الوضع المظلم
الخميس ١٩ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • اليسار الأرجنتيني يفوز بالانتخابات التمهيدية الرئاسية ... والتحديات تبدأ بهبوط العملة

اليسار الأرجنتيني يفوز بالانتخابات التمهيدية الرئاسية ... والتحديات تبدأ بهبوط العملة
نائبة الرئيس البرازيلي كريستينا كيرشنر

مع دخول العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين توقع خبراء تصاعد اليسار في أميركا الجنوبية، نفوذ قد يستمر إلى عقود قادمة.


وكانت بدأت الموجة آنذاك بفوز التيار اليساري في بوليفيا وأعلن ايبو موراليس رئيساً، وفي البرازيل بفوز ديلما روسيف، وفي الأوروجواي بفوز تاباريه باثكييث، بينما فاز مرشح يمين الوسط بكولومبيا خوان سانتوس بمنصب الرئيس.


آنذاك وحتى عام 2015  بدأت ترتسم ملامح يسارية لأميركا الجنوبية جارة الولايات المتحدة أمام تراجع اليمين المدافع عن السوق الحرة والليبرالية وسياسة الانفتحاح والمنفتح على تطبيق سياسات صندوق النقد الدولي.


 ومع عودة "انتخاب" مادورو في فنزويلا وكذلك انتخابات تشيلي، التي فازت فيها ميشيل باتشيليت الرئيسة السابقة ممثلة تيار اليسار الوسط وانتخابات الإكوادور التي فاز فيها الرئيس اليساري رافييل كوريا بولاية جديدة. لم تحسم هذه المعارك الانتخابية في تأكيد النقلة اليسارية لأميركا الجنوبية.


فقد عاد يمين الوسط في الارجنتين بفوز موريسيو ماكري مرشح يمين الوسط في الانتخابات الرئاسية  الأمر الذي أنهى 12 عامًا من تاريخ حكم الأحزاب اليسارية الأرجنتينية للبلاد. وأيضا في البرازيل مع فوز الرئيس البرازيلي اليميني جايير بولسونارو.


اليوم يتقدم من جديد اليسار في الانتخابات التمهيدية الرئاسية، على حساب ماكري، وأمام موجه يمين شعبوية ضاغطة عالمياً تبدأ من أميركا، أرخت بظلالها على الحدث الأرجنتيني، فلم تتأخر الأنباء في الإعلان عن هبوط عملة البيسو الأرجنتينية هبوطاً حادًا بعد أن حقق مرشح يساري كان قد دافع عن التخلي عن السياسات التقشفية فوزاً في الانتخابات الرئاسية التمهيدية يوم الأحد.


فقد هبط البيسو  بأكثر من 25% مسجلًا رقماً قياسياً في الانخفاض متجاوزاً 60 بيسو مقابل الدولار يوم الإثنين.


وتغلّب مرشح المعارضة ألبيرتو فيرنانديز في الانتخابات التمهيدية على الرئيس الحالي ماوريسيو ماكري.


وتأتي هذه النتائج في وقت كان فيه الرئيس ماكري قد قاد الجهود التقشفية في البلاد لإعادة بناء أوضاعها المالية، بدعم من صندوق النقد الدولي.


ومن المتوقع ارتفاع معدل التضخم في الوقت الذي يتجه فيه الناخبون إلى إقصاء ماكري المؤيد لاقتصاد السوق.


مواقف جيران ,,, اليمين البرازيلي يحذر من أزمة لاجئين على غرار فنزويلا


حذّر الرئيس البرازيلي اليميني جايير بولسونارو يوم الاثنين من أن بلاده يمكن أن تشهد موجة مهاجرين فارين من الأرجنتين إذا أعادت انتخابات رئاسية هناك اليساريين إلى الحكم بعد النتائج القوية التي حققوها في اقتراع تمهيدي أجري يوم الأحد.


وجعل بولسونارو من نفسه خصماً للزعماء اليساريين في مختلف أنحاء أمريكا اللاتينية واحتفى بصداقته مع الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري اليميني المشكوك بقدرته على الفوز مجدداً. 


ووفقاً لنتائج الاقتراع التمهيدي الذي أجري يوم اول أمس الأحد، فقد تأكد أن الرئيسة الأرجنتينية السابقة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر والمرشح معها لمنصب نائب الرئيس يتقدمان السباق.


ووصف بولسونارو الرئيسة الأرجنتينية السابقة بأنها ”محتالة يسارية“ وقارنها بزعماء يساريين آخرين مثل الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.


وقال الرئيس البرازيلي الذي كان يتحدث في جنوب البلاد أن هذه المنطقة من بلاده يمكن أن تشهد موجة من المهاجرين من الأرجنتين مثلما شهد شمال البلاد موجة من المهاجرين من فنزويلا بسبب الأزمة الاقتصادية.


و تبدي الرئيسة السابقة كريستينا فيرنانديز، رؤية سلبية تجاه اتفاقية التجارة الحرة التي أبرمتها الأرجنتين وثلاث دول في أمريكا الجنوبية مع الاتحاد الأوروبي في يونيو/حزيران. 


صراع اليمين واليسار ... التحديات


مادورو الآن يكافح للبقاء أمام تصاعد قوى المعارضة بقيادة خوان غوايدو الذي يلقى قبولاً أميركيا، مع الاخذ بعين الاعتبار افراج في العلاقات بين العدويين اللدودين أميركا وكوبا وفتح مسار علاقات دبلوماسية  مع فتح السفارات بين البلدين عام 2015.


وفي الأرجنتين فازت الرئيسة كريستينا فيرنانديز كيرشنر مرشحة اليسار بالانتخابات من العام 2007 إلى 2015 ليأتي في نهاية 2015 الرئيس الحالي موريسيو ماكري مرشح اليمين الذي يكافح للبقاء بعد خسارته الجولة التمهيدية.


تبادل اليسار ويمين الوسط في بعض دول أميركا اللاتينية كما الارجنتين والبرازيل وتشيلي الأدوار في السنوات الأخيرة، وأخرى كان يحقق فيها اليسار فوزًا بفارق بسيط كما في بوليفيا والاكوادور.


تبدو المعركة الآن على تنازلات كل التيارات حول جملة من التحفظات الايديولوجية والتي تنعكس على واقع إدارة المنظومة الاقتصادية في الارجنتين، فيما يتوقع من اليسار أن يتعاطى مع واقع العولمة والرأسمالية واقتصاد السوق بشكل حذر في انفتاحه رغم الضغوط التي سيتعرض لها.


بعض المؤشرات تقول أن اليسار في الأرجنتين قد يعيد دراسة بعض الملفات ك اتفاقية التجارة الحرة وتعديل بعض القوانين بما يخص الاستيراد و عمل الشركات و الضرائب و يراهن على أن المكتسبات التي عمل لاجلها في المساواة و التوزيع العادل للثروات والضمان الاجتماعي والصحي والتعليم ستكون رافعة له مع بقاء معضلات جاثمة تبحث عن حلول كالتضخم والبطالة.


بينما تبدو أوراقاً رابحة لليسار بزعامة الرئيسة السابقة كريستينا فيرنانديز، سيراهن يمين الوسط على تنازلات معقولة ومنطقية طارحاً بدائل أكثر انسجاماً مع تحديات النظام الرأسمالي خصوصاً مع انسجامه مع طروحات العالم الرأسمالي والمنظمات المالية الدولية في صياغة استراتيجيته الاقتصادية الوطنية.


ليفانت_تقرير



إعداد - وائل علي


اليسار الأرجنتيني يفوز بالانتخابات التمهيدية الرئاسية ... والتحديات تبدأ بهبوط العملة اليسار الأرجنتيني يفوز بالانتخابات التمهيدية الرئاسية ... والتحديات تبدأ بهبوط العملة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!