-
سجائر 1970 وشعاراتها.. سرقة جديدة لينتهك الأسد ومخلوف من خلالها حكم البلاد واقتصادها
أدون عيسى ـ ليفانت نيوز
عبر تاريخ صناعة التبوغ غالباً ماعادت أسماء المنتج لمدينة أو اسم المُنتج أو حروف تم تركيبها لتختصر جملة ما، في سوريا فقط يتم الترويج لدخان يسمى 1970 والربط بين اسمه واستلام "حافظ الأسد "فعلياً رئاسة سوريا بعد انقلاب على رفاقه في حزب البعث عام 1970 حيث تم تعيين "أحمد الحسن الخطيب" رئيساً مؤقتاً قبل أن يستلم الرئاسة رسمياً قائد الإنقلاب ،ورئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأسد الأب عام 1971 باستفتاء شعبي شكلي وصل إلى 95% لصالحه، وتكتمل بروبغاندا دعاية دخان 1970 برأس أسد ،ونجمتين باستثمار التصميم الذي يحوي طباعة المارينز كإشارة إلى علم النظام وجيشه .
شعارات النظام بمنتج بريطاني !!
شعارات (مين خلف ما مات ،والملك بيغلب، وكش ملك)، ومن ثم التركيز على شعار (عودة الزمن الجميل 1970) للدلالة على انتصار الأسد الإبن عسكرياً وتنشيط ذاكرة الجمهور بسيطرة الديكتاتورية الأسدية بعام 1970 هو ما يمكن مطالعته من تعليقات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك من يشتري المنتج كرمى لعيون القائد ،وهناك من يشتريه لأجل الجيش وانتصاراته ،ومن يشتريه لدعم من ينتجه ،وعلى مقلب أخر هناك من يدعو لمقاطعة المنتج كون استثماره يعود لعصابة النظام.
تقول "سراء" ناشطة ومعارضة من مدينة اللاذقية : "الجميع يعلم بأن (رامي مخلوف) هو من يقوم بهذا الإستثمار ،وتم خلق البروباغاندا حول المنتج من قبل شركاته ومؤسساته التي لطالما تربط أي سرقة استثمارية بالوطن، والمواطن، والشهداء، والجيش ،وقائد الوطن لجمهور الموالاة، كدعايات سيرياتل، وأجنحة الشام ،واللافت وضع كلمة بريطاني قبل وطني للتفخيم من نوعية السجائر، والمضحك ذلك العرض الإعلاني بأنه حين تشتري كروز من سيجار 1970 ستكون من المرشحين لربح موبايل في عملية استكمال سرقة كل مخصصات الشعب السوري من خيرات وطنه باستخدام سيرياتيل مصدراً لربح هذه الموبايل وصولا لهذه الشركة".
وتتابع "سراء" : "المنتج موجود في عدة بلدان مثل لبنان والأردن ،وما تأكدنا منه حتى الأن بأن (رامي مخلوف) حصل على وكالة استخدام الإسم من الشركة البريطانية وبدأ بشراء التبغ البلدي من السوق المحلية وتغليفه ليصبح سجائر 1970، لكن السؤال كيف حصل على تلك الوكالة ولو بغطاء أسماء أخرى؟ خاصة أن بريطانيا لا تتعامل مع النظام السوري اقتصاديا، وكيف يتم الربط بين انتاج وطني بنكهة بريطانية كما يروّج له على حساب الشركة العامة للتبغ!!، إنها ذات اللعبة التي قام بها لإفشال مؤسسة الطيران لصالح أجنحة الشام التي تخصه هو وبشار الأسد".
60% من اقتصاد سوريا لرامي مخلوف..
وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية التي تختص مقالاتها بالتحدث عن الأعمال التجارية والدولية قد نشرت تقريراً في 2011 عام انطلاق مظاهرات الشعب السوري ضد النظام، أكدت خلاله بأن "رامي مخلوف" يملك 60% من الإقتصاد السوري في مجالات السياحة، والإتصالات، والطيران المدني، والإعلام، والعقارات، واحتكارات في الإستيراد والتصدير، والخدمات المصرفية، وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد جمّدت أصوله المالية عام 2008 بسبب تلاعبه بالنظام القضائي وترهيب منافسيه بمجال التجارة بالمخابرات السورية.
منتج عالمي يغلف على بواخر مخلوف
ويوضح "نضال" شاب جامعي من طرطوس : "هناك أحاديث يتم تداولها بالساحل وقد سمعتها أيضاً من بعض الأقارب بالريف، بأن هناك تجار جدد لم يظهروا بالمنطقة سابقاً يشترون الدخان البلدي بأسعار أفضل من سعر (مؤسسة التبغ ـ الريجة) بحجة تصديره ومن ثم يتم نقله من الشواطئ السورية إلى باخرتين تابعتين لرامي ووالده محمد مخلوف، لتتم صناعة المنتج على هذه البواخر المجهّزة ويعود ليدخل بشكل غير شرعي إلى البلاد ليتم توزيعه تحت تراخيص شكلية".
ويتساءل نضال: "هناك منتج جديد في السوق ومن أبسط حقوق المستهلك معرفة مكان صناعته وكيف يدخل البلاد وعلى أي أساس ينافس صناعة التبوغ التابعة للدولة؟!.
وخلال البحث عن ماهية هذه السجائر تبيّن بأنها تُنتج من قبل شركة تدعى 1970، كما وجدنا بأن الموقع الإلكتروني لهذه الشركة هو موقع محلي وصف الشركة بأنها بريطانية مملوكة من قبل مجموعة (BTC) العالمية الدولية التي ـ بحسب من يُعرف عنها ـ تملك باع طويل منذ ربع قرن بالبيع، والترويج، والتطوير في مجالات التبوغ، والضيافة، والأزياء، والأكسسوارات، وتواكب احتياجات عملائها في العالم، لكن لم يتم ذكر أي مكان أو صور لمعمل أو مصنع لإنتاج التبوغ، كما لم ينسى مشرفي صفحة "الفيس بوك" التابعة للموقع التذكير بوطنية المنتج البريطاني السوري بكل منشور، وتضم الصفحة 51,697 مشترك وقد نشرت بوستها الأول بتاريخ 29 مارس 2018 حاوية مئات الإعلانات عن عودة الزمن الجميل وشعارات أخرى يتضح هدفها مع معرفة صاحب الإستثمار، كما تحوي سحوبات لربح دراجة نارية أو موبايل، ومشاركات الشركة بأجنحة في عدة معارض كمعرض دمشق الدولي والشام بتجمعنا.
علاقة الشركة بجزر فيرجن البريطانية
بعد عدة اتصالات علمنا بأن عنوان الشركة في سوريا موجود في يعفور البوابة الثامنة ليؤكد لنا مصدر من دمشق صحة ما تم ذكره على الموقع الإلكتروني للشركة نفسها بأن العنوان الوهمي هو في جزر فيرجن البريطانية، وهو أمر غير غريب عن النظام وعصابته الاقتصادية واتقانهم مسائل التهرب الضريبي وغسيل الأموال، لا سيما وأغلبهم على قائمة العقوبات الاقتصادية عالمياً، حيث كشفت فضيحة وثائق بنما عام 2010 مساعدة مكتب المحامي "مومساك فونسيكا" لرامي مخلوف رغم العقوبات ضده تسجيل شركة تابعة له تحت إسم ( Drex Technologies SA ) في جزر العذراء البريطانية كذلك سجل المكتب نفسه 3 شركات وهمية ( Pangates International /Morgan Additives Manufacturing/Maxima Middle East Trading ) وهي شركات تعمل في مجال النفط تتبع لمجموعة عبد الكريم في دمشق وأخرى في الإمارات لرجال أعمال من ثلة رامي مخلوف الاقتصادية، كما كشف موقع "ويكيليكس" عام 2013 عن وثيقة سرية خاصة بالسفارة الأمريكية في دمشق يعود تاريخها إلى عام 2008 تفضح حيتان المال الأربعة الذين يحركون امبراطورية الأسد المالية في سوريا وخارجها وإخفاء أمواله في الخارج، وهم "نبيل الكزبري ، وزهير سحلول" ، ووالد زوجة الأسد" فواز الأخرس" ، و"محمد مخلوف" خال رأس النظام ووالد "رامي مخلوف" المتحكم بجميع الأسماء التي تم ذكرها.
جزر "الأوف شور" والمال الفاسد
وتعد جزر فيرجن البريطانية واحدة من أربع تقسيمات رئيسية لثمانون منطقة تهرب ضريبي وغسيل أموال في العالم يطلق عليها " الأوف شور" أو جزر التهرب الضريبي أو شركات العنوان البريدي ،وتعد ملاذاً أمناً لزعماء ورؤساء دول وتجار فاسدين أو أموال الفساد والجريمة كون الأموال هناك لا تخضع لضرائب تذكر وتحيط بها السرية التامة، وفي حالات أخرى تقوم شركات أو ممثلين أو رياضيين بتجنب قانوني وشرعي للضرائب لكنه غير محبذ في بلدانهم ، وهناك العديد من الشركات العربية لجأت إلى جزر التهرب الضريبي منها على سبيل المثال شركة "القلعة" التي تعد صندوق استثماري أفريقي ويملكها "أحمد هيكل" نجل الإعلامي المشهور " محمد حسنين هيكل" حيث تم الرصد بأحد برامج الكشف عن التمويل بأن 38 من الشركات التابعة "للقلعة" والبالغة 130 شركة موجودة في "جزر فيرجن البريطانية" للتهرب من الضرائب وإحاطة مصادر أموالها بالسرية ، والخدعة ذاتها قام بها نجلي الرئيس المصري السابق حسني مبارك حيث سجل علاء وجمال حسني مبارك نسبة من استثمارات شركة "بوليون القبرصية" التي يملكانها في جزر العذراء البريطانية .
من مخلوف إلى مخلوف اللص سر أبيه..
مع الحملة الدعائية الكبيرة لدخان 1970 وقطع الطريق على 60 ألف فلاح يبيعون الدخان لمؤسسة التبغ بعرض أسعار أعلى، والدفع بشكل مباشر عكس مؤسسة التبغ التي تشتري بدفوعات متفرقة يكون رامي مخلوف واجهة الأسد الاقتصادية، يتجهز للإنقضاض على قطاع اقتصادي عريق انطلق منذ عام 1935 ويعمل بفروعه الثلاث 9400 موظفة وموظف وبناء امبراطورية خصخصة جديدة في مجال التبغ، بعد خصخصة والده "محمد مخلوف" مؤسسة التبغ عام 1972 وبعد أن استلمها شقيق زوجة الأسد الأب ليحولها لملكية شخصية حين جير "مخلوف الأب" كل عقود وكالات شركات السجائر الأجنبية لصالحه وباسمه، وشراء تجهيزات مستعملة على أنها جديدة، والسيطرة على سوق التبغ السوري الخام وبيعه في اليونان بأسعار تفوق بأضعاف تسعيرته المحلية ليقوم فيما بعد بإيقاف كل العقود لوكلاء ماركات التبغ الأجنبية في سوريا بعد رفضهم دفع عمولات لجيبه، وحصر تلك العقود بمؤسسة التبع ليصبح امبراطور هذه الصناعة في سوريا والمتحكم الوحيد بها تحت شعار (حماية الاقتصاد الوطني)، كما شعار رامي مخلوف في وقتنا الحالي(سجائر 1970 مين خلف ما مات وعودة الزمن الجميل).
مابين 1970 حافظ الأسد ومحمد مخلوف، و2019 بشار الأسد ورامي مخلوف إعادة هيكلة مستمرة لاقتصاد مسروق وتحويل مقدرات البلاد لمزرعة تنتج فقط من أجل لصوص يدخنون أغلى أنواع السيجار في العالم، وفيما يخص الشعب هدف هؤلاء أن يدخل دخان سيجارة 1970 رئة السوريين وتتغلغل شعاراته مع سرطان القمع والنهب في شرايينهم.
ما فاتهم بأن هذا الشعب الثائر ضحى بكل شيء من أجل الحرية ومقارنة بتضحياته هو مستعد للإقلاع عن التدخين مدى الحياة على ألا يعود ذلك الزمن الجميل الذي يريده الأسد ومخلوف.
سجائر 1970 وشعاراتها.. سرقة جديدة لينتهك الأسد ومخلوف من خلالها حكم البلاد واقتصادها سجائر 1970 وشعاراتها.. سرقة جديدة لينتهك الأسد ومخلوف من خلالها حكم البلاد واقتصادها سجائر 1970 وشعاراتها.. سرقة جديدة لينتهك الأسد ومخلوف من خلالها حكم البلاد واقتصادها
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!