث بين السلطة الفلسطينية التى فى رام الله، وحماس فى غزة. إن اعتقاد الفلسطينيين بأن قضيتهم لابد أن تكون القضية الأولى لبلدان أخرى هو “قرصنة سياسية تنطلق من تعصب ديني”، فمصرُ هي قضية المصريين الأولى، والإمارات هي قضية الإمارات الأولى، والسعودية هي قضية السعوديين الأولى. طارق حجي
- من خلال قراءة حضرتك للمشهد العربي.. من الدول المتوقع أن تبرم افاقات سلام مع إسرائيل في المستقبل؟
خلال سنتين على الأكثر، ستتسع قائمة الدول أعضاءِ الجامعة العربية التى لها سفراء في إسرائيل، وستكون بها كل هذه الأسماء: مصر والسعودية والإمارات والبحرين والأردن والسودان وعُمان وموريتانيا والمغرب.
- هل تؤيد الرآي القائل بإن إيران هى الخاسر الأكبر من إقرار السلام في المنطقة؟
نعم. وأضيف أن إيران مثل الإخوان يسبحان ضد تيارات العقل والعلم والإنسانية، وأن مآلهما للتلاشي.
- تركيا مستمرة في إثارة القلائل سواء في ليبيا أو منطقة شرق المتوسط، في ظل تحذيرات دولية من نتائج هذه التحركات.. كيف ترى تحركات تركيا على صعيدها الإقليمي؟
تركيا مع قطر هما قائدا التنظيم الدولي للإخوان، وأتوقع لتركيا ألاّ تحقق مآربها في ثلاث مناطق هي سوريا وليبيا وشرق البحر المتوسط، ما يحدث، أن تركيا تحارب بالوكالة عن تنظيم الإخوان الدولي ولا يمكن فصل ما يحدث في ليبيا عما يحدث في سوريا، لأنها معركة واحدة يقوم بها الإخوان ضد الدول العربية لصالح مشروعهم. طارق حجي
- هل سيتخذ الاتحاد الأوروبي موقفاً أكثر حزماً مع تركيا؟
كل المؤشرات تقول أن هذا الموقف الأوروبي الأكثر حزماً يتشكّل حالياً. ويكفي الإطلاع على الكلمات الرعناء لأردوغان عن الرئيس الفرنسي ماكرون، من الواضح جداً أن تلك التحركات الاستفزازية والمعادية للشرعية الدولية تحدث صدى لدى الدول الأوروبية، التي تدرك مدى تأثيرها على أمن واستقرار أوروبا، في ظل تداعيات كثيرة تمثل خطر على البلاد أبرزها أزمة كورونا، وبالتالي تعتبر سياسة أردوغان عامل محوري في إثارة المشكلات وزعزعة الاستقرار وهو ما سيواجهه الأوروبيون بمنتهى الحسم.
- الحديث مؤخراً مستمر عن احتمالية مواجهة عسكرية بين مصر وتركيا.. من سينتصر؟
لن تحدث مواجهة عسكرية مباشرة بين مصر وتركيا. ولو حدثت ستكون نتيجتها في صالح الجانب المصري، فهو الأقوى كما أن جغرافيا الصراع في هذه الحالة في صالحه تماماً.
ما يحدث في ليبيا هو حرب بين الدولة المصرية وتنظيم الإخوان، بدأت منذ 30 يونية 2013، ومصر لن تسمح بأي شكل من الأشكال بوجود مليشيات ومرتزقة أتراك على الحدود المصرية، أو حتى داخل الأراضي الليبية.
- هل تأثر أردوغان بسياسته العدوانية وخاصة بعد العدوان على سوريا وليبيا؟
عقلية أردوغان هي من المنظور الاستراتيجي صورة طبق الأصل من عقليات أشخاص مثل بن لادن وخالد مشعل وإسماعيل هنية وخيرت الشاطر والقرضاوي. وكل وأي إختلافات بينه وبين هؤلاء هم إختلافات تكتيكية وليست استراتيجية، وكما قلت سابقاً، هو عضو في التنظيم الدولي للإخوان ويقوم بالحرب نيابة عنه، لكن كل مشاريعه فشلت وسيواجه عقوبات دولية كبيرة ستضاعف انهيار بلاده في هذه المرحلة الحرجة.
- لكن هناك أخبار أيضاً عن تخلي أنقرة عن جماعة الإخوان.. هل سيغيّر أردوغان سياسته الداعمة للتيارات الإرهابية؟
حدوث ذلك من المستحيلات. فالرابطة بين أردوغان والإخوان هي رابطة عقائدية. ولكنه “قد” يتخذ خطوات تكتيكية تظهره وكأنه يبتعد عنهم.
- علاقات مصر الخارجية تأثرت بشكل كبير خلال السنوات الماضي.. في رأيك هل عادت لقوتها مرة أخرى؟
مصر هي الدولة الوحيدة بين دول ما يسميه البعض بالربيع العربي التى بها استقرار وسلام مجتمعي وإزدهار. ووجودها في رباعي مِصْر والسعودية والإمارات والبحرين، هو إتساق طبيعي مع شخصية مصر، ولدينا بالتأكيد ملفات يجري العمل عليها على قدم وساق، لكننا نجحنا في حسم ملفات أخرى هامة وعادت قوتنا الخارجية سواء في محيطنا الدولي أو الإقليمي. طارق حجي
- هل نجحت الجهود العربية وفي القلب منها مصر والسعودية والإمارات في ملف مكافحة الإرهاب والتطرف؟
نعم ولحدٍ كبير. ولكن هذا النجاح نسبي. فمن المستحيل في ظروف عالمنا المعاصر أن يكون هذا النجاح مطلقاً. ولكنني أُكرر هنا ما أذكره دوماً، وهو أن النجاح الأمني لا يزال أكبر من النجاح الفكري والذي هو بطبيعته أصعب.
واعتقد ملف تجديد الخطاب الديني في مصر يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، لأنهما يجسدان رغبة القيادة السياسية في تحقيق هذا الهدف، لكن هناك الكثير من العقبات التي يضعها القائمون على التنفيذ، تعد معرقلة ولابد من التعامل مع الملف بمنتهى الحسم.
ليفانت
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!